الأحد 17 يوليو 2016 / 17:58

العشق المحرم مع مهند السياسة أردوغان

مثل الحية الرقطاء تسلل إلى عقول العرب، ومثل البطل الأسطوري قدمته لنا وسائل إعلام وأقلام مأجورة جندت نفسها لصناعة بطل عثماني، يأتي بسيفه من عمق التاريخ حاملاً معه مشاعل الأمل والنور، ليكون نصير القضايا العربية وأهمها القضية الفلسطينية، وبرع الممثل التركي في دوره السياسي، الذي تم إعداده وتأهيله للقيام به، إنه البطل المنتظر، الذي سيحرر فلسطين الحبيبة، وهو الأسد الذي سيتصدى للنفوذ الإيراني ويشكل حائط صد للمسلمين في كل مكان.

صاغت لنا أقلام مأجورة، أو مخدوعة، أو مجندة، أو منبهرة قصة البطل الإسلامي الأردوغاني، الذي سيكون سند الأمة في مواجهة المشروع الأمريكي، وفي التصدي للهيمنة الإسرائيلية وللمشروع الإيراني.

وتنوعت التمثيليات والمسرحيات والأفلام التي يقوم بها الممثل التركي السياسي: أردوغان، ومع كل تمثيلية، يزيد عدد المعجبين، وعدد المصفين وعدد عشاق مهند السياسة التركي: أردوغان، فالبطل عرف ما هو مطلوب منه، ان يظهر في الصورة وفي المشهد، كمدافع ومناضل عن القضايا وفي مقابل تلك الصورة الذهنية كانت هنالك صورة ذهنية أخرى كان يعمل عليها فصيل الأخوان ويصدرها للشعوب العربية وعبر تمكنهم من وسائل الإعلام هي صورة قوامها خطاب الانهزامية والانكسار وتخلي العرب عن القضية الفلسطينية وتشويه صور كل حاكم عربي، ونعته بالموبقات السياسية بكل أنواعها من الاستبداد والتسلط والقمع ونشر الجهل والفقر ... وفي مقدمة تلك المنابر التي صنعت تلك الصورة : قناة الجزيرة عبر ضخ مليارات لبناء هذه الصورة السلبية عن الحكومات العربية، مقابل التركيز على صناعة نجم سياسي صاعد، يتم تمجيده وتمجيد أعماله، وتمجيد دوره في بلده كمنطلق يؤهله لدور أكبر لزعامة الوطن العربي والإسلامي.

كانت الصورة الذهنية تركز على بناء صورة ذهنية لزعيم إسلامي مرتقب، يظهر من الغيب، ليقود الأمة إلى طريق تحرير القدس، ومواجهة كل من يهدد الدول الإسلامية، وكان البطل الذي يؤدي الدور: أردوغان لاعب الكرة الذي حولته وسائل الإعلام العربية إلى صورة المناضل، العصامي، الذي عجنته الحياة، والذي كافح للوصول، وتبوأ منصبه عبر معترك من النضال غير المسبوق، وركزت الصورة على تطعيم تلك الصورة ببريق ديني، لمزيد من التشويق في حكاية لاعب الكرة الذي نهض كالمارد من قمم حياة بائسة وتحول إلى زعيم تركيا الإسلامي وعاد بها إلى حضنها الإسلامي. وظلت تلك الصورة الذهنية تتعزز، بتمثيليات وسيناريوهات، مثل دوره في سفينة مرمرة التي أوقفها الإسرائيليون في رحلتها إلى تحدي الحصار على غزة، حيث ظهر البطل الوهمي مندداً وصارخاً ومتوعداً، ليصبح حديث الساعة في كل شارع عربي، بفضل الإعلام، ثم شاهدنا وعلى الهواء مباشرة تعزيزاً أكبر لصورة البطل المغوار حامي حمى الإسلام حينما رأينا انسحابه من مؤتمر دافوس الذي كان يحضره شمعون بيريز وكأن جلوسه معه كان من قبيل الصدفة!! تلا ذلك سحب سفيره من تل أبيب.

إنه ينسحب من الظهور أمام الشاشات وفي الكواليس، وفي الخفاء يوقع شراء أسلحة إسرائيلية لقتل الأكراد!!

تسلل الممثل الأرودغاني بخطة مرسومة ومعدة من إسرائيل وأمريكا والأخوان وهم مضلع مثلث استفاد ويستفيد من أدوار أردوغان التركي ولكن منابر الإعلام العربية التي أنشئت لدور محدد تتجاوز الحقائق وتغيب المشاهد العربي وتواصل دعم وتسويق وترويج صورة البطل أردوغان بوصفه الطبيب مهمته مداواة أوجاع المسلمين ووضع الضماد على الجروح، ورسول الإنقاذ الذي جاء ليحمل على أكتافه القضية الفلسطينية بكل عزم واقتدار.

تمثيلية من صناعة الأمريكان وبطل التمثيلية مهند الأردوغاني وصلت لنهايتها، وكشفت كل أهدافها، فكل الوقائع تظهر بأن أردوغان على صلة وطيدة بأجهزة المخابرات الأمريكية وهو نتاج لسياستها، وأنه يؤدي دور مرسوم على حساب قضايا العرب، ومصالحهم، وبأن الممثل الأردوغاني نجح في الوصول إلى أهدافه فلقد تعززت صلته مع الكيان الصهيوني بعد تسلمه للسلطة، هنالك تطبيع للعلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني ومناورات مشتركة واتفاقيات عسكرية وأنشطة اقتصادية منها سياحة مشتركة، وهنالك تجارة نفط وأسلحة.

وعبر الوسيط التركي الممثل الأردوغاني تعززت علاقات دول إسلامية كانت سابقاً ضمن الاتحاد السوفييتي مع الكيان الصهيوني.

وفي سلطة الخليفة الوهمي الأردوغاني عبر النفط العراقي المسروق من العراق إلى إسرائيل وفي سفن يمتلكها أردوغان وفي عهد أردوغان تضاعفت أرقام التبادل التجاري بين الكيان الصهيوني وتركيا إلى ثلاثة أضعاف ما قبل عهده الميمون!! وتركيا تعتبر الحضن والملاذ الآمن للعصابات الإجرامية وحملة الأسلحة من الإرهابيين التي قتلت وتقتل في العراق وسوريا، والأخبار تؤكد اغتصابات تعرضت لها النساء في المخيمات التي أنشأتها تركيا لكي تظهر أمام العالم بدولة الإنسانية وهي في الحقيقة أكبر متآمر على وحدة كل دولة عربية واستقلالها.

أردوغان ليس أكثر من بطل في مسرحية كتبها، وأخرجها الأمريكيون، وهو على صلة قوية بالمخابرات الأمريكية، ونتاج لمهمة اشتغلت عليها وهو وشديد الصلة مع الكيان الصهيوني، وتعززت تلك الصلة بعد تسلمه السلطة.

وحينما اندلعت حرائق الخراب العربي ،كان أردوغان أهم من ينفث في حرائق الدول العربية ويزيدها حطبا ويرمي بها ما تأكله من مقدرات الأمة العربية ومن أجساد المواطنين العرب ، الذين قتلوا والذين هجروا وتشردوا وتاجر بهم أردوغان من أجل معونات ومكاسب سياسية منها حصوله على منطقة منزوعة السلاح تخضع لحكم دولي ، وكان لتركيا قماش عريض لخياطة الخديعة الكبرى لتلك الثورات المزعومة لا سيما لوزير خارجيتها ومنذ عام 2006م ، فلقد كان المخطط أن يكون المنتج النهائي لثورات الخراب العربي نظام دولة أخوانية سيمكن تركيا من العودة إلى الدول العربية كزعيمة للخلافة من جديد ، وكان البطل الموعود بمنصب خليفة العرب : أردوغان.

خلافة إسلامية موهومة على جثث العرب واستقرار دولهم على حساب أمنهم وتسريح جيوشهم والقضاء على قوتهم، خلافة عرشها على هياكل وجثث العرب خلافة تصدح في جنباتها صرخات الثكلى وبكاء الأيتام ونحيب الأرامل، ودموع الكهول، وألم المنسيين، خلافة مزعومة تقوم بالتخلي عن فلسطين التي يتاجرون بها ويبتزون المشاعر والعواطف عن طريقها، والتي يسرقون العقول بواسطتها، ويكون النظام الجديد في طوع أمريكا وتوجيهها للنظام الأخواني للتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني كدولة دينية، لا تختلف عن محيطها العربي.

أردوغان يريد زعامة ولو كانت على حساب نزع قلب الامة العربية وتحويلها إلى كيانات طائفية متناحرة، المهم أن يكون النظام الأخواني موالي للزعيم الأردوغاني وليذهب كل العرب إلى جحيم يوقد ناره أردوغان.

أما الديمقراطية التي يتشدق بها البعض ويصف بها أردوغان فكل ممارسات أردوغان تؤكد بأنها ديمقراطية مزيفة وأكبر مؤشرات زيفها أزمة ميدان "تقسيم" بإسطنبول التي كشف تعاطي أردوغان وحزبه معها بأنه كاذب بارع حيث ضرب أردوغان المتظاهرين وقتل وجرح واعتقل كأي ديكتاتور يعطي لنفسه صلاحيات يبررها بأوهام مثلما فعل وهو يستخدم أسلوب القمع مؤكدا أن تلك المظاهرة أسبابها أياد خفية، أجنبية تحاول التلاعب والتدخل دون أن يعترف بمطالب فئة تريد أن يكون له تواجد في مجتمع يجب أن يستوعب الاختلافات بحكم المواطنة. وممارسات أردوغان حولته إلى ديكتاتور مستبد، يتحكم ويحمي الفساد ويغطي علة الفاسدين وما أكثر الحقائق التي تؤكد ذلك.

أيها الأردوغانيون: هل ما زلتم على العهد، في عشقكم المحرم مع مهند السياسة أردوغان؟؟

غالباً: نعم.