الثلاثاء 23 أغسطس 2016 / 19:39

نحن أولى بالتربية الآخلاقية من الآخرين

دخلنا ٢٠١٦، ولا نزال نعتقد أن الأخلاق تعني مثلاً "فلان طيب ويصلي" أو فلانة "بنت ناس وتقبل رأس أمها كلما دخلت البيت

قبل 50 عاماً كان ضرب المرأة يعتبر من دلائل الرجولة وضروريات الحياة الزوجية.
الآن: ضرب المرأة دليل جهل وتخلف وأحد أسباب إرتفاع نسبة الطلاق.

قبل 100 عام في منطقة الخليج كان عمل الرجل في حرفة أو صنعة يجعله ينحدر في السلم الاجتماعي القبلي.
الآن: نفتخر بإرسال أبنائنا لدراسة الهندسة في الخارج ومن ثم العمل في شركة تمنحه "برستيج اجتماعي".

أخلاق وقيم المجتمعات تتغير بتغير الزمن واختلاف الوعي، ولكل زمن أخلاق. ومع هذا لا نزال للأسف نمارس الكثير من الأخلاق التي لم يعد يستوعبها هذا الزمان ولا يحتفي بها.

بل ودخلنا 2016، ولا نزال نعتقد أن الأخلاق تعني مثلاً "فلان طيب ويصلي" أو فلانة "بنت ناس وتقبل رأس أمها كلما دخلت البيت".

كيف نريد أن ننضم لمصاف الدول المتقدمة ونحن نمارس أخلاقيات تمنعنا من ذلك؟ هل سأزعجكم إن ذكرت أن غالبية مجتمعاتنا هي مجتمعات نرجسية يتربى أفرادها علی "اللامبالاة" بالآخرين. أو أن هذه المجتمعات تمارس –بدون أن تدرك- كل ما في وسعها لضرب الابتكار والابداع والمشتغلين فيه.

أي سلطة لهذه الأخلاق العفنة تتجاوز سلطة العقل والعلم؟

المصيبة إذا اجتمعت أخلاق هذه السلطة الإجتماعية مع بعض أخلاق السلطة الدينية أو القبلية وجاملت كل منهما الأخری... ستنتج شبكة أخلاق تحلل الفساد، وتخنق الإنسان في داخل الإنسان، وتعتبر الرشوة ثروة، والكذب شطارة، والنصب فهلوة، والجدية في العمل سذاجة، وتختصر قيمة الإنسان في المجتمع في كلمة "واصل".

أضف لهذه المنظومة الأخلاقية المشوهة، جنون وهوس الإعلام الإجتماعي وأضف أيضا الثقافة الإستهلاكية، وسيكون لديك أخلاق كفيلة بجعل أي عناوين عن الإبتكار والتنوير والإبداع مجرد عناوين فارغة من أي مضمون حقيقي.

لهذا فإن ضبط البوصلة الأخلاقية بحاجة إلی تدخل واضح من السلطة السياسية، وهذا جوهر توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإدراج مادة التربية الأخلاقية في المناهج الدراسية.