صورة لجانب من التقرير المطول عن المصالحة التركية السورية المرتقبة حسب الموقع الإيراني (آفتاب نيوز)
صورة لجانب من التقرير المطول عن المصالحة التركية السورية المرتقبة حسب الموقع الإيراني (آفتاب نيوز)
الثلاثاء 23 أغسطس 2016 / 16:19

تقرير: الجنرال حقي يقود مفاوضات التطبيع السرية بين تركيا وسوريا

يتزامن النشاط الدبلوماسي الحثيث والاتصالات المستمرة بين تركيا وروسيا وإيران، الذي يقترب من التحالف الكامل، والتعاون مع بعض الأطراف الإقليمية الأخرى، مثل العراق وأكراد العراق، لتنسيق موقفها من الملف السوري، مع تنامي عدد التقارير التي تؤكد ارتفاع وتيرة الاتصالات بين أنقرة ودمشق، عبر قنوات خلفية كثيرة، أبرزها المخابرات، أو شخصيات استخباراتية.

وبعد صحيفة السفير المقربة من حزب الله اللبناني التي كشفت منذ يومين، وجود اتصالات بين نظامي دمشق وأنقرة، بعد زيارة نائب رئيس المخابرات التركية إلى دمشق الأحد، كشف موقع "آفتاب نيوز" الإيراني والذي يعكس في العادة موقف الدائرة المقربة من الرئيس الإيراني حسن روحاني، جانباً جديداً في الاتصالات بين النظامين التركي والسوري.

تسريب إيراني
وتكمن أهمية هذا التقرير في الجهة التي صدر عنها، الدائرة المقربة والتي تعبر عن مواقف روحاني نفسه، في خضم الصراع بين أجنحة الحكم المتصارعة في إيران، بما يجعل منه بمثابة التسريب الذي يُمهد لتتويج روحاني "المسؤول دستورياً بشكل رسمي عن السياسة الخارجية الإيرانية الدبلوماسية" بجائزة "الوسيط المثالي" بين تركيا وسوريا، حليفا إيران الجديدين، والقديم، قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية في إيران المقررة في 2017.

وأكد الموقع الإيراني، أن اتصالات حقيقية تجري بين البلدين، وأنها ستنتهي قريباً إلى إعلان مصالحة بين أنقرة ودمشق و "بين الرئيس السوري بشار الأسد، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان" بعد التغييرات الهائلة التي تعرفها السياسة الخارجية التركية، بعد الانقلاب الفاشل خاصةً إزاء سوريا والأسد.

ويأتي التأكيد الإيراني بعد تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم السبت، عن "دور للأسد في المرحلة الانتقالية" ما مثل أبرز مؤشر على تحول في الموقف التركي الذي كان يدعو، طوال سنوات الأزمة، إلى تنحي الأسد، وخروجه من المشهد السياسي في دمشق.

مهندس اتفاقية أضنة
وكشف الموقع أن ممثل تركيا في هذه المفاوضات السرية مع نظام الأسد، إسماعيل حقي، أحد أبرز الدبلوماسيين الأتراك، وهو جنرال متقاعد سبق له الإشراف في 1998 على اتفاقية أضنة الشهيرة بين البلدين، أيام اشتداد الأزمة بين البلدين بسبب دعم سوريا لحزب العمال الكردستاني، وهي الاتفاقية التي انتهت باعتقال عبد الله أوجلان، بعد تخلي سوريا عنه.

وكشف الموقع، أن الجنرال السابق، الذي اعتقل بين 2011 و2013، على خلفية اتهامه بالتورط في شبكة ارغينكون السرية التي كانت تُخطط للانقلاب، كان يشغل في السابق منصب مساعد رئيس المخابرات التركية، 2013، ثم التحق بالعمل السياسي، نائباً لرئيس حزب الوطن اليساري التركي، ونجح بعد تبرئته في إقامة جسور تواصل مع رجب طيب أردوغان، وأجهزته وحافظ في الوقت نفسه على علاقاته مع نظام بشار الأسد، رغم اندلاع الأزمة السورية ثم القطيعة بين تركيا وسوريا.

سابقة على الانقلاب
ولكن الموقع الإيراني، يؤكد أن الاتصالات بين العاصمتين ليست وليدة المحاولة الانقلابية الأخيرة، ولكنها تعود إلى أبعد من ذلك، وتحديداً إلى 27 مايو (أيار) الماضي، تاريخ زيارة الجنرال حقي الأولى إلى دمشق، في محاولة لفتح قناة اتصال مع سوريا.

ولإثبات جدية الاتصالات بين البلدين، يقول الموقع الإيراني إن الجنرال حقي التقى في دمشق عدداً من كبار المسؤولين السوريين خاصةً الرجل الثاني في حزب البعث، عبد الله الأحمر، ورئيس مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك، ووزير الخارجية وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد.

وأضاف الموقع أن تركيا أبلغت سوريا وقتها أنها ترفض بقاء الأسد في السلطة، ولكنها تعارض أيضاً تقسيم سوريا، أو تشكيل نظام فدرالي، كما يسعى إلى ذلك الأكراد.

ولكن في ظل التحولات الميدانية في سوريا، والداخلية في تركيا بعد الانقلاب، يرى الموقع استناداً إلى بعض المحللين أن أردوغان، حزم أمره وسيتخلى عن موقفه المتشدد السابق من بشار الأسد، لمنع قيام أي كيان كردي شمال سوريا، لضمان أمن تركيا ووحدتها هي الأخرى.