رئيسة البرازيل الموقوقة روسيف (أرشيف)
رئيسة البرازيل الموقوقة روسيف (أرشيف)
الجمعة 26 أغسطس 2016 / 23:08

تعليق جلسة صاخبة في مجلس الشيوخ البرازيلي حول إقالة روسيف

في اليوم الثاني من جلسات إجراءات إقالة الرئيسة ديلما روسيف، تم تعليق الجلسة ظهر الجمعة إثر تبادل شتائم بين أعضاء مجلس شيوخ مؤيدين ومعارضين لروسيف كادت تصل إلى التشابك بالأيدي.

ويفترض أن تنهي الجلسات التاريخية 13 عاماً، من حكم اليسار في هذه الدولة العملاقة في أمريكا اللاتينية.

وهدد رئيس المحكمة الاتحادية العليا ريكاردو لويفادوفسكي الذي يدير النقاش قبل تعليق الجلسة "سأستخدم سلطتي كشرطي للمطالبة بالاحترام المتبادل"، ونصح أعضاء مجلس الشيوخ بالتوجه لتناول وجبة الغداء للتهدئة.

وكان من المقرر أن تتيح جلسة الجمعة الاستماع إلى 6 شهود للدفاع عن الرئيسة اليسارية بينهم وزراء سابقون في حكومة روسيف مثل وزير الاقتصاد نلسون باربوزا، ووزير التربية لويس كوستا، وخبراء في الحقوق والاقتصاد.

لكن بعد ساعة ونصف ساعة لم يتم الاستماع إلى أي منهم في المبنى الذي تحول إلى "مستشفى مجانين"، بحسب عبارة رئيس مجلس الشيوخ رينان كاليروس.

"غباء لا حدود له"
وقال رئيس المجلس موجها حديثه أساساً إلى عضوة مجلس الشيوخ عن حزب العمال بزعامة روسيف غليزي هوفمان، التي وصفت الجلسات بأنها "مهزلة وتظهر أن الغباء لا حدود له".

وكانت هوفمان أثارت ردود فعل قوية الخميس، حين تساءلت ما اذا كان مجلس الشيوخ بالنظر إلى "مستوى أخلاقه، بإمكانه أن يحاكم روسيف"، إذ أن أكثر من نصف أعضاء المجلس الحاضرين 59% بمنهم فيهم هي، تتعلق بهم شبهات فساد أو موضع تحقيق قضائي.

ونتيجة الجلسات المتوقعة الثلاثاء أو الاربعاء شبه محسومة، نظراً لوجود توجه واضح إلى إقالة روسيف التي تتطلب موافقة ثلثي أعضاء المجلس، أي 54 من أصل 81 عضوا.

وروسيف (68 عاماً) أول امرأة تنتخب رئيسة للبرازيل والمناضلة السابقة التي سجنت وتعرضت للتعذيب في عهد الحكم الاستبدادي العسكري (1964-1985)، لم تعد تمارس مهامها الرئاسية منذ 12 مايو (أيار)، عندما صوت مجلس الشيوخ بغالبية تجاوزت الثلثين على تعليق مهامها.

ويتهمها معارضوها بـ"جريمة مسؤولية" في إطار تلاعب بحسابات عامة، لإخفاء عجز كبير جداً، وتوقيع مراسيم تنص على نفقات غير مقررة في الاتفاق المسبق مع البرلمان، وهي إجراءات لجأ اليها الرؤساء السابقون بشكل واسع.

وترى روسيف التي وعدت أن تكافح "بالقوة نفسها التي ناضلت فيها ضد الحكم الديكتاتوري العسكري"، أن ما يحصل عبارة عن "انقلاب" مؤسساتي حاكه المستفيد الرئيسي من المناورة نائبها السابق ميشال تامر (75 عاماً) الذي أصبح خصمها.

وتولى زعيم حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية ميشال تامر الذي لا يتمتع مثلها بأي شعبية، الرئاسة بالنيابة وسيبقى على رأس السلطة حتى الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة في نهاية 2018 إذا تمت إقالتها.

وقال الرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا راعي روسيف، في تجمع بالقرب من ريو دي جانيرو إنه "يوم عار وطني".

لولا سيرافق ديلما
وستدافع روسيف التي لم تكف عن تأكيد براءتها منذ بداية الاجراءات في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عن نفسها شخصياً أمام مجلس الشيوخ الإثنين المقبل، لكن بحسب محللين فإنها ستتوجه أكثر إلى الأمة للدفاع عن حكومتها وصورتها، مما ستتوجه إلى أعضاء مجلس الشيوخ الذين حسموا مواقفهم.

وسيرافقها الرئيس السابق لولا روسيف، وهو نفسه متهم بمحاولة تعطيل العدالة، في فضيحة فساد في شركة بتروبراس النفطية العملاقة.

وهي قضية هزت حزب العمال وحزب تامر والقسم الأكبر من الطبقة السياسية البرازيلية.

ومع أنها دعت أنصارها إلى "التمسك بالأمل"، تبدو روسيف معزولة حتى داخل معسكرها.

ورفضت إدارة حزب العمال الأربعاء بغالبية واسعة اقتراحها أخذ رأي البرازيليين في استفتاء لتنظيم انتخابات مبكرة، في حال أعادها مجلس الشيوخ إلى منصبها.

ويبدو البرازيليون منهكين من هذه القضية كما تبين من غياب المتظاهرين أمام البرلمان، حيث أقيمت حواجز لمنع حدوث مواجهات.

بيد أن شرطة مجلس الشيوخ دعيت لتفريق مجموعة من 50 شخصاً قرب مبنى المجلس.