الجمعة 17 يونيو 2016 / 12:39

أسرة الشهيد سليمان البلوشي: أول أيام عيد الفطر ذكرى ميلاده وهذه حكايته مع رمضان

24- رأس الخيمة- صفوان إبراهيم

حرصت شقيقة الشهيد سليمان جاسم علي محمد حسن البلوشي، على أن تعد في اليوم الأول من رمضان هذا العام كل ما كان يحب توأمها كما تسميه، فهو الأقرب لقلبها وهي كاتمة أسراره وصديقته، وأكثر من افتقده بعد استشهاده خلال مشاركته في عملية إعادة الأمل في اليمن ضمن قوات التحالف العربي.

حلوى الفرني والقهوة الشعبية واجتماع العائلة أجمل ذكرياته

شقيقة الشهيد في رسالة له "يامن اشتقنا له غفر الله لك عدد ما هزنا الحنين إليك"

الشهيد كان يكفل عائلة صغيرة ويرعاها

كان سليمان، يحب حلوى الفرني (المهلبية) ويصر على أن لا يحضرها أحد غير والدته لأنها ألذ ولها نكهة مختلفة من يدها بحسب تعبيره،  وتقول شقيقة الشهيد "من عاداته في رمضان أن يذهب يومياً إلى القهوة الشعبية في رأس الخيمة ليجلب "الهريس والخبيص" وأي شخص يرى هذان الصنفان من الطعام على الفور كان يعرف أن سليمان قد أحضرها".



فارس شهم

وأضافت شقيقة الشهيد في حديث لـ24 "هذا أول رمضان يطل علينا بعد رحيله، أتى وفي القلب فرحة ولكن يرافقها غصة وحزن وأسى على فراقه، نفتقده في هذا الشهر، نفتقد دعواته وضحكاته التي كانت تملأ البيت، فهو أصغر أفراد عائلتنا "آخر العنقود" وله معزة ودلال بين الجميع، ليس فقط لأنه أصغرنا بل لأن أخلاقه عالية، وهو كان رياضياً فارساً ويحمل كل صفات الفارس من شهامة وكرم ويشارك بسباقات الخيل".



أخ وصديق

وتستذكر بالقول "أنا والشهيد كنا أصدقاء، نتشارك في كل شيء وكنت أكتم أسراره أكثر من أصدقائه حتى، نمضي أكثر وقتنا مع بعضنا لا أعرف كيف أصف علاقتي به هو كل شيء بالنسبة لي، لدى أخوة كثر ولكن هو الأقرب إلى قلبي".

يومياته
وتابعت "خلال شهر رمضان كان يبدأ سليمان يومه بالذهاب للعمل، وعندما يعود يتوجه لرؤية والدته، فالوالد توفي وعمره 7 سنوات، وكان متعلقاً بوالدته كثيراً، يحبها ويحترمها، يجلس معها ويسامرها ويمازحها ويطمئن على طعام الفطور وبشكل شبه دائم يطلب منها  "برياني الدجاج" وكل يوم قبل الفطور يجلس كالمحقق معها وهو يستفسر عن المائدة: ماذا طبختي؟ وماذا جهزتي لنا؟، وبعدها يذهب وينام، ثم يقوم يتوضأ ويصلي ويقرأ القرآن حتى موعد الإفطار ولا زلت احتفظ بقرآنه وسجادة الصلاة الخاصة به فهما أعز ما يذكرني بشقيقي، كان يأخذهما معه للجامع لأداء صلاة التراويح ومن بعدها يكون على موعد مع أصدقائه للعب كرة القدم، وهذا بشكل شبه يومي لأنه كان رياضياً، أو يذهب لزيارة بعض الأصدقاء والأقارب".



لمة العائلة

وأوضحت أن "الشهيد كان يحب لمة العائلة وخاصة في رمضان وهذه من المسلمات لديه حيث  يحب أن تجتمع العائلة على مائدة الفطور عند الخال أو الخالة أو العم، ومن أكثر العادات التي مارسها لسنوات هي ذهابه  للسوق قبل العيد ليحضر أفضل وأفخر أنواع العطور التي تفضلها والدته ويقول هاد العطر حق الوالدة".



 ميلاده والعيد

ونوهت شقيقة الشهيد إلى أن "سليمان جاسم علي محمد حسن البلوشي، من مواليد عام 1990 وهذه السنة سيصادف عيد ميلاده الـ 26 في أول أيام عيد الفطر، وسنحتفل بعيده مع ابنته "مهرة" وابنه "حشر"، فقد كان يحبهما جداً ويوصي الجميع بهما".

وأفات شقيقته "لسنا نحن فقط من يفتقده بل كل من عرفه حزين ويشعر بغيابه خاصة في أيام الشهر الفضيل، لما له من أعمال خير فهو كان يكفل عائلة صغيرة ويعتبر نفسه أنه مسوؤل عنهم في كل شيء وقبل الإفطار يذهب ليأخذ لهم الطعام".

دعوة شوق
وقالت في رسالة له "فخرنا بك كبير فأنت ذهبت دافعاً عن الغالية الإمارات، لن ننساك يا سليمان ولن ننسى ضحكاتك وكلامك، مكان جلوسك على سفرة رمضان خال ومحفوظ، هذه هي حال الدنيا، لقاء وفراق، ضحكات ودموع، بالأمس كانوا معنا، يجلسون ويتكلمون، ويضحكون واليوم غائبون، مازال خبر وفاتك في مسمعي وصورة وداعك الأخيرة في ذهني، يا من اشتقنا إليه غفر الله لك عدد ما هزنا الحنين إليك، اسأل الله الكريم أن يتقبلك عنده ويرفع درجتك ويجمعنا بك في الفردوس الأعلى".