الثلاثاء 28 يونيو 2016 / 14:50

بعد اسرائيل وروسيا...هل يمد أردوغان يده إلى مصر؟

كان واضحاً منذ الأسبوع الماضي أن تركيا وإسرائيل ستتوصلان إلى اتفاق لاعادة العلاقات بينهما إلى طبيعتها، إلا أن الخبر الذي استأثر باهتمام كبير أيضاً كان بحسب الصحافي التركي مراد يتكين إعلان الكرملين عن اعتذار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إسقاط المقاتلة الروسية العام الماضي والذي أثار أزمة كبيرة بين موسكو وأنقرة.

كان واضحاً منذ الأسبوع الماضي أن تركيا وإسرائيل ستتوصلان إلى اتفاق لاعادة العلاقات بينهما إلى طبيعتها، إلا أن الخبر الذي استأثر باهتمام كبير أيضاً كان بحسب الصحافي التركي مراد يتكين إعلان الكرملين عن اعتذار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إسقاط المقاتلة الروسية العام الماضي والذي أثار أزمة كبيرة بين موسكو وأنقرة

وصدر الإعلان الرسمي بخصوص الإتفاق التركي-الإسرائيلي يوم الإثنين عن رئيسي الوزراء التركي بن علي يلديريم والغسرائيلي بنيامين نتانياهو في كل من أنقرة وتل أبيب.

فبعد ضغوط من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اعتذر نتانياهو عام 2013 لأردوغان الذي كان رئيساً للوزراء في حينه، وهو ما اعتبر تنفذاً لأول الشروط التركية لإعادة تطبيع العلاقات. وأمكن الإتفاق على الشرط الثاني مع موافقة إسرائيل على دفع 20 مليون دولار تعويضات لأسر ضحايا سفينة "مافي مرمرة" التي كانت ضمن اسطول ينقل مساعدات إنسانية إلى غزة، وأدى الهجوم الاسرائيلي عليها إلى قطع العلاقات بين البلدين. ولم توافق إسرائيل على مقاربة مباشرة لنقل مساعدات تركية إلى غزة، إلا انها قالت إنه يمكن نقلها عبر مرفأ أشدود (أي أن المساعدات التركية ستصل إلى غزة وأن الحصار البحري على القطاع لن يرفع).

ألغاز

وكان التعليق الأول لنتانياهو أن الإتفاق سيعزز العلاقات الإقتصادية بين البلدين التي لم تتأثر كثيراً بالقطيعة الديبلوماسية. ولكن بعد الإتفاق يمكن أن تشمل هذه العلاقات نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا.

و قبل إعلان الإتفاق رسمياً، يلفت يتكين إلى أن خبراً مهماً آخر استحوذ على الأضواء، مشيراً إلى أن شيئاً ما يطبخ على الجبهة التركية-الروسية، ومن المتوقع صدور بيان الساعة الرابعة بعد الظهر من كل من موسكو وأنقرة في ما قد يؤشر لتطورات إيجابية إضافية هذا الأسبوع.

اعتذار أم أسف؟

وجاء في بيان الكرملين أن بوتين تلقى رسالة من أردوغان يعتذر فيها عن مقتل الطيار الروسي قائد قاذفة سو-24 التي أسقطها سلاح الجو التركي في أجواء سوريا.

وصرح دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي، أن أردوغان أعرب في رسالته عن استعداد أنقرة لإعادة تطبيع العلاقات مع روسيا، وأن الرئيس التركي عبر في رسالته عن تعاطفه مع ذوي الطيار الروسي أوليغ بيشكوف وقدم تعازيه العميقة، وقال: "اعتذر".

وبناء على هذا البيان الصادر من موسكو، قالت الرئاسة الترمية أن أردوغان أبدى أسفه الشديد.

دعوة روسية
ونسب يتكين إلى مصادر ديبلوماسية أنه لا يمكن لتركيا أن تعتذر لحمايتها حدودها الوطنية. ومع ذلك، أكد أن الرسالة هي المؤشر الأكثر أهمية على تطبيع العلاقات، ذلك أنه بعد الإعلان الصادر من موسكو، أعلنت أنقرة أن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو وافق على دعوة نظيره الروسي سيرغي لافروف لحضور اجتماعات منتدى التعاون الاقتصادي للبحر الأسود في سوتشي في الأول من يوليو (تموز). ويمكن حصول خطوات أخرى قبل ذلك الموعد، وفقاً لمصادر ديبلوماسية.

مسؤولية داود أوغلو
ويضيف يتكين أن أردوغان وحزب العدالة والتنمية يحاولان التعافي من الأزمة الديبلوماسية التي تعانيها أنقرة في السنوات الأخيرة وخسارتها أصدقاءها في المحيط. وثمة ميل في أوساط الحزب الحاكم إلى ربط محاولات الإنتعاش هذه باستقالة رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو الذي كان اليد اليمنى للسياسة الخارجية لأردوغان.

الخطوات التالية
وتتكهن أوساط ديبلوماسية تركية بأن الخطوات التالية ستركز على قبرص واتفاق التأشيرة مع الاتحاد الأوروبي وربما مصر كاحتمال أبعد. ولكن نظراً إلى أن أردوغان اقترح العمل مع بوتين في "أزمات إقليمية والإرهاب"، قد تكون سوريا في الصورة. ولكن ذلك يعتمد طبعاً على ما إذا كان الإتفاق مع روسيا سيصير على غرار الإتفاق مع اسرائيل، واقعاً.