الخميس 28 يوليو 2016 / 11:28

كيف تتخلص الدول من سطوة رجال الدين؟

يوسف البنخليل - الوطن البحرينية

يمتد تاريخ الصراع بين الدين والدولة إلى قرون طويلة ظهرت خلالها العديد من التجارب، بين هيمنة رجال الدين على السلطة الزمنية، وهيمنة الأولى على الثانية إلى أن وصلت المجتمعات الغربية إلى مرحلة العلمانية بفصل الدين عن الدولة.

أما في المجتمعات الإسلامية فإن الوضع كان مختلفاً لأن الإسلام لم يأت برجال دين، بل بعلماء دين.

ومع ذلك فهناك جماعات استغلت جوانب الاختلاف حول النصوص فتلاعبت فيها واستغلتها لتنتج مجموعة من رجال الدين الذين سعوا بأجنداتهم إلى تحقيقها داخل المجتمعات، وتطورت الممارسات إلى أن صار رجال الدين المسلمين لهم مؤسسة دينية سرعان ما بدأت تقارع نفوذ الدولة بمختلف مؤسساتها وسلطاتها الثلاث، وهناك نماذج عديدة في الدول العربية والإسلامية.

عادة ما تثار تساؤلات حول كيفية التعامل مع المؤسسات الدينية التي ابتكرها رجال الدين لتحقيق أجنداتهم، ولكن من النادر أن يتم التساؤل حول كيفية التخلص من سطوة رجال الدين الخطرة على أمن المجتمعات واستقرار الدول.

فيما يلي مجموعة من القواعد التي تساعد على التخلص من سطوة رجال الدين:
تكوين الوعي المجتمعي: رجال الدين يعملون دائماً على السيطرة على الجماهير عبر المنابر الدينية المختلفة واستغلال النصوص الدينية.
لذلك من المهم تكوين وعي لدى الجماهير بدور هؤلاء وكيفية استغلالهم للدين، وقد تتطلب هذه العملية وقتاً من الزمن لكنها ضرورية.

أولاً: عزل رجال الدين: من المهم تصنيف رجال الدين وعزلهم مجتمعياً عن علماء الدين، فالاختلاف كبير بين المجموعتين.
رجال الدين يعملون لتحقيق أجنداتهم المختلفة باستغلال الدين، أما علماء الدين فيعملون خدمة للدين دون أجندات خاصة.

ثانياً: استهداف شبكات رجال الدين: لكل مجموعة من رجال الدين شبكة معقدة تضم مجموعة من المؤسسات والأفراد الذين يعملون بسرية من أجل دعم رجال الدين وتحقيق أهدافهم، وهؤلاء يجب تفكيك شبكاتهم من أجل إنهاء نفوذهم.

ثالثاً: استهداف القوى الداعمة: يحظى رجال الدين بقوى داعمة قد تكون محلية أو خارجية، وهو ما يتطلب استهداف هذه القوى، وقطع علاقات رجال الدين به، أو تحجيمها قدر الإمكان، والهدف من ذلك إنهاء الدعم الذي يحظى به رجال الدين من القوى نفسها.

رابعاً: تجفيف المال الديني: يعتمد رجال الدين على كميات ضخمة من المال الديني الذي يتم جمعه بغرض ديني بحت، لكن يستخدم في أغراض سياسية.
لذلك هناك حاجة لإيقاف مصادر تمويل رجال الدين سواءً كانت محلية أو خارجية.

خامساً: إيجاد المجتمع البديل: تحجيم نفوذ رجال الدين يعني ظهور فراغ كبير داخل المجتمع، مما يتطلب إيجاد بدائل أخرى لسد الفراغ.
قد تكون هذه البدائل في الاعتماد على قوى سياسية أخرى، أو مؤسسات الدولة، أو مجموعات مختلفة من علماء الدين وليس رجال الدين.

سادساً: السيطرة على مراكز إنتاج الفكر: أسس رجال الدين مراكز إنتاج الفكر الديني الخاص بهم، لذلك من المهم أن يتم السيطرة على هذه المراكز، وإعادة إنتاج فكر ديني جديد من قبل علماء الدين وليس رجال الدين تحت إشراف الدولة.

سابعاً: بناء الشبكات الإقليمية: يمتلك رجال الدين نفوذاً إقليمياً وعلاقات مع شبكات أخرى في المجتمعات والدول المجاورة.

وفي حال قيام الدول الأخرى بإجراءات مماثلة للتخلص من سطوة رجال الدين، على الدول التعاون مع الدول الأخرى لبناء شبكات أخرى بديلة عن شبكات رجال الدين التي تم استهدافها.