جانب من المؤتمر الصحفي فور وصول الطائرة لأبوظبي (أ ف ب)
جانب من المؤتمر الصحفي فور وصول الطائرة لأبوظبي (أ ف ب)
الثلاثاء 26 يوليو 2016 / 08:28

بالصور: "سولار إمبلس 2".. من أبوظبي إلى أبوظبي دون قطرة وقود واحدة

حطت طائرة "سولار امبلس 2" العاملة بالطاقة الشمسية حصراً الثلاثاء، في أبوظبي متممة جولة غير مسبوقة حول العالم شكلت تحدياً تكنولوجيا وبشرياً على حد سواء.

وهبطت الطائرة التي قادها السويسري برتران بيكار من دون أي مشاكل عند الساعة 04,05 بالتوقيت المحلي في مطار البطين في العاصمة الإماراتية، وهو المكان الذي بدأت منه رحلتها في التاسع من مارس (آذار) 2015 في جولة قطعت خلالها اكثر من 42 ألف كيلومتر عبر أربع قارات من دون الاستعانة بأي قطرة وقود.



وكانت الطائرة أقلعت من القاهرة الأحد قاطعة مسافة 2763 كيلومتراً في أكثر من 48 ساعة خلال المرحلة السابعة عشرة والأخيرة من جولتها حول العالم الهادفة إلى الترويج لمصادر الطاقة المتجددة.

وقال بيكار متوجهاً إلى جموع احتشدت في المطار استقبلته بالتصفيق الحار "المستقبل نظيف".

وانضم إليه سريعاً على مدرج المطار مواطنه أندريه بورشبرغ الذي تناوب معه طوال هذه المغامرة على قيادة الطائرة التي تتسع لشخص واحد.



وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "إعجابه الكبير" بهذه التجربة، مضيفاً خلال اتصال مع بيكار بث مباشرة "أنه يوم تاريخي ليس لكم فقط بل للبشرية جمعاء".

لا يتجاوز وزن الطائرة القادرة على الطيران في الليل كما في النهار، 1,5 طن ويوازي باع جناحيها باع جناحي طائرة "بوينغ 747". وهي حلقت بسرعة وسطية قدرها 80 كيلومتراً بالساعة.



والطائرة مزودة بسبعة عشر ألف خلية ضوئية تغطي جناحيها وأربعة محركات تغذيها بطاريات تخزن الطاقة، وهي تهدف إلى الترويج للطاقة المتجددة وإثبات القدرة على استخدامها مستقبلاً في مجال الطيران.

وأشار بيكار في تغريدة "أطلقت مشروع سولار إمبلس في العام 2003 لأمرر رسالة مفادها أن التكنولوجيا النظيفة قادرة على تحقيق المستحيل".



وحقق بيكار حلمه إلا أنه استغرق أكثر مما كان متوقعاً فقد احتاجت الطائرة في دورتها حول العالم إلى أكثر من سنة وأربعة أشهر فيما كان متوقعاً أن تدوم الرحلة خمسة أشهر من بينها 25 يوماً من الطيران الفعلي.

بعد انطلاقها من أبوظبي العام الماضي، تنقلت "سولار إمبلس 2" بين أربع قارات، وعبرت المحيطين الهادئ والأطلسي.

وهي توفقت على التوالي في مسقط (عمان) وأحمد أباد وفاراناسي (الهند) وماندالاي (بورما) وشونكغينغ ونانكين (الصين) ومن ثم ناغويا في اليابان وهاوي في الولايات المتحدة حيث اضطرت إلى التوقف لأشهر عدة بسبب عطل. ووصلت بعدها إلى أمريكا الشمالية وتوقفت في سان فرانسيسكو وفينيكس وتالسا ودايتون وليهاي فاليي فنيويورك.



وعبرت بعدها الأطلسي من دون توقف لتحط في 23 يونيو (حزيران) في إشبيلية في جنوب إسبانيا من حيث انطلقت إلى القاهرة التي وصلتها في 13 يونيو (حزيران).

وحققت الطائرة خلال رحلتها إنجازات غير مسبوقة، منها رقم قياسي جديد سجله بورشبرغ (63 عاماً) لأطول رحلة طيران منفردة من دون توقف (نحو 118 ساعة بين اليابان وهاواي) قاطعاً مسافة 8924 كيلومتراً. كذلك، كانت "سولار إمبالس 2" أول طائرة عاملة بالطاقة الشمسية تعبر المحيط الأطلسي، في رحلة بين نيويورك وإشبيلية قادها بيكار (58 عاماً) في يونيو (حزيران).



وإلى جانب كونها إنجازاً تكنولوجياً شكلت جولة "سولار إمبلس 2" حول العالم إنجازاً بشرياً.

فقد تناوب الطياران السويسريان على قيادة الطائرة في قمرة تبلغ مساحتها 3,8 أمتار مربعة غير مكيفة ومجهزة بقوارير أكسوجين للسماح لربانها بالتنفس.

وقمرة القيادة مغطاة بمادة عازلة للوقاية من درجات الحرارة القصوى خلال الطيران التي تراوحت بين أربعين درجة مئوية تحت الصفر وفوقه.

ودفع هذا الوضع أندريه بورشبرغ إلى القول إن "التحدي كان بشرياً أكثر منه تقنياً".



وأوضح بيكار للصحافيين في القاهرة قبل انطلاقه إلى أبوظبي: "نخلد للنوم لعشرين دقيقة كحد أقصى ونقوم بتمارين في القمرة نصف ساعة صباحاً ونصف ساعة في فترة ما بعد الظهر وإلا لا يمكننا أن نحرك ذراعينا ورجلينا بعد أيام قليلة".

وأكد بيكار: "قريباً جداً سيصعد ركاب إلى طائرات كهربائية تشحن على الأرض"، معتبراً أنه ينبغي الانتظار أكثر قبل الحصول على طائرات تعمل بالطاقة الشمسية.