الإثنين 22 أغسطس 2016 / 17:00

النظام النباتي الصرف يتجه نحو الوجبات السريعة

يثير الانتشار المتعاظم للنظام الغذائي النباتي الصرف في الولايات المتحدة واعتماده المتزايد على اطعمة مصنفة ضمن فئة الوجبات السريعة، مخاوف ازاء احتمال فقدان هذا المنحى روحه وضياع هويته الأصلية المتمحورة بشكل اساسي على الغذاء الصحي.

في كاليفورنيا المعروفة بكونها عاصمة الغذاء الصحي في الولايات المتحدة، لا يزال النظام النباتي الصرف القائم على استبعاد الأطعمة المشتقة من المصادر الحيوانية بما فيها مشتقات الحليب والبيض، يجذب عدداً متنامياً من الاشخاص الحريصين على الحفاظ على الحيوانات والبيئة او الراغبين ببساطة في اعتماد نظام غذائي صحي.

أطعمة نيئة
وقد أظهرت دراسة أعدها معهد "هاريس انتراكتيف" أن ما بين سبعة وثمانية ملايين شخص في الولايات المتحدة يتبعون النظام النباتي الصرف، بعضهم يغالون في هذا الاتجاه من خلال اعتماد نظام الماكروبايوتيك او تناول الأطعمة النيئة حصراً.

وبات للذواقة مروحة واسعة من الخيارات التي تتيح لهم تناول أنواع كثيرة من المأكولات النباتية الصرفة بينها السلطات بالبطيخ مع الجبن النباتي المصنوع من اللوز او الكوسى المحشو بجبن ريكوتا النباتي المصنوع من حبوب مكاداميا.

وفي موازاة ذلك، تنتشر مطاعم الوجبات النباتية السريعة وتلك المتخصصة بـ"اطعمة الراحة" (كمفرت فود comfort food) أي الاغذية التي توفر لمتناوليها شعوراً بالارتياح النفسي وغالباً ما تكون غنية بالسعرات الحرارية والسكر، وهي تقدم لروادها من أتباع النظام النباتي الصرف وجبات مقلية ومشبعة بالدهون مصنوعة من لحوم مزيفة محضرة على أساس الصويا. كذلك تضم كاليفورنيا الكثير من متاجر اللحوم الاصطناعية واخرى تبيع نقانق نباتية.

الجزر والكرفس
وفي معرض الطعام النباتي الصرف في اناهيم بضاحية لوس انجليس، من الصعب ايجاد اطباق محضرة من حبوب الكينوا الرائجة في اوساط النباتيين.

وتؤكد اني جاب وهي مؤسسة متجر "لايف فود اورغانك" وإحدى أبرز الناشطين في حركة النباتيين الصرف في لوس انجليس أن الناس يقبلون على هذا النمط الغذائي "بسبب الخوف الشديد من الاغذية المصنعة او بفعل الشفقة على الحيوانات لكن مجرد تناول الاطعمة النباتية الصرفة لا يعني أنها صحية".

لكن هذه المرأة الملتزمة بشدة بالطعام النباتي الصرف والتي لا تتناول إلا أغذية نيئة "بسبب الانزيمات" التي تحتويها وتتعامل مع زبائن كثر بعضهم من المشاهير كليوناردو دي كابريو، تقر بأنها ترضخ احيانا لنزواتها الغذائية.

وفي مقهى "غراتيتود" الذي يقدم وجبات نباتية صحية ولذيذة في جو عصري، يمكن تناول مشروبات بالشوكولا وحليب جوز الهند والبلح والفلافل اضافة الى اطباق من الكاري واطباق محضرة مع الكاجو.

كذلك يقدم هذا المقهى وصفات تتخذ منحى "طبيا" من بينها الكوكتيل المحضر من زيت الحشيشة والموصى به بفضل "خصائصه المحفزة للشعور بالسعادة والمضادة للالتهابات".