الخميس 28 يوليو 2016 / 14:58

هل يكون ذبح الكاهن الفرنسي الضربة القاضية لهولاند؟

24- زياد الأشقر

تساءلت نبيلة رمضاني في صحيفة تلغراف البريطانية هل تكون جريمة قتل كاهن كنيسة بلدة سان اتيان دو روفريه بمنطقة النورماندي في شمال غرب فرنسا جاك هامل على أيدي عنصرين من داعش هي "القشة الأخيرة" التي ستؤدي إلى خروج الرئيس الفرنسي فرنسوا من السلطة.

قتل الأب هامل في النورماندي كان عملاً جباناً وبربرياً، لكن إطلاق تعميمات يائسة ليس الرد المناسب

وقالت إن رد فعل الرئيس الفرنسي على عمل إرهابي آخر في فرنسا، اتسم بعبارات مفعمة بالتبجيل للقوات المسلحة وحقوق الإنسان، ذلك أن حاجته إلى التلويح بالسيف القاطع في وجه الأعداء في الخارج، والحفاظ على قيم الجمهورية في الداخل، أظهراه ديبلوماسياً عادياً، إذ قال: "علينا شن حرب بكل وسيلة"، متحدثاً أيضاً عن "دعم حكم القانون، لأننا ديموقراطية".

استقالة
ورأت رمضاني أن قتل الأب هامل في النورماندي كان عملاً جباناً وبربرياً، لكن إطلاق تعميمات يائسة ليس الرد المناسب. وعلى العكس، فإن الطريقة الصحيحة للتعامل مع الإخفاقات الكبيرة الروتينية في حماية المواطنين الفرنسيين العاديين، تفترض استقالة رئيس الوزراء مانويل فالس ووزير داخليته، وخصوصاً بعد نشر تفاصيل السجل الإجرامي لعادل كرميش، أحد منفذي قتل الكاهن هامل.

كرميش
ولم يكن كرميش (19 سنة) فقط على لائحة المراقبة بوصفه مراهقاً متطرفاً، بل تشير الملفات المتعلقة به إلى أنه حاول مرتين الفرار والوصول إلى أرض "الخلافة" التي يسيطر عليها داعش في سوريا، مستخدماً جواز سفر عائد لعائلته، في خدعة تمكن من تمريرها على المسؤولين الفرنسيين، ولكن ليس على المسؤولين في الدول التي سافر عبرها.

وبعودته إلى فرنسا بعد ترحيلين، كان على كرميش أن يضع سوارين لرصد تحركاته بشكل دائم، وأن يعيش مع والديه في سان اتيان دو روفريه بعدما كان أُطلق سراحه في مارس (آذار) من السجن بعد تنفيذه عقوبة تتعلق بدعم داعش.

وبدل أن يعامل كرميش كإرهابي يعاني خللاً اجتماعياً ومعرض لارتكاب جرائم في أي وقت، تقول رمضان إنه عاد ليعيش مع والديه.

وبات واضحاً إن الغالبية العظمى من الإرهابيين الذين قتلوا حتى الآن (نحو 250 فرنسياً ) في حوادث مختلفة في انحاء فرنسا في الأشهر الـ18 الأخيرة كانت معروفة لدى السلطات، مثلها مثل كرميش. وكان يجب إبقاء كثيرين منهم في السجن، أو على الأقل فرض عليهم التبليغ عن تحركاتهم لمراكز الشرطة بموجب إطلاق سراح مقيد. ولكنهم، على العكس، منحوا ما يكفي من الحرية للتحرك عبر الحدود وأن يحصلوا على الأسلحة الضرورية لتنفيذ مجازرهم في أي مكان يختارونه.

أسلحة بدائية
وعلى غرار محمد لحويج بوهلال الذي نفذ هجوم نيس في العيد الوطني الفرنسي، صار واضحاً أن من يملكون أسلحة بدائية قادرون على تحين الفرصة للهجوم، علماً أن الشاحنات مثل تلك التي استأجرها لحويج بوهلال ممنوعة رسمياً عند الواجهة البحرية في الريفييرا. ومع ذلك، بدت الشرطة عاجزة عندما استخدمها في قتل 84 رجلاً وإمرأة و طفلاً وجرح أكثر من 300 آخرين.

وفي رأي رمضاني إن ثمة طرقاً عملية للتعامل مع القتلة المجانين، وهي ليست على علاقة بالإستراتجيات المنمقة المركزة على وهم الحرب التقليدية.

استياء شعبي
ويواجه هولاند والمسؤولون الفرنسيون الآخرون استياء شعبياً أينما ذهبوا بسبب فشل الحكومة في أولى واجباتها وهي توفير الحماية للمواطنين.

وتختم رمضاني لافتة إلى أن شعبية هولاند تستمر في التراجع في إستطلاعات الرلأي، وتبدو فرصه في اعادة إنتخابه عام 2017 معدومة، ولذلك عليه أن يدرك أن الأمور وصلت إلى نقطة التحول.