أوباما يضع إكليلاً من الورود أمام النصب التذكاري لضحايا القنبلة النووية (إي بي أية)
أوباما يضع إكليلاً من الورود أمام النصب التذكاري لضحايا القنبلة النووية (إي بي أية)
الجمعة 27 مايو 2016 / 15:52

أوباما في زيارته التاريخية لهيروشيما: يأسف ولا يعتذر

دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمعة، خلال زيارة تاريخية لهيروشيما، إلى عالم خال من السلاح النووي، أثناء تكريم مشحون بالعواطف لضحايا الهجوم الذري الأول في التاريخ.

واغتنم أوباما مناسبة الزيارة الأولى لرئيس أمريكي في منصبه إلى المدينة التي اكتسحتها قنبلة ذرية أمريكية في 6 أغسطس (آب) 1945، للدعوة إلى عالم بلا أسلحة نووية، دون أن يقدم اعتذار بلاده عن قصف المدينة. 

قال أوباما بعد وضع أكليل زهور أمام نصب ضحايا القنبلة "قبل 71 عاماً، هبط الموت من السماء، وغير وجه العالم إلى الأبد"، مشيراً إلى أن القنبلة الذرية "أثبتت أن البشرية تملك وسائل التدمير الذاتي"، وأمر الرئيس هاري ترومان بشن الهجوم الذري الأول في التاريخ.

لقاء الناجين
وصافح الرئيس الأمريكي ناجين، وعانق رجلاً بدا شديد التأثر، وحادث سوناو تسوبوي (91 عاماً)، الذي أعلن قبلاً أنه يريد أن يعبر للرئيس الأمريكي عن مدى امتنانه لزيارته.

وقف أوباما دقيقة صمت أمام الصرح المقام في ظل مبنى مدمر ما زالت بعض أجزائه صامدة ترحماً على الموتى قبل ان يفسح مكانه لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.

وقال أوباما مخاطباً الحضور "لماذا جئنا إلى هذا المكان، إلى هيروشيما؟، جئنا لنفكر في قوة مروعة أطلقت في ماض ليس ببعيد، جئنا حداداً على الموتى، أرواحهم تخاطبنا، يطلبون منا النظر إلى دواخلنا لندرك من نحن".

وتبعه آبي ووضع إكليلاً من الزهور قبل أن ينحني أمام النصب.

راح 140 ألف شخص ضحية القنبلة الذرية بعضهم على الفور في كتلة النار واللهيب، بينما قضى الباقون متأثرين بالجروح والأمراض الناتجة عن التعرض للإشعاعات في الأسابيع والأشهر والسنوات التالية.

وألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية ثانية على مدينة ناغازاكي بعد ذلك بثلاثة أيام.

وتأتي زيارة أوباما بعد 7 أعوام على الخطاب الشهير الذي ألقاه في براغ في السنة الأولى من حكمه، ودعا فيه إلى إزالة السلاح النووي من العالم مما ساهم في فوزه بجائزة نوبل للسلام.

ومع أن العالم لا يبدو اقرب إلى تطبيق هذه الرؤية، إلا أن أوباما استغل الرمزية الطاغية في زيارته للتركيز على تعزيز السلام وتجديد الدعوة من أجل "عالم خال من السلاح النووي".

ترحيب بالزيارة
وكان الترقب كبيراً قبل وصول أوباما، اذ تجمعت حشود من اليابانيين والأجانب بالقرب من النصب.

وقالت توشيوكو كاواموتو (80 عاماً): "نرحب بالرئيس أوباما، آمل أن تشكل هذه الزيارة التاريخية إلى هيروشيما دفعاً من أجل إلغاء الأسلحة النووية من العالم".

وعلقت أعلام اليابان والولايات المتحدة في الشارع أمام النصب التذكاري، وقال مسؤولون إنها المرة الاولى التي يرفرف فيها العلم الأمريكي في المدينة.

وكما كان متوقعاً، لم يقدم أوباما أي اعتذار، إذ كان شدد قبلاً أنه لن يعيد النظر في القرار الذي اتخذه سلفه هاري ترومان، وأدى إلى وضع حد للحرب العالمية الثانية.

وقال أوباما إن أي "تقدم تكنولوجي لا يوازيه تقدم المؤسسات البشرية سيقضي علينا، فالثورة العلمية التي مكنتنا من شطر الذرة، تتطلب ثورة أخلاقية كذلك، لهذا نأتي إلى هذا المكان، نقف هنا في وسط هذه المدينة ونلزم أنفسنا أن نتخيل لحظة سقوط القنبلة".

تابع بينما الشعلة الأبدية مضاءة وراءه "نلزم أنفسنا بالشعور بالهلع الذي انتاب الأطفال المرتبكين بما يشاهدون، نصغي إلى عويل صامت".

وختم "العالم تغير إلى غير رجعة، لكن اليوم، سيمضي أطفال هذه المدينة يومهم بسلام، وهو أمر لا يقدر بثمن".

ومع أن البعض طالب بتقديم اعتذار أو تعبير عن الندم، إلا أن الرأي العام في اليابان رحب بالإجمال بزيارة أوباما.

في المقابل، أثارت الزيارة ردود فعل أقل ترحيبا في كوريا الشمالية، حيث اعتبر الإعلام الرسمي أنها "محاولة طفولية" لإخفاء الطبيعة الحقيقية لأوباما بأنه "مهووس بالحرب النووية".

وفي بكين، عنونت صحيفة "تشاينا ديلي" الرسمية بالقول إن "اليابان هي التي جنت على نفسها"، في حين أعاد وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى الأذهان المجازر التي ارتكبتها القوات اليابانية بحق المدنيين في نانجينغ، والتي تؤكد الصين أنها أدت إلى مقتل 300 ألف شخص خلال 6 أسابيع في 1937.