الأربعاء 25 مايو 2016 / 17:55

النظام الإيراني صار معتدلاً.. خدعة أمريكية

ليس النقاش السياسي المحتدم في شأن سياسة الغرب تجاه إيران، مستغرباً بعد نشر صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً، لمقال كشف عن تعمد إدارة الرئيس أوباما سياسة خداع، من أجل تبرير مفاوضاتها النووية، واستراتيجيها الأوسع القائمة على استرضاء إيران.

الممكن فهم أن بعض صناع السياسات الغربية قبلوا الصفقة النووية، ونزعتها الضمنية في شأن سياسة التهدئة، لأنهم ظنوا أن أهم الشخصيات النافذة في الحكومة الأمريكية تدرك ما يجري في الشرق الأوسط، وأنهم لن يعمدوا لتضليل حلفائها في الناتو بشأن أمر هام كهذا

وكتب في صحيفة واشنطن بوست كينيث ماغينيس، العضو المستقل في مجلس اللوردات البريطاني، والعضو في اللجنة البرلمانية البريطانية حول إيران، تحليلاً سياسياً، بين فيه كيف ساعد بين رودس، نائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، الرئيس أوباما في إقناع ليس فقط صناع السياسة الأمريكيين، بل صناع السياسة وشعوب العالم، بأن النظام الإيراني أصبح معتدلاً في عهد الرئيس حسن روحاني، وأنه يسير في طريقه نحو إجراء إصلاحات.

شيء من الفهم
ويقول: "لا أحد يتمتع بشيء من الفهم للسياسات الإيرانية وإيديولوجية نظامه، صدق تلك الخدعة. وقد رفضت وعدد من زملائي رواية البيت الأبيض. ورغم ذلك، لا عجب في تبني وزارة الخارجية البريطانية الحالية تلك الرواية، ودون أدنى ريب، جراء عدم وجود سياسة أو استراتيجية بريطانية متماسكة. وفيما قد يعتبر البيض الأبيض أن ما فعله رودس ناجم عن ولاء ساذج لإدارته، فقد مارسه آخرون بدافع حماستهم لما يدعونه فوائد تجارية أوروبية تجنى من خلال العمل من جديد مع الاقتصاد الإيراني، واستيراد النفط من الجمهورية الإسلامية ".

تبرئة
وفي رأي الكاتب، أدت تلك المواقف للمساعدة في مكافأة إيران، وحصولها على تنازلات في برنامجها النووي، وتبرئتها فعلياً من نتائج اتباعها المنهجي لتجاوزات لحقوق الإنسان داخلياً، ومواصلتها تهديد جيرانها والديموقراطيات الغربية، وتدخلها المدمر في صراعات، كتلك التي تعمل على تمزيق سوريا واليمن.

ويأمل ماغينيس أن يعمل من دعموا رواية إدارة أوباما لنقض آثارها لأنهم يعلمون أن تلك السياسة قامت على تضليل. ورغم عدم توافر أمل كبير باعترافهم بأن كل المؤشرات لا توحي بتحسن سلوك إيران، فمن الضروري اتخاذ إجراءات مناسبة لفرض ضغوط ديبلوماسية واقتصادية على إيران، تكون كافية لتقديمها تنازلات لن تقدمها طوعاً.

دروس
ولكن "الأهم من وقف الآثار الفورية لأخطائنا الأخيرة، هو التأكد من تعلمنا دروساً وعبراً من خلالها".

ومن الممكن فهم أن بعض صناع السياسات الغربية قبلوا الصفقة النووية، ونزعتها الضمنية في شأن سياسة التهدئة، لأنهم ظنوا أن أهم الشخصيات النافذة في الحكومة الأمريكية تدرك ما يجري في الشرق الأوسط، وأنهم لن يعمدوا لتضليل حلفائها في الناتو بشأن أمر هام كهذا.

تصلب
ومن الممكن أن تكون شخصيات رفيعة في الإدارة الأمريكية صدقت أن إيران ستجري أصلاحات داخلية، وأن روحاني قد يكون هو الرجل القادر على إجراء تلك الإصلاحات.

وفندت أفكار كتلك، بشكل منهجي، خلال المفاوضات النووية وبعدها، فقد عمل روحاني مراراً للحصول على مزيد من التنازلات، وقدمتها القوى ٥+١ بسذاجة، لتجد أن الإيرانيين أجروا اختبارات على صواريخ باليستية، وقاموا بعدد من الإشارات الحافلة بالتحدي والتشدد.

إصلاحات مخيبة
وفي الداخل، أشرف روحاني على تنفيذ إعدامات في إيران يتجاوز عددها ما نفذ على مدار ٢٠ عاماً، مما أظهر أن الآمال بإجراء إصلاحات كانت مخيبة، سواء في الداخل الإيراني، أو لسياسته الخارجية.

ويختم ماغينيس، قائلاً: "في ضوء ما بتنا نعرفه، يفترض بمن صدقوا بأن إيران ستجري إصلاحات أن يصححوا خطأهم عند حضورهم ملتقى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والذي سوف يعقد في ٩ يوليو( تموز)، والذي يتحلى بمصداقية قد تساعد في صياغة السياسة الغربية تجاه إيران خلال الأشهر المقبلة".