الثلاثاء 26 يوليو 2016 / 19:42

إقلاع وإمتاع: بين أبوظبي وجنيف

إنها رسالة من أبوظبي إلى العالم، رسالة وصلت بوصول الطائرة مستقطبة أنظار العالم إلى فكر ريادي إنساني نهضوي

في عالم يحترق من لهيب الفتن، وفي زمن يقطِّع الحر فيه بعضه بعضاً، وفي وقت أصبحت التحية الثانية في أي لقاء عابر بين اثنين: "الجو حار جداً"، حلت على أبوظبي اليوم مع هبوب السموم ونسائم الهواء اللافح طائرة "سولار إمبلس 2 " في رحلة العودة إلى المحطة النهائية التي كانت منذ ما يربو على سنة المحطة الأولى. فمن أبوظبي كان الإقلاع، وفي أبوظبي كان الهبوط، في انتصار واضح للتوجه العلمي للعاصمة أبوظبي.

وفي ضوء الاهتمام العالمي غير المسبوق بهذه الرحلة التي جابت أقطار العالم وقاراته بالاعتماد على الطاقة الشمسية ، يبقى التصريح الأهم عن رحلة "سولار إمبلس 2 " التاريخية حول العالم هو ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. كان تصريحاً ينظر إلى المستقبل وإلى خير البشرية جمعاء، مقيِّماً عمل سنوات من الاستثمار الذي راهنت عليه أبوظبي في مجال الطاقة النظيفة، ومؤكداً سياستها في التشجيع على الابتكار من خلال المشروعات الضخمة للإمارات بدءاً بمصدر ومروراً بشمس، ومنفتحاً على إنجازات البشرية ومسهماً بها في الوقت ذاته.

إن ترحيب سموه بالرئيس السويسري وتهنئته لسويسرا على هذا النجاح المشترك يؤكد نظرة سموه العالمية وهدفه الأسمى وهو خير البشرية ورقيها.

يذكرني حضور الرئيس السويسري اليوم في أبوظبي لهذا الإنجاز العلمي بما شاهدته العام الماضي في سويسرا التي قضيت فيها الصيف وتعرفت عن كثب على التجربة السويسرية التي تعد نموذجاً فريداً في العديد من المجالات، فسويسرا بلد الحياد الإيجابي الذي ساهم في تنمية إنسانية وعلمية متزنة، وسويسرا تحتل أعلى المراتب في التصنيفات الأوروبية والدولية في مجالات التربية والعلوم ومراكز البحوث، إضافة إلى تطورها في مجال التعليم الفني والتقني والتكنولوجي والتدريب المهني في جميع المجالات العلمية.

إن رسالة العلم والثقافة هي رسالة إنسانية عالمية لها بالغ الأهمية في تطوير واقع المجتمعات نحو الأفضل. إنها رسالة لا تختلف عن رسالة أبوظبي، إنها رسالة قابلة للتعميم والتعليم، إنها رسالة النور لا رسالة التعميم والتكميم، إنها رسالة مشرقة بطاقة شمسية إيجابية متجددة وغير قابلة للنفاذ، متناهية وغير قابلة للعد.

إنها رسالة من أبوظبي إلى العالم، رسالة وصلت بوصول الطائرة مستقطبة أنظار العالم إلى فكر ريادي إنساني نهضوي تقوده أبوظبي بشراكة مع العقول البشرية الناضحة.