السباحة السورية يسرى مارديني (رويترز)
السباحة السورية يسرى مارديني (رويترز)
الأحد 7 أغسطس 2016 / 17:02

يسرى مارديني.. من لاجئة تصارع الغرق لنجمة في سماء ريو

تقف لاعبة منتخب اللاجئين في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، السباحة السورية يسرى مارديني، على منبر الرياضيين في منطقة الصحافيين المختلطة، وتتحدث بثقة عالية على غرار رجال السياسة المخضرمين برغم سنواتها الـ18.

وبعد إنهائها مهمتها الأولى في الحوض المائي لألعاب ريو ضمن تصفيات سباق 100 م فراشة، وقفت "الفراشة السورية" ويتحلق حولها نحو 20 صحافياً راغبين بإجراء أحاديث معها.

ولم تخذلهم كالعادة، فأجابت يسرى بصوت واثق، حتى أنها رفضت الإجابة على سؤال مكرر لأحد الصحافيين الغربيين، إذ قالت: "أجبت على هذا السؤال!".

كل ذلك لأن مارديني ضمن فريق اللاجئين، وغزت قصتها الدرامية زوايا العالم الأربع.

مشاركة مميزة
وغطست مارديني في مجموعة أولى من التصفيات تضم سباحات متواضعات المستوى، فتصدرتها مسجلة 21ر09ر1 دقيقة، لتحتل المركز 41 من أصل 45 في تصفيات احتلت حاملة الذهبية الأولمبية السويدية سارة سيوستروم (26ر56 ثانية) المركز الأول فيها.

وقالت مارديني: "لم يكن وقتي جيداً.. ربما لأني أسبح لأول مرة في مسبح أولمبي، أريد العودة مجدداً إلى الألعاب، وبعد الانتهاء من الأولمبياد ساركز على التدريبات من دون ضغوط وأحاول احتراف رياضة السباحة أكثر".

ووصفت شعورها عندما ارتمت في المياه قائلة: "فكرت في المياه، سباقاتي الأخيرة، والمكان الذي وصلت إليه اليوم".

وشكلت اللجنة الأولمبية أول فريق للاجئين في تاريخ الألعاب الأولمبية بوجود السباحين السوريين مارديني ورامي أنيس (25 عاماً) اللاجىء إلى بلجيكا، والذي سيشارك في سباق 100 م فراشة.

من مصارعة الموت إلى الأولمبية

وهربت مارديني من الحرب السورية إلى ألمانيا، ولم تخسر أياً من أفراد أسرتها، لكنها فقدت سباحين أو ثلاثة كانوا أصدقاء لها ولأنيس، تشتاق إلى دمشق وتعد بالعودة إلى هناك.

ولم تتمكن مارديني من تنفيذ التدريبات لمدة عامين بعد تدمير منزلها، إذ سبقت وأحرزت لقب بطولة سوريا في مسابقات 200 و400 م حرة و100 و200 م فراشة، وقالت: "عدت إلى التدريبات بعد انقطاع سنتين، لذا بدأت الآن استعيد مستوياتي السابقة".

وفي أغسطس (آب) الماضي، صارعت مع شقيقتها سارة (20 عاماً) الأمواج عندما كاد قاربهما المطاطي يغرق في طريقهما إلى اليونان، هرباً من الصراع الدائر في بلدهما، وذلك بعد محطتين في لبنان وتركيا، إذ دفعتا المال لمهربين من أجل إيصالهما إلى اليونان.

وبعد وصولهما إلى برلين بفترة وجيزة، انضمت الشقيقتان مارديني إلى أحد أندية السباحة القريبة من مخيم اللاجئين بفضل المترجم المصري في المخيم، والذي عرفهما على المدرب زفن سبانيكربس.

قارب رسى على أبواب "ريو 2016"
وتحدثت مارديني عن تجربتها الأولمبية: "كل شيء كان رائعاً، كنت أحلم كل حياتي بالمنافسة في هذه الألعاب، كان شعوري جيداً في المياه، وأنا سعيدة لذلك، استمتعت الجمعة الماضي بحفل الافتتاح، لكني لم أبق هناك لوقت طويل، نظراً لخوضي سباقي الأخير".

وحول العيش بالقرب من بطلات العالم، قالت يسرى مارديني: "هذا شعور رائع، أنا سعيدة لرؤية بطلات السباحة هنا، المنافسة مع كل تلك الرياضيات أمر مثير".

كلمات توماس باخ
وخصص رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، رسالة خاصة لفريق اللاجئين خلال حفل افتتاح الألعاب الجمعة الماضي في ملعب ماراكانا، وقال: "أنتم تبعثون برسالة أمل لملايين اللاجئين حول العالم، اضطررتم للسفر من بلادكم بسبب العنف، الجوع، أو لأنكم فقط مختلفون، الآن ومع موهبتكم الرائعة وروحكم الإنسانية تساهمون بشكل كبير في المجتمع".

وتابع "في هذا المجتمع الأولمبي لا نتسامح فقط مع التنوع، في هذا العالم الأولمبي نرحب بكم كإثراء لوحدتنا في التنوع.. هناك الملايين حول العالم يساهمون بطرق مختلفة لتحسين عالمنا من خلال الرياضة، لتكريم هذه الشخصيات البارزة الذين يضعون الرياضة في خدمة الإنسانية، أطلقت اللجنة الأولمبية الدولية تكريماً فريداً من نوعه سيمنح لأول مرة".