الإثنين 25 يوليو 2016 / 15:25

الفلوجة الناجية من داعش تقع في قبضة... الخنادق الأمنية

بعد قرابة شهر على تحرير مدينة الفلوجة من قبضة داعش، تقوم القوات العراقية بحفر خنادق حول المدينة، مما يضاعف من المخاوف حيال إعادة إسكان المدينة المهجورة.

الخنادق التي تحفرها القوات العراقية حالياً تمتد من شمال الفلوجة لمسافة ٥ كيلومترات، وإلى شرق نهر الفرات باتجاه الطريق الرئيسي القادم من بغداد

وتشير مجلة نيوزويك الأمريكية، إلى أن سكان الفلوجة، الذين نزحوا عنها عندما غزاها التنظيم الإرهابي، ينتظرون الانتهاء من تطهير مباني المدينة وشوارعها من متفجرات وألغام زرعها داعش قبل هزيمته وطرده منها. وفي نفس الوقت، تقوم قوات حررت المدينة بإخلائها تدريجياً، لتحل مكانها شرطة محلية مع مقاتلين من العشائر العراقية.

تحويل أنظار
وتلفت المجلة إلى أنه مع تحول الأنظار شمالاً نحو مدينة الموصل، التي قد تشهد معركة وشيكة من أجل تحريرها أيضاً، واصلت قوات عراقية ملاحقة فلول مقاتلي داعش في محافظة الأنبار، غرب العراق، حيث توجد الفلوجة. ويشاع أن مئات من مقاتلي التنظيم هربوا في اتجاه مناطق أخرى ما زالت تحت سيطرتهم.

طريق وحيد
وقالت مصادر مطلعة إن الخنادق ستستخدم لنقل العسكريين والأمنيين، وكذلك لتنقل المدنيين فى حال وجود أي تهديد أو هجوم معاكس من تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن الحكومة العراقية ستلجأ إلى قطع الطرق المؤدية إلى المدينة، والابقاء على طريق واحد لتسهيل عملية المراقبة.

ولكن ما زال الجهاديون يشنون بانتظام هجمات انتحارية ضد قوات عراقية متمركزة بالقرب من مدينتي الفلوجة والرمادي، ويأتون من مناطق تقع غرب العراق عبر الصحارى المفتوحة، أو المزارع الشمالية.

حفر خنادق
وقال الجنرال سعد حربية، قائد عسكري عراقي في اتصال هاتفي مع نيوزويك، أن الخنادق التي تحفرها القوات العراقية حالياً تمتد من شمال الفلوجة لمسافة ٥ كيلومترات، وإلى شرق نهر الفرات باتجاه الطريق الرئيسي القادم من بغداد. ويبلغ عمق تلك الخنادق متراً تقريباً، ويصل عرضها إلى ١,٥ متر".

وأفاد الجنرال حربية أن الهدف من حفر الخنادق، هو إنشاء حاجز لمنع قوات متمركزة خارج الفلوجة من دخول المدينة، في أعقاب اتهامات بأن منازل ومباني عامة تم نهبها وإحراقها بعد هزيمة داعش، وهروب مقاتليه من المدينة.

حصر تجاوزات
وتلفت نيوزويك إلى أنه، ومن أجل تجنب وقوع عمليات سلب منتظمة تمت عقب استعادة مدن مثل تكريت وباجي في العام الماضي، تقول قوات حكومية عراقية أنها تمكنت من الحد من تجاوزات بحيث لم تعد تتجاوز بضعة حالات معزولة في الفلوجة، والتي لطالما عدت معقلاً لمتمردين من الطائفة السنية، وتعتبر منطلقاً لشن هجمات في بغداد.

وستلجأ الحكومة العراقية -بحسب المجلة- إلى جمع وتخزين البيانات الشخصية لنحو 85 ألف مدني فروا أثناء المعركة، لإصدار بطاقات هوية غير قابلة للتزوير تمكنهم من العودة إلى مدينتهم. كما ستعلق على السيارات المملوكة من قبل السكان شارات تضم رقائق إلكترونية لكشف السيارات المفخخة.

سواتر
وتشير المجلة إلى انتشار سواتر، أقيمت من ركام مبانٍ وسيارات محروقة، في مختلف الشوارع داخل الفلوجة. وقد بنى داعش تلك السواتر بعد استيلائه على المدينة، بهدف تقييد حركة قوات عراقية، ومنعها من الوصول المناطق عملياته المتوزعة داخل الفلوجة.

وقال محافظ المدينة، عيسى العيساوي، والذي فر بعد استيلاء داعش على الفلوجة في يناير ٢٠١٤، إن حفر الخندق يتم لدواع أمنية، ولكنه سوف يقوض جهود عودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة، والتي كانت تؤوي قرابة ٣٠٠ ألف شخص.

إن الفلوجة، بحسب العيساوي، مدينة مقسمة حالياً، ولا نستطيع العمل والتحرك بسلاسة، ولا يفترض أن تجري الأمور على هذا النحو".