الخميس 23 يونيو 2016 / 20:46

باسم يوسف في تصرف قناة تحريضية

المفاجأة أن باسم يوسف كان ضيفاً على هوى القناة ، وأسيراً لمزاجها العام، وأداة طيعة ولينة من الأدوات التي تستثمرها القناة من أجل أن تبني صور خاطئة وتغذيها بمجموعة من المعلومات المغلوطة وعبر نجوم تختارهم لهذا الغرض


بالرغم من أنها قناة عامة وليست إخبارية، إلا أن قناة العربي لم تخف سياستها، وهي تنطلق في بثها للمشاهد العربي كأهم وريث لتركة الجزيرة الإخبارية التي فقدت مصداقيتها وهجرها المواطن العربي، ولم يعد ملتفاً حولها إلا من ما زال يتباكى على ثورات الخراب العربي التي كانت وما زالت الجزيرة الناطق الرسمي باسمها، والقناة وبالرغم من محدودية برامجها السياسية إلا أنها تسير وفقاً للسياسة الجهنمية والخبيثة المعروفة سياسة دسّ السم في العسل، وقناة العربي لا تقل شراسة في نشر الأكاذيب وفي تبني التدليس من قناة الجزيرة في تناولها للشأن المصري، وهي تستخدم مصطلح انقلاب بدلا من ثورة في وصف ما حدث في 30 يونيو (حزيران)، والقناة تسير على خطى الجزيرة في شيطنة الجيش المصري، وتشويه صورته وإظهاره بمظهر المنتزع للسلطة والمهيمن على رقاب العباد في محاولة لبناء صور ذهنية، تتلاقى مع الصور التي قدمتها الجزيرة طوال السنوات السابقة.

قناة العربي، وضيفها عزمي بشارة، تركز على خطاب تحريضي دائم ضد النظام في مصر، وتحاول أن تشوه ما يحدث وتكثف من خطابها المبني على التدليس والافتراءات والتحليلات المزاجية لأصحاب القناة ومن يدعمونها لكي تواصل مهمتها التي بدأتها وهي حمل التركة الملعونة لقناة الجزيرة ومواصلة دور الجزيرة، الإمبراطورية الإعلامية المنهارة التي انفض المشاهد العربي من حولها وانهارت عروشها، بعد أن كانت المحرض على الفتنة، والتي أشعلت نيرانها في كل مكان بخطاب افتعل الأزمات وصنعها.

كان لا بد من متابعة باسم يوسف وهو يحلّ ضيفاً على برنامج ( لمتنا أحلى) الذي يقدم على القناة في شهر رمضان المبارك، وكانت المفاجأة أن باسم يوسف كان ضيفاً على هوى القناة ، وأسيراً لمزاجها العام، وأداة طيعة ولينة من الأدوات التي تستثمرها القناة من أجل أن تبني صور خاطئة وتغذيها بمجموعة من المعلومات المغلوطة وعبر نجوم تختارهم لهذا الغرض.

لقد بدا واضحاً أن الهدف من استضافة باسم يوسف ليس بوصفه إعلامياً ولا نجماً، ولكن بوصفه معارضاً للسياسة المصرية وللنظام لمصري الحالي، وبالرغم من أن البرنامج يبث في شهر رمضان الفضيل وفي الفترة المسائية إلا أن ذلك لم يمنع أسرة الإعداد من أن تكشف عن هدفها في استضافة باسم يوسف من أجل توجيه رسائل ضمنية تحمل كماً مقيتاً من المعاني المبطنة ومن الاتهامات ومن الصور المغلوطة.
باسم يوسف إلى اليوم لا يستطيع أن يرى الحقيقة وهو يتعامل مع وقف برنامجه بوصفه قراراً سياسياً وليس بوصفه قراراً شعبياً وجماهيرياً. باسم يوسف يصور نفسه بأنه البطل المخلص للأمة العربية وهو يتهم جميع الأنظمة العربية بالديكتاتورية وبقمع الحريات، وهو لا يتوقف لتحليل المشهد بقليل من العقلانية والموضوعية والرؤية السوية بعيداً عن ادعاء المظلومية والاضطهاد والحروب الكونية التي واجهها من أجل أن يعي من سقف الحرية، في تعليقاته وفي سخريته.

باسم يوسف علق على نجاح برنامجه بقوله إن برنامجه كان يطرح قضايا سياسية وأن القضايا السياسية تمس المواطن العربي في كل مكان، دون أن يصيب حقيقة أن المشاهد العربي شاهده حينما كان صوته يعبر عن حالة الغضب والاحتقان التي يعيشها المشاهد العربي ولكن ذلك المشاهد ابتعد عنه حينما جعل من نفسه ديكتاتوراً، ولكن على طريقته يفترض أنه المنقذ والمخلص وبأنه صاحب رسالة تحرير الوطن العربي من أزماته ومن تخلفه ومن جهله ومن أميته وكأن مشاكلنا سيتم حلها عن طريق الجلوس باسترخاء على الارائك والتفرج على حالة التهكم والسخرية التي يصنعها باسم يوسف في برنامجه.

حالة انعدام الوزن التي يعيشها باسم يوسف غير مسبوقة وأن يكون ضيفاً على قناة العربي لكي يخدم أهداف القناة في تشويه الشأن المصري والنظام المصري وفي تلك المقارنة الظالمة مع دونالد ترامب، تستحق التحليل والتفسير وتحتاج إلى قراءة متأنية، للحالة التي يعيشها باسم يوسف وهي الحالة التي تصور له بأننا فقدنا مصدراً من مصادر الوعي حينما توقف برنامجه عن البث.

والحالة التي ظهر بها باسم يوسف وهو يخدم على أهداف قناة العربي تؤكد بأنه ما زال بعيداً جداً عن تحليل أسباب أزمته الحقيقية مع المشاهد العربي بصورة عامة والمشاهد المصري بصورة خاصة، حيث قبل أن يجعل اسمه وشهرته ونجوميته في تصرف وخدمة قناة تحريضية ضد أمن واستقرار الدول التي سلمت من تسونامي الانهيار والفتنة والاقتتال! فلماذا؟ وما هو الوعي الذي يريدنا باسم يوسف أن نكون عليه وهو الذي لا يدرك كيف يمكن توظيف صوت المعارضة في ضرب صورة وطن !!!!