الأربعاء 22 يونيو 2016 / 10:08

داعش والحشد يتقاسمان قتل المدنيين في الفلوجة

24- زياد الأشقر

كتب انتوني إي. دين في مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن داعش والميليشيات الشيعية يرتكبان مجازر في حق مدنيي الفلوجة في العراق، مؤكداً أن هزيمة التنظم الإرهابي غير ممكنة من دون التزام واضح من إئتلاف دولي تشارك فيه دول مسلمة.

قبل ان يكون هناك سلام يجب أن يكون هناك حل سياسي. ففي عام 2006 كانت لدينا أهداف كبيرة، ولكن بمهمة محددة، وهي تأسيس عراق ديموقراطي وآمن. وبعد انسحابنا عام 2011 بدأ رئيس الوزراء العراقي في حينه نوري المالكي بتغريب الطائفة السنية من خلال توجيه اتهامات إلى نائب الرئيس طارق الهاشمي وإزاحة زعماء السنة من الحكومة والجيش وارسال الجيش العراقي إلى الأنبار لقتل "الإرهابيين" السنة بحسب تعبيره

وقال الكاتب:"الجهاديون أعلنوا خلافة. هل يمكن هزيمة الإرهابيين؟ محافظة الأنبار خراب!... هذه العناوين التي تعود إلى عشرة أعوام يمكن أن تعاود الظهور اليوم بسهولة. وبصفتي قائد كتيبة في الرمادي، عاصمة الأنبار، خلال ما كان يعرف بصحوة الأنبار. كنت على خطوط الجبهة في القتال ضد الجهاديين السنة – وشاهدت الثمن الذي دفع لهزيمة القاعدة في العراق".

دمار الرمادي
وعلى العراقيين استخلاص الدروس من تلك الحقبة للفوز بالحرب ضد داعش. فاليوم، تعاني الرمادي الدمار بعد هجوم للقوات العراقية تدعمها قوة جوية أمريكية وبعض مقاتلي القبائل السنية وقوات الحشد الشعبي الشيعية التي انتزعت المدينة من سيطرة داعش. والمدينة التي تعد 400 ألف نسمة دمرت من أجل تحريرها- والآن تواجه الفلوجة مصيراً مماثلاً في الوقت الذي اندفعت فيه القوات العراقية أكثر في المدينة في عطلة نهاية الأسبوع. وتتحدث التقارير المحدودة التي تصل من المنطقة عن مجازر بحق المدنيين من قبل داعش والميليشيات الشيعية.

ثلاثة دروس
ويقول الكاتب: "ما كان يجب أن تجري الأمور على هذا النحو"، محدداً ثلاثة دروس تعملها في الرمادي ويجب أن تقود القتال ضد "داعش" اليوم:

1- إن قتل قادة الإرهابيين ليس سوى معالجة قصيرة المدى. ففي اليوم الذي تسلمت فيه كتيبتان مسؤولية المناطق الغربية في الرمادي في يونيو (حزيران) 2006، قتلت قوات الائتلاف أمير القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي في غارة جوية. وتسلم مسؤولية التنظيم من بعده أبو أيوب المصري الذي واصل القتال ضد قوات الإئتلاف ومارس الإرهاب ضد العراقيين لمدة ثلاثة أعوام. لكن عند مقتله في عام 2010 ، كانت قوات الائتلاف قد خفضت الجائزة المرصودة مقابل رأسه من خمسة ملايين دولار إلى مئة ألف دولار. وبعد أربعة أعوام من مقتل المصري بات القاعدة أكثر دموية واستولى على الفلوجة والموصل في هجومين مكناه من فرض سيطرته على مناطق أوسع كثيراً من قبل. وأثبت أبو بكر البغدادي أنه أكثر قسوة من راعيه الزرقاوي.

2- قبل ان يكون هناك سلام يجب أن يكون هناك حل سياسي. ففي عام 2006 كانت لدينا أهداف كبيرة، ولكن بمهمة محددة، وهي تأسيس عراق ديموقراطي وآمن. وبعد انسحابنا عام 2011 بدأ رئيس الوزراء العراقي في حينه نوري المالكي بتغريب الطائفة السنية من خلال توجيه اتهامات إلى نائب الرئيس طارق الهاشمي وإزاحة زعماء السنة من الحكومة والجيش وارسال الجيش العراقي إلى الأنبار لقتل "الإرهابيين" السنة بحسب تعبيره. إن صعود داعش مرتبط مباشرة بالقرارات السيئة للمالكي في تلك الفترة.

3- إن تحقيق السلام في العراق هو إلتزام بعيد المدى. لا يمكن حل مشاكل العراق بحسب الجدول الزمني لدوائر الإنتخابات الأمريكية. فنحن نهاجم العراق منذ 25 عاماَ، بدءاً بعاصفة الصحراء والآن بالتصميم الحازم.
    
من إرهاب إلى آخر
إن هزيمة داعش هدف جدير بالتحقق، لكن ما الذي يحدث؟ إن عراقاً تهيمن عليه إيران سيكون أرضاً تستولد جهادية سنية ويساعد على إشعال حرب طائفية سنية-شيعة. وكما أدت هزيمة القاعدة في العراق أو مقتل أسامة بن لادن فقط إلى تغيير أشكال التهديد، فإن هزيمة داعش ستؤدي فحسب إلى تولي مجموعة جهادية أخرى المهمة مكانها. فالجهاد الحديث بدأ مع نحو ستة من المحاربين القدامى في الحرب الأفغانية الذين جلسوا حول طاولة في بيشاور الباكستانية عام 1988 ومنها باتوا حركة على امتداد العالم.

ائتلاف دولي- إسلامي
ويرى الكاتب إن على الولايات المتحدة أن تدرك أن مشكلة الجهاديين لن تحل، وإن هزيمة هؤلاء تتطلب إلتزاماً من إئتلاف دولي –خصوصاً إئتلاف يضم دولاً مسلمة- لمنع السرطان من الإنتشار، كما حصل على نطاق مصغر في الرمادي عامي 2006 و2007. ويلفت إلى أن تأسيس مشروع مشابه في أنحاء العراق سيستغرق أعواماً – تماماً مثلما استغرق تحقيق الاستقرار في ألمانيا واليابان وإيطاليا في القرن العشرين، عقوداً.