الأربعاء 27 يوليو 2016 / 15:18

قائد قوات الدرك التركي: أعتذر، لقد كنت رهينة!

24 - ترجمة: هيا البدارنة

في إطار التحقيقات التي تلت الانقلاب الفاشل في تركيا، روى القائد العام لقوات الدرك التركي غالب مندي تفاصيل ما شهده في تلك الليلة، بعد "اختطافه وتهديده بالقتل من قبل مساعديه".

وقال غالب مندي إن "الانقلابيين اختطفوه في تلك ليلة من حفل زفاف ابنة صديقه في أنقرة، حيث أنه وأثناء وجوده هناك، توجه إليه عقيد المشاة مراد يلماز بلباس مدني، وقال له إن الرئيس الثاني للقوات ينتظره في مقر القوات".

غموض
وبحسب رواية صحيفة "حرييت" التركية اليوم الأربعاء، فقد "ركب غالب السيارة التي جاء بها من الباب الأيمن، بينما كان في مقدمة السيارة يجلس مراد يلماز، وفُتح الباب الخلفي الأيسر، وصعد قائد قوات الدرك لمنطقة قونيا، اللواء تيمورغان ارميش مرتدياً لباسه التدريبي، وفي يده مسدس، ثم تحركت السيارة".

وقال غالب للنيابة: "سألت تيمورغان كيف أتيت إلى هنا دون إذني؟ فأجابني أنه سيبلغني بذلك عندما نصل ثكنة أقنجي العسكرية، وحينها سألتهم: ألم تقولوا إننا سنتوجه إلى مقر قيادة الأركان؟ كرّر تيمورغان إجابته: "سنخبرك عندما نصل إلى أقنجي"، وحينها أدركت أنّ هناك أمراً غير طبيعي يجري، وقلت لهم: هل أنتم قطاع طرق؟ هل أنتم عصابة؟ ماذا يجري، قالوا لي: نريدك أنْ تكون معنا أيضاً في الانقلاب، فرفضت بشدة، وقلت لهم: من تكونون؟ لعنة الله عليكم".

وتابع: "ظل أرميش مصوباً سلاحه نحوي طيلة الطريق... التفتُ إلى يلماز وقلت له تباً لك، أنت تعمل معي منذ 8 سنوات، أنت أيضاً تنتمي لهذه العصابة، إذا كنتم تريدون قتلي فأطلقوا النار علي فوراً".

اختطاف
وحول عملية الاختطاف ذكر غالب أن الانقلابيين احتجزوه لدى وصوله إلى ثكنة أقنجي، وقال: "هناك أوثقوا يدي، فقلت لهم لو كنت أسيراً لدى اليونان لما جرى هذا، وأجابني العسكري أنهم يلقون القبض علي ثم قام بوضع لاصق على فمي، وغطّى عيني بقطعة قماش".

وتابع: "بعد مرور 30 دقيقة، سمعت أصوات أشخاص قادمين، وشعرت بأحدهم يجلس بجانبي، وعلمت من صوته بأنه قائد تدريبات القوات البرية، كامل باش أوغلو وسألته: هل هذا أنت كامل؟ قال: نعم، هذا أنا قائدي".

فشل الانقلاب والهروب
وقال مندي إنه سمع أحاديث العساكر يقولون "لقد فشلنا"، ثم ظهر ضابط الصف إبراهيم المكلف بحراسة الباب وقال بانفعال: "سيدي لقد سمعتهم يقولون إنهم سيطلقون النار عليكم، يجب علينا ترك هذا المكان على الفور وبسرعة".

وتابع: "ركضت بسرعة باتجاه السيارة، وصعد إبراهيم إلى مكان السائق، وأخبرني خلال قيادته للسيارة، بضرورة الخروج من هنا، ولذلك خرجنا برفقته وبرفقة كامل إلى الخارج، وصعدنا إلى سيارة، واتجهنا نحو القصر الجمهوري، وعندما علمنا بأنّ رئيس الأركان في مقر رئاسة الوزراء توجهنا إلى هناك".