الأربعاء 27 يوليو 2016 / 11:07

ناشونال جيوغرافيك: "سولار إمبلس2" رحلة تاريخية واعدة ومصدر فخر لأبوظبي

وصف تقرير نشرته مجلة ناشونال جيوغرافيك الجولة غير المسبوقة التي أتمتها طائرة "سولار إمبلس2" حول العالم، من دون استخدام قطرة وقود واحدة وبالاعتماد كلياً على الطاقة الشمسية، بأنها رحلة تاريخية واعدة، وبمثابة تحد للطاقة النظيفة، لافتاً إلى أن هذه الرحلة التجريبية تمثل دليلاً على ما يمكن تحقيقه في الطاقة والطيران.

سولار إمبلس2 انجاز تقني مذهل بالفعل، وتحرز تقدماً في المسار الذي تطمح إليه صناعة الطيران

يستهل التقرير، الذي أعدته كريستينا نونيز، بالإشارة إلى أن "سولار إمبلس2"، العاملة بالطاقة الشمسية، تُعد أول طائرة تحلق حول العالم من دون استخدام قطرة وقود واحدة. وعلى الرغم من أنه من غير المتوقع أن تستخدم طائرات تعمل بالطاقة الشمسية في وقت قريب للمسافرين، فإن الإنجاز الذي حققته رحلة "سولار إمبلس2" يشير إلى مستقبل الطاقة.
  
جولة غير مسبوقة حول العالم
استغرقت الجولة التي قامت بها طائرة "سولار إمبلس2" حول العالم 17 شهراً وتوقفت في 17 مدينة، بقيادة الطيارين السويسريين برتران بيكارد وأندريه بورشبيرغ، وقطعت ما يقرب من 43 ألف كيلومتر. وتزامن هبوط الطائرة بمحطتها الأخيرة في أبوظبي مع مرور يوم واحد على ذكرى ميلاد رائدة الطيران الأمريكية إميليا إيرهارت التي كانت أول امرأة تطير بمفردها عبر المحيط الأطلسي في عام 1932.

ويرى التقرير أن الإنجاز التاريخي الذي حققته "سولار إمبلس2" يرتبط أكثر بالطاقة مقارنة مع الرحلات التاريخية السابقة التي قام بها الرواد الأوائل من أمثال إميليا إيرهارت وتشارلز ليندبرغ وآخرين.

وينوه التقرير إلى أن فكرة هذا المشروع قد تبلورت لدى برتران بيكارد منذ 12 عاماً انطلاقاً من ملاحظته أن الطاقة النظيفة تفتقر إلى ديناميكية التسويق الترويجي، ومن ثم فإن "سولار إمبلس2" بمثابة "تميمة حظ" محمولة جواً للتكنولوجيات التي يرى مؤيدوها أنها تقلل استهلاك الطاقة في العالم إلى النصف وتحمي الكوكب من الاحتباس الحراري.
  
إنجاز مذهل
وبحسب كريغ ستيفز، المدير المساعد لمعهد جامعة تورنتو لدراسات الفضاء، تجمع "سولار إمبلس2" عدداً من المكونات التقنية المتقدمة بطريقة لم تكن ممكنة في السنوات السابقة.

ويقول: "أعتقد أن سولار إمبلس2 انجاز تقني مذهل بالفعل، وتحرز تقدماً في المسار الذي تطمح إليه صناعة الطيران. وعلى الرغم من استخدام الطاقة الشمسية في السفر الجوي التجاري بالقدرة والسرعة التي نتوقعها ليس ممكناً حدوثه في وقت قريب، فإن ما تعكسه من إمكانات ينطوي على تطبيقات محددة للأرض واستخدامات الطاقة مقارنة مع الطيران في حد ذاته".

ويوضح التقرير أن المواد الخفيفة الوزن لمكونات طائرة "سولار إمبلس2" يمكن استخدامها في الطرق وشبكات الطاقة، لاسيما أن محرك الطائرة فائق الكفاءة كان يعتمد على الكهرباء المولدة من 17248 خلية شمسية، وكانت بطاريات الطاقة الخاصة بالطائرة تقوم بتخزين الطاقة الشمسية؛ إذ استطاعت الطائرة أن تطير ليلاً.

وبرأي كونور لينون، مدير المشاريع الخاصة بشركة ABB المعنية بالمحولات الكهربائية ومحطات الشحن وغيرها من تكنولوجيا الطاقة، فإن "سولار إمبلس2" برهنت على أن النظام الكهربائي المدعوم فقط من مصادر الطاقة المتجددة على مدار 24 ساعة هو بالفعل أمر يمكن حدوثه.

ويشير تقرير ناشونال جيوغرافيك إلى مشاركة 4 مهندسين متخصصين بشركة ABB في فريق عمل مشروع "سولار إمبلس2"، حيث كانوا يعملون في جزئية استخراج الطاقة القصوى من الألواح الشمسية والحفاظ على أن تكون البطاريات مشحونة بصورة كاملة. وكانت كفاءة خلايا الطائرة تفوق مثيلتها العادية بمقدار حوالي 50 في المائة.

أبوظبي الشريك المستضيف
ويقول محمد جميل الرمحي، المدير التنفيذي لـشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، الشريك المستضيف للطائرة "سولار إمبلس2" والجهة الداعمة لرحلتها: "في أبوظبي تستشعر بالإثارة المحيطة بسولار إمبلس2، كما أن في كونها المدينة المضيفة مصدر للفخر الوطني الهائل".

ويضيف الرمحي: "على وجه الخصوص، يمكن القول إن الرحلة التي قطعتها الطائرة على مدار 118 ساعة فوق المحيط الهادي حطمت أسطورة أن الطاقة الشمسية التي تلتقطها الألواح الكهروضوئية لا يمكن تخزينها واستخدامها أثناء الليل".

ويرى الرمحي أن "سولار إمبلس2" تُعد دليلاً على التقدم الذي يظهر، على الأرجح، لأول مرة على أرض الواقع، إذ تسعى محطات الطاقة إلى تقديم المزيد من الطاقة المتجددة، وفي الوقت نفسه تحقيق التوازن ما بين الطبيعة المتقطعة للشمس والرياح.

ويقول الرمحي: "إننا نعمل بجد على كسر الشفرة حول كيفية جعل الطاقة الشمسية المصدر الرئيسي للطاقة".

محرك الطائرة
ويختتم التقرير بالتأكيد على ما خلص إليه فريق "سولار إمبلس2" حيث إن محرك الطائرة ذا الكفاءة العالية يمكن اعتباره نموذجاً للمحركات الأخرى، كما أن وزنه الخفيف وما يتوافر به من قوة إضاءة وعزل يجعل استخدامه في مجال الإسكان أمراً ممكناً، فضلاً عن أن أجهزة الاستشعار وأدوات جمع البيانات في ذلك المحرك يمكن أن تساعد الأنواع الأخرى من أنظمة إدارة الطاقة.