الثلاثاء 31 مايو 2016 / 15:03

مأساة سوريا إرث داود أوغلو.. رحل هو وبقي الأسد!

رأت الصحافية التركية بارجين يينانج أن الإرث الأكبر لداود أوغلو سيكون المأساة السورية التي تركها وراءه.

الأشخاص يأتون ويرحلون والحكومات تأتي وترحل، إلا أن أزمة اللاجئين ستبقى وقتاً أطول، ومن هذا المنطلق ستكون نتيجة الإتفاق الاوروبي-التركي حاسمة في ما يتعلق بالسياسات الأوروبية الخاصة باللاجئين

وذكرت في مقال لها في صحيفة حريت ديلي نيوز بأنه في الأيام الأولى للحرب الأهلية في سوريا، توقع رئيس الوزراء التركي المستقيل رحيل بشار الأسد في غضون أشهر، ولكن ما حصل أنه هو نفسه الذي رحل.

وتضيف أن داود أوغلو هو الأب الإيديولوجي للسياسة السورية التي اعتمدتها تركيا. ومع أنه كوزير للخارجية ورئيس للوزراء كان معنياً بتطبيقها، فان هذه السياسة لم تكن لتولد أو تطبق من دون موافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ولئن قد يحاول أردوغان إعادة تقويم السياسة السورية بتحميل أردوغان المسؤولية الكاملة عن الفشل، "إلا أنني متأكدة أن الأوروبيين يلقون اللوم على كلا الرجلين في أزمة اللاجئين التي تفاقمت على أعتاب دولهم".

أزمة اللاجئين باقية
وتضيف يينانج أن الأشخاص يأتون ويرحلون والحكومات تأتي وترحل، إلا أن أزمة اللاجئين ستبقى وقتاً أطول، ومن هذا المنطلق "فإن نتيجة الإتفاق الاوروبي-التركي ستكون حاسمة في ما يتعلق بالسياسات الأوروبية الخاصة باللاجئين".

لا حماسة على الإتفاق
ولسوء الحظ، تقول الصحافية، ليس ثمة متحمسون كثر للاتفاق في العواصم الأوروبية. فالكثيرون يعتقدون أن المشكلة ليست مشكلتهم، متناسين أن الإتحاد الأوروبي لا يعني فقط تقاسم الخيرات في فترات الإزدهار، وإنما أيضاً تقاسم الأعباء في أوقات المحن. وإذ تلفت إلى تقارير عن "خطة ب"، تقول:" لست متأكدة أن خطة بديلة ستقدم بديلاً أفضل".

ويحذر جيرالد كناوس، مؤسس مبادرة الإستقرار الأوروبي، من أنه مع مراقبة دول أوروبية عدة حدودها في شكل صارم، فإن انهيار الإتفاق لن يؤدي إلا إلى آلاف آخرين من اللاجئين الذن سيعلقون في اليونان.

واجبات أوروبا
وفيما نجحت تركيا إلى حد ما في نظر يينانج، في تطبيق الجانب المتعلق بها من الإتفاق، يحض كناوس الأوروبيين على التزام وعدهم بتسريع تسوية أوضاع اللاجئين السوريين وتحرير المال الذي وعدوا به أنقرة.

وتعتقد المنظمات غير الحكومية التركية أن الوضع في البلاد تجاوز مرحلة الإغاثة الإنسانية، وأن المساعدة المالية يجب أن تركز حالياً على مسائل أخرى كالتعليم الذي لا يندرج في إطار خطة المساعدة الإنسانية لآليات الإتحاد الأوروبي.

وتبرز الصحافية حاجة تركيا لتعزيز استراتيجيتها الخاصة للاجئين السوريين، مع الإتفاق الأوروبي أو من دونه، لافتة إلى أن العمل في هذا الإتجاه بدأ في أيام داود أوغلو، ولكن التغيير الحكومي يعني أن كل شيء سيبدأ من الصفر.

أكاديميون سوريون
وأظهرت دراسة أجريت أخيراً أن نحو 700 أكاديمي سوري دخلوا إلى تركيا، 85 في المئة منهم علماء في الدين الإسلامي، فيما غادر الآخرون تركيا.

وتخلص الصحافية إلى أنه إذا لم تسع الحكومة التركية إلى توفير ظروف عمل ملائمة للسوريين المتعلمين، يجب ألا تتهم الأوروبيين بمحاولة اختيار اللاجئين السوريين الأكثر تعلماً.