الأربعاء 27 يوليو 2016 / 15:26

داعش يعود إلى قواعده... حرب العصابات تؤرق واشنطن

24- زياد الأشقر

عن تراجع نفوذ داعش في العراق واستعداد الحكومة للقضاء على التمرد، كتب مايكل شميدت وإيريك شميدت في صحيفة نيويورك تايمز أن الهجوم الإنتحاري الأخير للتنظيم في بغداد، والذي أودى بحياة 330 شخصاً، ينذر بتمرد طويل ودامٍ وفقاً لديبلوماسيين وقادة أمريكيين في الوقت الذي تعود الجماعة إلى جذورها في حرب العصابات بعد تقلص الأراضي التي تسيطر عليها في العراق وسوريا.

في أرض المعركة ضاعف التنظيم إستخدامه للانتحاريين والكمائن لمهاجمة قوات الأمن العراقية

ويقول مسؤولون إن الكثير من مقاتلي داعش الذين خسروا معركتي الفلوجة والرمادي قد اختلطوا بالسكان المدنيين السنة هناك وينتظرون الوقت لتنفيذ هجمات إرهابية. ومع صدور إشارات قليلة تدل على أن رئيس الوزراء المحاصر حيدر العبادي يمكنه أن يصوغ شراكة حاسمة مع السنة، فإن الكثير من المسؤولين الأمريكيين البارزين يحذرون من ان نصراً عسكرياً في الموصل، المعقل المديني الأخير لداعش، بحلول نهاية العام، لن يكون كافياً لتفادي تمرد قاتل.

وقال قائد القوات الأمريكية في العراق اللفتنانت جنرال شين ب. ماكفارلاند: "من أجل هزيمة التمرد، يحتاج العراق للتحرك قدماً على صعيد أجندة الإصلاحات السياسية والإقتصادية".

حرب العصابات
إن عودة إلى حرب العصابات في العراق، في الوقت الذي لا تزال الولايات المتحدة مع حلفائها يقاتلون داعش في سوريا، ستشكل أولى التحديات الرئيسية للرئيس الأمريكي المقبل الذي سيتسلم السلطة في يناير (كانون الثاني).

ودعم الرأي العام الأمريكي حتى الآن نشر الرئيس باراك أوباما نحو خمسة الآف جندي لمساعدة العراق على استعادة أراضٍ خسرها لمصلحة داعش في 2014، لكن من غير الواضح ما إذا كان الدعم السياسي سيتبدد في الجهد المتواصل لمحاربة التمرد.

ذكريات أليمة
وبالنسبة إلى الديبلوماسيين والقادة الأمريكيين، تقول نيويورك تايمز إن شبح التمرد يعيد إحياء بعض من أقسى الذكريات للتورط الأمريكي في العراق على مدى 13 عاماً. ويبدي المسؤولون قلقاً من ذلك النوع من الأذى – الذي قادته نسخة مبكرة من داعش وأسفر عن شل الحكومة العراقية مع وجود أكثر من مئة ألف جندي أمريكي في البلاد- يمكن أن يؤثر على إستقرار العراق والحملة الوسعة لإلحاق الهزيمة بداعش.

وخلال زيارة أخيرة للعراق، أقر وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بهذه التحديات التي تلوح في الأفق، مشيراً إلى أن إطاحة داعش في المراكز المدينية مثل الموصل "لن تسمح بالسيطرة على كامل الأراضي" وأن المتشددين "سيحاولون إرهاب السكان".
     
ويقول قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزف فوتيل إن داعش يقاتل أقل من جيش تقليدي وأكثر من "قوة على النموذج الإرهابي".

التفجير الأكثر دموية
وفي أرض المعركة ضاعف التنظيم إستخدامه للانتحاريين والكمائن لمهاجمة قوات الأمن العراقية. وعلى رغم خسارته نحو نصف الأراضي التي سيطر عليها في العراق، فقد نفذ هجوماً انتحارياً في بغداد هذا الشهر يعتبر من الأكثر دموية في التاريخ العراقي.

وقال قائد القوات الأمريكية السابق في العراق الجنرال ديفيد بيترايوس: "عندما يُهزم جيش داعش في الموصل وفي أماكن أخرى من العراق، ستبقى هناك خلايا إرهابية للتنظيم ستحاول تنفيذ هجمات من النوع الذي شهدناه في بغداد ومناطق أخرى في الأشهر الأخيرة".

التهديد باق
ويتفق مسؤولون عراقيون بارزون مع هذا التحليل. وقال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري في واشنطن الأسبوع الماضي أنه "من المؤكد أن داعش سيبقى تهديداً محتملاً للعراق".

وأفاد مسؤولون أمريكيون في بغداد أنهم لم يروا داعش يستخدم أكثر من مئة مقاتل على الأرض منذ ديسمبر (كانون الأول)، عندما قامت مجموعة من بضع مئات بمهاجمة قاعدة في شمال العراق. وقال الناطق باسم القوات الأمريكية في العراق الكولونيل كريستوفر غارفر: "لقد شاهدنا أكثر فأكثر أن مقاتليهم يحاولون الفرار نحو مباني الجيش العراقي أو في منتصف المعركة نحو مجموعة كبيرة من الجنود".