المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر(أرشيف)
المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر(أرشيف)
الثلاثاء 31 مايو 2016 / 16:29

كوبلر: المركزي الليبي يدفع رواتب الميليشيات ولا مجال لتجاوز حفتر

كشف المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر في تصريح لصحيفة لوجورنال دو ديمانش، أن البنك المركزي الليبي يدفع رواتب وأجور الكتائب الليبية المتناحرة خاصة في غرب البلاد، ومشاركة قوات قتالية خاصة فرنسية وأمريكية في العمليات العسكرية الدائرة فيها.

وقال كوبلر رداً على سؤال يتعلق بحقيقة الوضع السياسي على الأرض، وعمن يحكم ليبيا، إنه لا أحد يحكم ليبيا، صحيح أنه توجد فيها ثلاث حكومات، وكن الوحيدة التي تحظى بالاعتراف الدولي، هي حكومة الوحدة الوطنية بقيادة السراج، التي تسيطر على الشركة الوطنية للنفط، وعلى البنك المركزي، رغم هشاشة وضعها في العاصمة طرابلس.

حكومات ليبيا
وقال كوبلر: "صحيح أن حكومة السراج لا تُسيطر على الأرض، ولكن هل يعني ذلك أن حكومة شرق البلاد هي التي تحكم، طبعاً لا، حكومة الموتمر في طرابس طبعاً، حتى أننا نجهل أين يوجد أعضاؤها، الحكومتان اليوم خارج اللعبة والمعادلة تماماً".

وأوضح كوبلر أن المشكلة الحقيقية تتمثل في الميليشيات والكتائب المسحلة المتناحرة التي يبدو أنها تتجه حالياً إلى تفادي المواجهات مع الحكومة الرسمية في البلاد، وتتفادى الاصطدام بها وتتجه نحو المزيد من الحياد، ما يعني شعورها بالإرهاق والتعب، ولكنها تظل خطيرة وغير مضمونة، خاصةً أنها جميعاً تحصل على رواتب وأجور مقاتليها من البنك المركزي الليبي.

وأضاف المبعوث الأممي أن هذه الكتائب والميليشيات تسعى الآن إلى الحصول على حصانة وضمانات مقابل التزامها الهدوء، ولكن ذلك أمر مرفوض من قبل الجميع، والحل الوحيد يكمن في قبولها بالانضمام إلى الجيش الليبي الوطني الموحد، بسبب خطر السلاح المنتشر في البلاد، والذي يُعادل حسب تقديراتنا 20 مليون قطعة سلاح.

وعن برلمان شرق ليبيا وضرورة موافقته على حكومة الوحدة الوطنية في طرابس، قال كوبلر إنه كان يُفضل موافقة البرلمان بشكل سلس وطبيعي على الحكومة المعترف بها دولياً، ولكن تعذر الأمر لا يعني تعثر المسار السياسي، ذلك أن الخطر الحقيقي يكمن في حصول مواجهات مسلحة بين قوات الشرق والغرب، والاقتتال بين قوات حفتر وكتائب مصراتة الذي سيكون أكبر جائزة يحصل عليها العدو المشترك لهما، داعش.

حفتر والقيادة العسكرية
وشدّد المبعوث الأممي على أن كل الجهود تعمل اليوم على تشكيل جيش موحد من الجانبين، وقيادة عمليات مشتركة، مشيراً إلى "ضرورة اضطلاع اللواء خليفة حفتر بدور هام داخل هذا الهيكل العسكري الموحد".

وعن خليفة حفتر قال كوبلر إن "اللواء حفتر لا يملك جيشاً وأرضاً كما يتبادر إلى الأذهان، فقواته تتألف من مجموعات متنافرة تجمع بقايا من الجيش النظامي، وحتى من متطوعين أجانب في صفوفه، إلى جانب بعض القوى القبلية، إلى جانب بعض القوات الفرنسية والأمريكية على الأرض".

وأضاف المبعوث الأممي أنه لا يُمكن تجاوز هذا الوضع إلا إذا أدركت القوى المسلحة جميعها، أنه لا مستقبل لها خارج هيكل عسكري موحد، تحت قيادة السراج، لاستئناف الحصول على السلاح، ولضمان الانتصار على داعش، الذي نجح في الاستفادة من التناقضات السياسية والعسكرية في ليبيا في السنة الماضية، حسب المبعوث الأممي.

تدفق الدواعش
وقال كوبلر إن الأدلة المتوفرة تُشير إلى اعتماد داعش بشكل متزايد على نسج تحالفات مع حركات إرهابية أخرى مثل بوكو حرام، ولكن المؤشرات المتوفرة أيضاً تُفيد أيضاً بحضور أعداد كبيرة من الأجانب صلب التنظيم، بما يوحي بتنسيق متنام مع داعش في الشرق.

وأضاف مارتن كوبلر: "اعتماداً على تحاليل خبرائنا، فإن دواعش ليبيا أكثر احترافاً الآن مقارنة بسنة خلت، ويستند التنظيم في ليبيا على 70% من الأجانب، من تونس والجزائر والعراق وسوريا والمغرب الأقصى، خاصةً في ظل التدفق عليه من سوريا والعراق، جواً وبحراً وبراً".