الجمعة 10 يونيو 2016 / 12:32

طفل الشهيد خالد الشحي يُجهز موائد المحتاجين كما كان يفعل والده

24- رأس الخيمة- صفوان إبراهيم

مع ثبوت رؤية هلال رمضان كان الشهيد خالد محمد عبدالله الملا الشحي-الذي استهشد ضمن قوات التحالف في عملية إعادة الأمل- يحرص على مباشرة التحضيرات لإعداد وجبات للصائمين ليقوم بتوزيعها على خيم الخير وموائد المحتاجين مصطحباً طفليه محمد ومريم، ولم يختلف الأمر في رمضان الحالي، وتقول زوجة الشهيد "ثبتت رؤية هلال رمضان، سمع ابني محمد الخبر فسارع إلي طالباً أن يذهب ليحضر مستلزمات إفطار المحتاجين، بكيت بداية ولكني سعدت وأدركت أن من يغرس الخير لا يموت".

أصحاب الشهيد يلقبونه بصاحب القلب الأبيض لتسامحه وأخلاقه العالية

وتقول زوجة الشهيد في حديث لـ24 "رغم أن الفراق صعب ورمضان بأجوائه الدينية والأسرية يذكرنا بكل التفاصيل إلا أن روحه الخيرة الطيبة التي زرعها فينا كانت حاضرة، كما أن إداراكي أن زوجي كان متعلقاً بالعمل الوطني بشكل كبير ونال ما حدث عنه أطفاله، وهذا يشعرني بالرضا خاصة أنه شرفنا بالشهادة".



مقعد خالي

وأضافت "اليوم الأول كان مقعد خالد على مائدة رمضان خالياً من وجوده، إلا أنني وطفلي محمد ومريم حرصنا على أن نجعل من ذلك الغياب حضوراً بالدعاء له وإعداد ما يحب من طعام فقد كانت المأكولات الشعبية مطلبه الدائم، وأدينا صلاة المغرب جماعة كما كان يحرص، وتعمدت أن أرسل طفلي محمد إلى صلاة التراويح في نفس المسجد حيث كان يصلي، وأذكرهما دوماً أن والدهما شهيد وهو أجر عظيم وفخر لهما".


وذكرت زوجة الشهيد أن "أسرة خالد حرصت في أول أيام رمضان أن يكون الأهل والأصدقاء إلى جوارنا"، مضيفة "رمضان بشهادة خالد جعل كل الأحبة إلى جانبنا بالإيمان والدعم الأسري والوطني لتبقى قلوب أسر الشهداء مطمئنة، ونحن على استعداد لتقديم المزيد هكذا كان خالد وأنا سأغرس في أبنائي ما علمني إياه".

علاقته بعائلته
وقالت "الشهيد خالد إبن بار بوالديه، وكان دائماً يسعى لإرضاء والدته وإسعادها وتلبية طلباتها، كما كان خالد الأخ والسند والظهر لإخوانه وأخواته من بعد أخوهم الأكبر بدر، وخاصة بعد وفاة والدهم قبل أكثر من خمس سنوات، عرف عنه حرصه الدائم على بث السعاده والسرور بين إخوانه وأخواته وحتى في قلوب الأطفال فهو سفيرهم في الرحلات البرية والبحرية التي كان يقوم بها، وكان يعد من يصوم منهم بهدايا لحثهم على الصيام، وهذا العام كثير منهم حرصوا على الصوم كما كان يوصيهم، وأنا أنوي أن أكمل وعد خالد بمنحهم هدايا حتى أدخل السرور لقلوبهم".



 بشوش الوجه

الجميع يذكر الشهيد خالد بالخير، وتقول زوجته "لازلت أذكر بشاشة وجهه، الدعابة لا تفارقه أبداً خاصة مع العمال البسطاء، دائماً يحاول أن يدخل البهجة والسرور إلى قلوبهم بالكلمة الطيبة والمزاح الخفيف، وهو أيضاً صاحب قلب طيب وأبيض لا يحقد على أحد حتى لو بدر من أحدهم شيئاً يؤذيه فهو سريع المسامحة. هذه الصفة جعلت الكثير من أصدقائه يلقبونه بـ "صاحب القلب الأبيض"، وكان أهل نخوة وشهامة ومروءة، ولا يتأخر أبداً في تقديم المساعده والعون لمن هو بحاجة، وآخر رمضان قضاه بيننا كان كثير الحديث عن أنه شهر يجب أن يستغل بالطاعة والعبادة والتسامح، يهرول فيه دوماً لتقديم الدعم للمحتاجين وكان يصطحب أبناءه في السيارة حتى يتعلموا منه كيفية تقديم المساعدة للعمال وتطبيقه بأنفسهم لاحقاً، وهو ما طلب أن يفعله طفلي محمد أسوة بوالده".