الخميس 25 أغسطس 2016 / 15:18

القرضاوي عراب الإرهاب.. على الأمم المتحدة وضع حد له

تساءل ياسر رضا، السفير المصري في الولايات المتحدة، في صحيفة وول ستريت جورنال، لماذا لا تستهدف قرارات الأمم المتحدة الخاصة بممولي الإرهاب، أولئك الذين يحرضون على العنف؟.

فشل القرضاوي في التفريق بين المقاتلين والمدنيين، وهو مبدأ أساسي في القانون الإنساني الدولي، والقوانين الحربية في الإسلام

ويقول السفير رضا إن البرامج الدينية تلقى إقبالاً عبر الشرق الأوسط، ويتصل عادة المشاهدون ليطرحوا استفسارات، كما يرسلون أسئلتهم بواسطة البريد الإلكتروني، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، على فقهاء في القانون الإسلامي، حول عدد من الأمور. وتتعلق معظم الأسئلة بالحياة الشخصية، بدءاً من إيقاع الحياة اليومية، كالسؤال، مثلاً، عما إذا كان المسلمون يستطيعون الاستماع لموسيقى البوب، وصولاً لقضايا خاصة بالميراث، والنفقة ومنع الحمل.

تبعات سياسية
ولكن بعض المشاهدين يثيرون أحياناً قضايا سياسية. وذلك ما جرى في عام ٢٠١٥، على قناة الجزيرة، ضمن حلقة من برنامج" الشريعة والحياة"، حيث طرحت قضية أصبحت مثار جدل كبير. وجاء السؤال على النحو التالي: "هل يسمح، في الحالة السورية، لشخص أن يفجر نفسه بهدف قتل أشخاص موالين للنظام السوري، وحتى لو أدى ذلك لوقوع ضحايا بين مدنيين؟

جواب
ويقول الكاتب إن الإجابة جاءت على النحو التالي: يقتل عامة أشخاص يشاركون في الحروب، ولكن إن دعت الحاجة لأن يفجر أشخاص أنفسهم إذا رأت (الجماعة) أن ذلك أمر ضروري، فيجب عليهم تنفيذ الأمر. إن تلك الأشياء لا تترك للأفراد، بل يجب على هؤلاء أن يسلموا أمرهم إلى الجماعة، التي تقرر كيف تستخدم الأشخاص تبعاً لاحتياجاتها".

سلطة فكرية
ويشير رضا إلى أن المتحدث كان يوسف القرضاوي، القوة الفكرية المحركة للإخوان المسلمين، وسواهم من الجماعات الإسلامية المتشددة. لقد كتب أكثر من مئة مجلد حول قضايا دينية وفقهية، وقد استقطبت أفكاره عدداً من المريدين، وعدداً كبيراً من النقاد. وبالإضافة لأبحاثه، كرس القرضاي حياته للنشاط السياسي الإسلامي. وعبر عدد من كتاباته، وخطبه، وأحاديثه، واجتهاداته الدينية، أصبح القرضاي معروفاً بكونه عراب التطرف في الشرق الأوسط وما وراءه.

نموذج
ويلفت السفير رضا إلى أن إجابة القرضاوي على سؤال يتعلق بتفجيرات انتحارية يعتبر نموذجاً لتطرفه. فهو عبر رفضه طرح السؤال، قبل بأن تعد تفجيرات انتحارية سلاحاً حربياً مشروعاً. وهو يناقض بذلك القانون الإسلامي الذي يحظر الانتحار.

كما فشل القرضاوي في التفريق بين المقاتلين والمدنيين، وهو مبدأ أساسي في القانون الإنساني الدولي، والقوانين الحربية في الإسلام. وقد ورد في القرآن الكريم، وعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، ما يمنع استهداف المدنيين.

ترخيص للجماعة
وما يدعو للقلق أيضاً، أن القرضاوي خول الجماعة، دون أن يسميها، بسلطة توجيه الأوامر للشباب والشابات لكي يتحولوا إلى انتحاريين. ولم يأت بأي رادع ديني أو أخلاقي يدين تلك الممارسات الشنيعة، والتي تقضي بتحويل أشخاص إلى أدوات قتل وفتك لا تفرق بين أحد. ولم يشجب القرضاوي، أو يرفض استغلال الشباب لتنفيذ أعمال إرهابية.

تناغم
ويقول الكاتب إن القرضاوي يتناغم في ذلك مع تشدد أسامة بن لادن، وأبو مصعب الزرقاوي، زعيم القاعدة في العراق، وأبو بكر البغدادي، وزعماء بوكو حرام، وجميع الذين حرفوا الإسلام، وتجاهلوا ما يحض عليه من تسامح ووسطية. وبذلك يكون القرضاوي قد استحق لقب" عراب الإرهاب".

ومثل القرضاوي، شوه عدد من الأئمة والباحثين الإسلاميين رسالة الإسلام، وأساؤوا لقيمه بغرض خدمة أهدافهم وإيديولوجياتهم السياسية.

القانون والسياسة
ومن هنا، يلفت رضا إلى أن هذه القضية تطرح أسئلة بشأن القانون والممارسات السياسية. ولا بد من تطبيق استراتيجية جامعة، سياسياً وقانونياً واقتصادياً وتعليمياً، من أجل استئصال جذور الإرهاب.

كما يدعو الكاتب المجتمعات الملتزمة بأنظمة حكم ديموقراطية لاتباع نوع من التوازن الدقيق بين إعلاء الحريات المدنية، التي لا بديل عنها في الديموقراطية، وتوفير الوسائل القانونية والمؤسساتية التي تمكن مجتمع ما من حماية نفسه ضد آثام التطرف.

كما يدعو السفير المصري في أمريكا المجتمع الدولي لإيجاد السبل الكفيلة بتطوير البنية السياسية والقانونية لمحاربة الإرهاب، لكي تشمل قوانين تمنع نشر أفكار تحض على العنف وتشجع عليه.