الخميس 25 أغسطس 2016 / 15:18

ما أسباب حماسة أجانب للقتال ضد داعش؟

عند لقائه بمجموعة من المقاتلين الأجانب الذين يتعاونون مع قوات البشمركة الكردية العراقية، في حربها ضد داعش، بحث سيث فرانتزمان، صحفي أمريكي مقيم في القدس، ومراسل صحيفة ناشونال إنتريست، عن إجابات وافية في شأن هدف هؤلاء من المشاركة في تلك المعارك.

هؤلاء الرجال لا يحاربون داعش وحسب، بل على خلاف جماعات مسلحة في المنطقة، يتحدثون عن الديموقراطية وحقوق الإنسان

ينقل فرانتزمان عن جوناثان ريث، أمريكي، التقاه في الشهر الماضي داخل خيمة الجنرال الكردي بهرام عارف ياسين، قوله: "عندما تشاهد عن كثب ما يقوم به المقاتلون الأكراد في حربهم ضد داعش، تشعر بأن حكومتنا الأمريكية يجب أن تقدم مزيداً من العون. لدي خبرة خاصة أدرك أنهم في حاجة إليها. وقد كانت اللحظة الحاسمة بالنسبة لي عندما رأيت صورة امرأة مسيحية اختطفت على يد داعش، واغتصبت ثلاثين مرة يومياً، وضربت وشوهت. وقد أمسكوا بصليب وحشروه داخل حنجرتها. بقيت تلك الصورة ماثلة في ذهني".

قرار
في تلك اللحظة، قرر ريث أن يفعل شيئاً. سافر إلى كردستان العراق في محاولة للمساعدة في برنامح لتدريب البشمركة على إسعاف المقاتلين.

يقول فرانتزمان إنه كان لمساعدة ريث دوراً كبيراً في المعارك الدائرة حول مدينة الموصل، حيث تمكن مقاتلو البشمركة من تحرير ١٢ قرية بالقرب من القوير، جنوب المدينة. وكتب على حسابه في فيسبوك: طاليوم انفجرت سيارة مفخخة فأصيب ستة من مقاتلي البشمركة، وقد تمكنت مع شخصين من تضميد جراح من أصيبوا بإصابات خطيرة".

اهتمام إعلامي
ويقول الكاتب إن المتطوعين في صفوف البشمركة من مقاتلين ومسعفين يحظون باهتمام إعلامي كبير. وتتضمن بعض التقارير مبالغات وتركيز على الشأن المحلي أو الوطني، ولكن معظم التقارير الواردة في صحف كندية أو بريطانية، يركز على الدور الذي يلعبه أبناؤهم في الحرب على داعش. وركزت تقارير أخرى على أدوار بطولية وغير عادية. وقد وصف تقرير أخير كيف قام ممثل سابق في هوليوود، مايكيل إينرايت، بعدما حضر إلى كردستان في عام ٢٠١٥، وصور فيلماً وثائقياً بعنوان" غريزة أساسية: لقاء مع غربيين يتصيدون جهاديي داعش في سوريا".

تفاصيل
وفي بعض الأوقات، يقول فرانتزمان، تبدو تفاصيل حربية مضحكة أكثر من كونها حقيقية، كالتقرير الذي صدر في ٩ ديسمبر( كانون الأول)، ٢٠١٤، حول عصابة من راكبي الدارجات الألمان، والذي ذهبوا إلى كوباني لمحاربة داعش. وقد ركزت الديلي ميل في تقرير عن أفراد المجموعة، وادعت الصحيفة أنهم انضموا إلى فرقة هولندية لمقاتلة التنظيم

ولكن صوراً أظهرت أولئك الأشخاص يوزعون مواد غذائية على لاجئات إيزيديات، وهم يحملون أسلحة على أكتافهم.

حماس

ويقول إن حرب الإبادة التي شنها داعش ضد الإيزيديين في أغسطس( آب)، ٢٠١٤، ومن ثم المقاومة الشرسة التي أبداها مقاتلون اكراد عند حصار مدينة كوباني في سوريا، هو ما حمس متطوعين أجانب للمشاركة في الحرب على التنظيم الإرهابي. وقد أخذوا في التدفق على كردستان العراق في سبتمبر( أيلول) من ذلك العام.

وكان بريان ويلسون، جندي سابق في الجيش الأمريكي، من أوائل القادمين للوقوف إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية. قال ويلسون لفايس نيوز في أكتوبر( تشرين الأول) ٢٠١٤، إن هؤلاء الرجال لا يحاربون داعش وحسب، بل على خلاف جماعات مسلحة في المنطقة، يتحدثون عن الديموقراطية وحقوق الإنسان".

ويشارك مقاتلون أجانب آخرون مسيحيون أو إيزيديون في محاربة التنظيم الإرهابي في سوريا. لقد أظهروا رغبتهم في حماية الأقليات هناك.