الإثنين 30 مايو 2016 / 15:30

الحشد الشعبي في الفلوجة والأكراد في الرقة... ماذا سيحصل؟

نشرت وسائل إعلام إيرانية الأسبوع الماضي صوراً لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، مدعية بأنه يقاتل حالياً على جبهة الفلوجة، ما أثار احتجاج السياسيين السنة في بغداد.

من دون الصور أو معها صار واضحاً أن القوات الأميركية والكردية تحارب معاً، على رغم معارضة تركيا التي تعتبر جزءا من التحالف الدولي ضد داعش والتي تمثل هدفاً للتنظيم الإرهابي، وخصوصاً بعد فتح أنقرة قاعدة أنجيرليك الجوية الاستراتيجية لمقاتلات التحالف

وسقطت الفلوجة في يد داعش في يناير (كانون الثاني) 2014، وكانت المدينة الأولى الكبيرة تسقط في يد التنظيم ، تبعتها الموصل في يونيو (حزيران) من العام نفسه.

الانتقام
وتبعد المدينة 50 كيلومتراً فقط عن بغداد وتشكل أولوية للحكومة العراقية.ومع ذلك، يقول الكاتب مراد يتكين في صحيفة حريت ديلي نيوز التركية أن السياسيين السنة ردوا بقوة على وجود سليماني في الفلوجة، مدعين بأنه إذا أخذ وقواته، بمن فيها ميليشيات الحشد الشعبي المؤيدة لإيران، البلدة، فإن هدفهم الأول سيكون الانتقام من السكان السنة.

ومع أن مسؤولين إيرانيين نفوا المعلومات عن وجود سليماني في الفلوجة، فإن احتمال وجوده هناك ينسجم والاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمحاربة داعش والتي تقضي باستخدام أية وسائل متاحة لمحاربة التنظيم الإرهابي من دون الاضطرار إلى إرسال قوات برية إلى هناك والتفكير في طريقة لإنهاء الفوضى لاحقاً. ومن هذا المنطلق، لا يتناقض استخدام قوات مؤيدة لإيران في العراق والخط الراهن للرئيس باراك أوباما.

الرقة

وينطبق المشهد نفسه على الاستراتيجية السورية للولايات المتحدة. ويوضح يتكين: "في سوريا، تتعاون أمريكا مع وحدات حماية الشعب، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي، الذي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور".

ويلفت إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعرفون أن بين حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب صلات عضوية، إلا أن ذلك لم يمنعهم من استخدام الاستعانة بالوحدات الكردية كقوات برية في العملية السورية ضد داعش، على رغم المعارضة القوية من أنقرة.

وحمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على "خبث" الإدارة الأمريكية في هذا الشأن، إلا أن قائد القوات الأمريكية في المنطقة الجنرال جوزف فوتيل الذي زار مواقع كردية في سوريا في 29 مايو (أيار)، بعد اتصال أوباما بأردوغان بيومين، قال إن وحدات حماية الشعب هي القوة الوحيدة المدربة المتوافرة على الأرض، وأن واشنطن ستستعين بها.

وعندما أثيرت أزمة بسبب صور أظهرت جنوداً من الوحدات الخاصة الأمريكية يضعون إشارات كردية، حاولت واشنطن استيعاب الجدل، قائلة إن "الأمر لن يتكرر".

قلق لأنقرة
ويشير يتكين إلى أنه من دون الصور أو معها صار واضحاً أن القوات الأميركية والكردية تحارب معاً، على رغم معارضة تركيا التي تعتبر جزءا من التحالف الدولي ضد داعش والتي تمثل هدفاً للتنظيم الإرهابي، وخصوصاً بعد فتح أنقرة قاعدة أنجيرليك الجوية الاستراتيجية لمقاتلات التحالف.

وكما هي الحال مع القوات الإيرانية بالنسبة إلى الفلوجة العراقية، يشكل احتمال تحرير الرقة، معقل داعش في سوريا، على يد قوات كردية مصدر قلق كبير لأنقرة.

مزيد من العداء
ويقول يتكين إن "السيطرة على مدينة عربية بقوات كردية تكتب علناً في منشوراتها إن الرقة يجب أن تكون جزءا من المنطقة الكردية في شمال سوريا سيثير مزيداً من العداء، بحسب المسؤولين الأتراك.

ويخلص إلى أن هذه السجالات التي تجري بين أنقرة وواشنطن في الوقت الذي يتقدم فيه داعش في اتجاه الحدود التركية يفاقم التوتر في المنطقة، مؤكداً أن استراتيجية "نفذ الآن وفكر لاحقاً، قد تكلف الولايات المتحدة باهظاً في المستقبل، تماماً كما حصل مع تبعات غزو العراق عام 2003".