الأحد 24 يوليو 2016 / 13:43

غولن يرى النبي في أحلامه ويتلقى أوامره منه!

24- زياد الأشقر

تحت عنوان "من يقف وراء المحاولة الإنقلابية في تركيا"، كتب مصطفى أكيول في صحيفة نيويورك تايمز أن المحاولة الإنقلابية الدامية الأسبوع الماضي، التي سقط فيها أكثر من 200 قتيل، لفتت الانتباه إلى الجماعة التي اتهمها الرئيس رجب طيب أردوغان بالقيام بهذه المحاولة، وهي جماعة فتح الله غولن، رجل الدين التركي الذي يعيش في منفى إختياري ببنسلفانيا منذ أواخر التسعينيات.

على مدى عقود، كانت الحركة تتسلل إلى مؤسسات الدولة التركية، مثل الشرطة والقضاء والجيش. ويعتقد كثيرون ان بعض أتباع غولن، يتلقون أوامرهم من أئمتهم، ويخفون هوياتهم ويحاولون البروز في هذه المؤسسات من أجل الإستيلاء على سلطة الدولة

وينفي غولن الاتهامات. ويعتقد البعض في الغرب أن هذه محاولة أخرى في فرضيات المؤامرة التي يسوقها أردوغان. لكن الأمر ليس مجرد حملة دعائية، إذ ثمة أسباب تدفع إلى الاعتقاد أن الاتهام صحيح.

"المنتظر"
ويقول أكيول إن "مجموعة غولن تستند إلى رجل واحد: فتح الله غولن. وأتباعه ينظرون إليه لا بصفته رجل دين متعلماً، كما يزعمون في العلن، وإنما يعتبرونه "المنتظر" وفق ما قيل لي سراً. إنه المهدي، النسخة الإسلامية للمسيح المنتظر، الذي سينقذ العالم الإسلامي، وفي النهاية العالم كله. ويعتقد الكثير من أتباع غولن أنه يرى النبي محمد في أحلامه ويتلقى أوامر منه".

وإلى جانب سلطة غولن التي لا شك فيها، فإن من مميزات الحركة هي هرميتها التوجيهية. فحركة غولن مبنية على أساس هرمي: فالأئمة الكبار يصدرون الأوامر إلى مستوى ثالث من الأئمة، وتمضي الأمور على هذا النحو وصولاً إلى القاعدة.

أعمال خيرية!
ماذا تفعل المجموعة؟ يقول أكيول إن "نشاطها الأكثر ظهوراً هو فتح المدارس وإدارة أعمال خيرية من أجل إيصال الخدمات الإجتماعية إلى الفقراء والإنفاق على "مراكز حوار" تبشر بالمحبة والتسامح والسلام بين الناس. ولا شيء مغلوطاً في ذلك، وأنا شخصياً تحدثت في العديد من مؤسسات غولن كضيف والتقيت أناساً متواضعين، ولطفاء ومحبين".

جانب مظلم
ولكن، يضيف الكاتب، نقلاً عن أحد "المتحررين" من وهم غولن التقاه العام الماضي: "هناك جانب أكثر ظلاماً في الحركة، والقليل من أعضائها يعرفون ذلك كما هو". وعلى مدى عقود، كانت الحركة تتسلل إلى مؤسسات الدولة التركية، مثل الشرطة والقضاء والجيش. ويعتقد كثيرون ان بعض أتباع غولن، يتلقون أوامرهم من أئمتهم، ويخفون هوياتهم ويحاولون البروز في هذه المؤسسات من أجل الاستيلاء على سلطة الدولة.

التحالف
وعندما وصل أردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه إلى السلطة في عام 2002، شعروا بأنهم مهددون من العلمانيين المتشددين الذين يسيطرون على الجيش منذ أيام أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية. وينظر أردوغان إلى كوادر أتباع غولن على أساس أنهم شيء ثمين، وهكذا ولد التحالف. ودعمت حكومة أردوغان ضباط الشرطة التابعين لغولن والمدعين العامين والقضاة الذين لاحقوا العلمانيين. ومنذ 2007، تم سجن المئات من الضباط العلمانيين والمدنيين المتحالفين معهم.

وبات واضحاً في النهاية لماذا كان اتباع غولن متمحسين لملاحقة العلمانيين: كانوا يريدون الحلول مكانهم. وتبين أن الكثير من الضباط الذين شاركوا في إنقلاب الأسبوع الماضي تمت ترقيتهم في عملية تطهير في القوات المسلحة جرت عام 2009 على أساس أنها أنقذت أردوغان من انقلاب.

المتهم الأول
وبحلول عام 2012، تم قمع الحرس العلماني القديم وترك لأتباع غولن وحزب العدالة والتنمية وحدهم حكم تركيا. واستغرق عامان حتى يسود بين المجموعات الإسلامية عدم الثقة وتالياً العداء. وظهر ذلك في ديسمبر (كانون الأول) 2013، عندما اعتقل أتباع غولن في الشرطة والادعاء العام عشرات من المسؤولين الحكوميين بتهمة الفساد، آملين في خلع أردوغان الذي ندد بالتحقيقات على أساس أنها "محاولة انقلاب" وقتذاك.

لكن المخطط الدامي في 15 يوليو (تموز) كان أكثر تدميراً من أي شيء شهدته تركيا في الأعوام الأخيرة. والملفت أنه جرى تنفيذ المخطط في الوقت الذي كانت الحكومة تعتزم إجراء تطهير واسع للدولة من أتباع غولن في القوات المسلحة. ووصف رئيس الأركان الجنرال آكار خلوصي الضباط المتمردين بانهم من أتباع غولن. وقيل إن أحد المخططين أقر بأنه كان يتصرف بناء على أوامر من حركة غولن.

ونظراً إلى البناء الهرمي لحركة غولن، فإن غولن هو المتهم الأول.