آخر مقتنيات رجل الأعمال التي يعيش فيها(خاص24)
آخر مقتنيات رجل الأعمال التي يعيش فيها(خاص24)
الجمعة 27 مايو 2016 / 11:38

رجل أعمال ينام في العراء بين الشارقة ودبي

24- دبي- سائد أبومازن

رجل في الستين من عمره ينام في العراء بمنطقة صحراوية على شارع الاتحاد، الذي يربط بين إماراتي الشارقة ودبي، منظر غريب وغير مألوف لفت انتباه 24 فتوجهنا إليه لمعرفه حقيقة أمره.

سجادة بالية على الأرض وغطاء، وإبريق من الشاي، وطاولة صغيرة، ومسند، وسيارة قديمة تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، حوّلها الرجل إلى خزانة ملابس و"شقة" صغيرة يعيش فيها.. فهي آخر ما يملك.

مشاكل إدارية
استقبلنا الرجل بكل ود وترحاب، وشعرنا للوهلة الأولى أنه يتمتع بصفات الكرم وأهل العز والجاه، وكان توقعنا في مكانه، فقد تبين لنا أنه "رجل أعمال معروف مشهود له بالبنان بين كل من يعرفه، لكنه تحول نتيجة مشاكل إدارية في العمل، إلى جانب تعرضه لعمليتي نصب، من رجل صاحب مال وعز إلى مديون يبيت في العراء".



أبت كرامة الرجل أن تمتد يده للآخرين، واشترط لسرد قصته عدم ذكر اسمه حتى لا يعرفه الناس ويشفقون على حاله، خاصة أنه "معروف"، بحسب قوله.

قصة الرجل
رجل الأعمال يدعى "إ.م" حضر إلى الإمارات بتاريخ 28 فبراير عام 1975، وعمل في مختلف المجالات، إلى أن أصبح يمتلك 3 شركات تأجير سيارات تضم 53 مركبة حديثة، بينها سيارات تأجير لرجال الأعمال، إضافة إلى 6 حافلات ورافعتين مخصصتين لمشاريع البناء، وغيرها من الممتلكات.

أكد الرجل أن "عدد الموظفين في شركاته الثلاث بلغ 38 موظفاً، وأن أوضاعه المادية كانت في مستوى مرتفع، حيث ساهم في مساعدة الكثيرين من أبناء بلده وقريته في وطنه الأم، وإحضار جزء منهم للعمل في الدولة بعد التكفل بمصاريفهم".

بدء المشكلة
كانت الأمور المادية للرجل تسير وفقاً لما هو مخطط له، لكن فجأة بدأت تظهر له مشاكل إدارية نتج عنها وقوعه تحت عمليتي نصب. ويقول الرجل "لم أستطع سداد قيمة مبالغ كانت مطلوبة مني، الأمر الذي أدى إلى توقف رخص عمل المكاتب الثلاث ولم أستطع دفع رواتب العالمين ودخلت بمخالفات".

وتابع "تراكمت المشاكل، فأقدمت البنوك على رفع دعاوى قضائية ضدي والحجز على كافة ممتلكاتي ومن ضمنها جميع السيارات، ومنذ عام ونصف العام وأنا عاطل عن العمل أعيش في السيارة".

شيكات لا قيمة لها
الرجل يمتلك المال بين يديه لكنه لا يستطيع التصرف فيه، فالمال يتمثل في شيكات من عملاء سابقين صادرة باسم الشركات المغلقة وبالتالي فإنه لا يستطيع صرفها كونها غير مسجلة باسمه.


نصب واحتيال
وعن عمليتي النصب، قال الرجل "الأولى حدثت مع وسيط عقاري اصطحبني ليستأجر مكتباً جديداً للسيارات وأخذ مني شيكات ثم صرف قيمتها واكتشفت لاحقاً أن لا علاقة له لا من قريب أو بعيد بالمكتب الذي أرشدني إليه، فكلفني الأمر مبالغ مالية كبيرة كانت آخر ما أملك".

عملية النصب الثانية كانت على يد رجل استولى منه على سيارة باهظة الثمن تبلغ قيمتها 200 ألف درهم دون أن يدفع له أي مبلغ حيث تنازل له عن قيمتها بحسن نية لحين دفع قيمتها لكن الرجل أدار له ظهره.

بادرنا بسؤال الرجل عما إذا كان له أبناء، فأكد أن لديه 3 أبناء متزوجين لكن بسبب الوضع المادي أصبح وضعهم سيء وهم يعيشون في "استوديوهات" صغيرة الحجم برفقة أطفالهم ونسائهم، لذلك شعر أنه من الصعب عليه أن تتحمل كرامته مزاحمتهم بالمساحات الضيقة فقرر العيش في السيارة رافضاً أي دعم مؤكداً أن الفرج سيأتي لكن المهم أن لا يشعر بالذل وهو مستعد لتحمل كل الصعوبات.

رفض المساعدة

أكد الرجل أنه كرامته تأبى أن يأخذ المساعدة من أي أحد، وذكر أنه رفض التوجه لأي مؤسسة مع علمهه أن كثيرين من سيدعمونه، لأن هذه الخطوه صعبة وثقيلة عليه بحسب تعبيره، مقتنعاً أن تحمله لهذه الظروف أهون بكثير من شعوره بأن هناك من يحسن إليه بعد كل ما كان فيه، آملاً أن يستعيد حقه.