الخميس 25 أغسطس 2016 / 13:28

3 أسباب دفعت تركيا إلى دخول سوريا.. الآن

عند الرابعة فجر يوم الأربعاء، بدأت المدفعية التركية تقصف مواقع داعش في جرابلس الحدودية وحولها. واستمر القصف نحو ساعة و45 دقيقة، قبل أن تتولى المقاتلات التركية بين الساعة السادسة والسادسة والنصف قصف مخازن التنظيم ومراكز عملياته في البلدة، من دون أن تدخل المجال الجوي السوري على ما يبدو، وربما بمساعدة وحدات تركية خاصة تسللت إلى المنطقة قبل أيام. وبعد ذلك، بدأ آلاف من قوات الجيش السوري الحر التوجه من الحدود التركية إلى سوريا، مطهرين أولاً القرى غرب جرابلس ثم جرابلس نفسها، قبل دبابات وآليات تركية.

أبلغت تركيا إلى الأمريكيين والروس والإيرانيين وأكراد العراق والأطراف الأخرى المعنية بأنها ستتحرك إلى جرابلس

ويقول مراد يتكين، رئيس تحرير صحيفة حريت ديلي نيوز التركية إن العملية التي سميت "درع الفرات" الهادفة إلى تحرير جرابلس القريبة جداً من الحدود التركية نفذت بناء على قرار اتخذ في اجتماع طارئ في اسطنبول يوم 20 أغسطس (آب)، موضحاً أن السبب الذي دفع تركيا إلى المجازفة بالتورط في عملية عسكرية في بلد تفتك به الحرب منذ أكثر من خمس سنوات هو تقارير استخباراتية تفيد أن وحدات حماية الشعب الكردية تتقدم نحو البلدة.

ووحدات حماية الشعب هي الذراع السياسي لحزب الاتحاد الديموقراطي الذي تعتبره أنقرة الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور. وهي تشكل الغالبية في قوات سوريا الديموقراطية التي حررت منبج جنوب جرابلس من داعش في 12 أغسطس (آب) بدعم كثيف من الغارات الجوية والقوات الخاصة الأمريكية.

واشنطن
وبعد تحرير منبج مباشرة، ذكرت أنقرة واشنطن بوعدها بعدم السماح للقوات الكردية بالبقاء غرب الفرات. وبناء عليه، أعلن البنتاغون أن واشنطن تلتزم وعدها لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت. وعندما وصلت تقارير إلى وكالة الإستخبارات الوطنية التركية تفيد أن وحدات حماية الشعب تواصل تقدمها إلى جرابلس، قررت الحكومة التركية أخذ المبادرة.

أهمية جرابلس لتركيا
ويحدد يتكين ثلاثة أسباب تظهر أهمية جرابلس بالنسبة إلى تركيا:

1- تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات حيث يتدفق النهر خارج الأراضي التركية. وهي لم تكن المكان الأخير فحسب لتسلل مقاتلي داعش من تركيا وإليها، وإنما كانت أيضاً الموقع الأهم الباقي تحت سيطرة التنظيم على طول 910 كيلومترات من الحدود السورية-التركية. وإخراج داعش من جرابلس يعني قطع كل الطرق الرئيسية إلى شمال سوريا وتركيا وأبعد.

2- لجأ مقاتلو داعش الذين هربوا من منبج إلى جرابلس، مما زاد وجودهم على الحدود التركية إلى مستويات خطيرة. وتشتبه أنقرة في أن داعش هو الذي نفذ الهجوم على حفل الزفاف في غازي عنتاب ليل 20 أغسطس (آب). وتبين أن المتفجرات التي استخدمت في الهجوم كانت من نوع أر دي أكس، وهو ما يظهر بحسب وزير الداخلية التركي أن التنظيم حصل على "مساعدة محترفة"، الأمر الذي يزيد التهديد لتركيا.

3- بعدما حررت وحدات حماية الشعب منبج من داعش، من الممكن أن تواصل تقدمها غرب الفرات إلى عفرين التي تسيطر عليها أيضاً، متجاهلة تحذيرات أنقرة من وجوب بقائها شرق الفرات وعدم تشكيل "ممر كردي" على طول حدودها. ولا يريد الأتراك سماع جملة "آسف، وحدات حماية الشعب لم تستمع إلينا"، العذر الذي سيقدمه الأمريكيون بعد تحرير جرابلس.

إلى من يهمه الأمر
من هذا المنطلق، قال يتكين: "أبلغت تركيا إلى الأمريكيين والروس والإيرانيين وأكراد العراق والأطراف الأخرى المعنية بأنها ستتحرك إلى جرابلس. وأكدت أيضاً أنها لا تنوي البقاء في سوريا، وإنما مساعدة الجيش السوري الحر على إقامة منطقة خالية من داعش على الحدود التركية من جرابلس إلى أعزاز. وستمتد المنطقة على عرض 98 كيلومتراً وعمق 45 كيلومتراً".

ولفت يتكين إلى أن فكرة منطقة خالية من داعش لتوفير قاعدة عمليات للمعارضة السورية ومنطقة آمنة للاجئين، اقترحها مسؤولون أتراك ووافق عليها الأمريكيون قبل سنة. إلا أنها لم تطبق. وجعل انخراط الروس في الحرب في سبتمبر 2015 الفكرة مستحيلة عملياً، فيما علق إسقاط تركيا المقاتلة الروسية كل العمليات التركية في سوريا. ولكن رسالة الاعتذار التي وجهها أردوغان إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأطلقت عميلة تطبيع العلاقات بين الجانبين جعلت عملية 24 أغسطس ممكنة لتركيا.