الثلاثاء 26 يوليو 2016 / 19:50

غارديان: "سولار إمبلس 2" صنعت التاريخ

أنجزت "سولار إمبس 2" أول جولة لها حول العالم بالطاقة الشمسية، بعدما حطت في أبو ظبي صباح اليوم، متوجة مهمة تهدف خصوصاً إلى إبراز أهمية الطاقة المتجددة.

طرنا 40 ألف كيلومتر، والآن جاء دور آخرين للذهاب أبعد (بهذا الانجاز)

وبدأت الطائرة التي يوازي باع جناحيها باع جناحي طائرة "بوينغ وتغطيهما أكثر من 17000 خلية ضوئية، طوافها في مارس (آذار) 2015 في أبو ظبي. ومذذاك، اجتازت محيطي الهادئ والأطلسي من دون استخدام أي وقود أحفوري وأمضت أكثر من 23 يوماً في الجو.

وقال قبطان الطائرة برتران بيكار من قمرة القيادة لصحيفة غادريان قبل هبوط طائرته بقليل إنه يشعر بتأثر كبير وهو يقترب من نهاية رحلته.

 وأضاف "إنها لحظة مميزة جداً جداً...أعمل على هذا الهدف منذ 15 سنة...آمل أن يفهم الناس إنها ليست سابقة في تاريخ الطيران فحسب، وإنما سابقة في تاريخ الطاقة أيضاً".

خلق وظائف
وأضاف أن "كل التكنولوجيات النظيفة التي نستخدمها يمكن استخدامها أينما كان. طرنا 40 ألف كيلومتر، والآن جاء دور آخرين للذهاب أبعد (بهذا الانجاز).على كل شخص في منزله أن يذهب أبعد، وعلى كل رئيس دولة وكل رئيس بلدية في كل مدينة وكل مستثمر أو رئيس شركة أن يفعل ذلك". ولفت إلى أن "هذه التكنولوجيات يمكن أن تجعل العالم مكاناً أفضل، وعلينا أن نتعود عليها، لا من أجل البيئة فحسب، وإنما أيضاً لأنها مربحة وتساهم في خلق وظائف".

ليلاً نهاراً
وخلال النهار، تشحن الألواح الشمسية بطاريات الطائرة التي تمثل ربع وزن الطائرة البالغ 2,3 طن. ويحلق قائد الطائرة على ارتفاع 29 ألف قدم نهاراً وينخفض الى مستوى 5000 قدم ليلاً للحفاظ على الطاقة. ويمكن الطائرة أن تحلق في شكل دائم، لكن الطيارين لا يستطيعون تحمل ذلك بسبب الشروط القاسية على متنها.

ظروف قاسية
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن برتران تناوب على المهمة مع أندريه بورشبرغ لانهاء 16 جولة من الرحلة، وأمضى كل منهما خمسة أيام في المقصرة غير المدفأة، ولم يأخذا إلا قيلولة قصيرة مع مقعد واحد يضم مرحاضاً.

أطول رحلة
وطار بورشبرغ في الجولة الأطول على مسافة أربعة آلاف ميل فوق الهادئ من اليابان إلى هاواي، محطماً الرقم القياسي لأطول رحلة متواصلة في تاريخ الطيران.

ويعتبر بيكار وبورشبرغ، وهما سويسريان، مغامرين محنكين. وقام بيكار بأول رحلة متواصلة بالمنطاد حول العالم عام 1999، فيما واجه بورشبرغ، وهو قبطان سابق في سلاح الجو السويسري الموت في حادث انزلاق وتحطم هليكوبتر.

بين القاهرة وأبو ظبي
وأوضح برتران أن المرحلة الأخيرة من القاهرة إلى أبو ظبي كانت صعبة جداً، لأنه كان عليه التحليق على علو مرتفع لتجنب أسوأ الاضطرابات.

وأضاف أن الفريق الأرضي هو الذي ساهم في جعل هذه الرحلة التاريخية ممكنة، موضحاً "أنني وحدي في الطائرة ولكن جميع الأشخاص الذين عملوا في هذا المشروع هم مخلصون وملتزمون النجاح. سأعانق كلاً منهم لأنهم جعلوا حلمي ممكناً".

وتهدف مغامرة "السولار بلس 2" لا إلى تطوير طائرات تعمل بالطاقة الشمسية للاستخدام الواسع، وإنما لإظهار قدرات الطاقة المتجددة.