الثلاثاء 30 أغسطس 2016 / 10:53

ساركيني وبكيني

صلاح الساير - الأنباء الكويتية

تم حظر ارتداء «البوركيني» في عدد من الشطآن العامة في فرنسا، فضج البعض يتباكى على الحرية ودمها المهدور هناك، وكيف تقوم الدولة العلمانية بقهر الحريات الشخصية للناس ومنعهم من الاختيار، وغاب عن أذهان البعض أن منع البوركيني قضية تنظيمية مثلها مثل منع ارتداء المايوه «البكيني» في النوادي الخاصة بالعراة، وكذلك منع الرجال والنساء من ارتداء الثياب القطنية في برك السباحة.

وإذا كان قرار الحظر قد تم تعليقه في فرنسا بحكم المحكمة فإنه مرشح للعودة فيها أو في أي بلد أوروبي آخر.

****

تمادى المسلمون (العرب) الذين يعيشون في اوروبا بممانعتهم وحرانهم وميلهم إلى التقوقع والعزلة السلوكية والمظهرية عن بقية المكونات الاجتماعية والثقافية.

وأشير إلى مثال نقيض وأقصد الأوروبي من أصل «هندي ـ سيخي» الذي يتميز بمظهره الصارخ بالاختلاف، غير انه يحرص على ان يبقي هذا التميز في إطاره الإيجابي دون جرجرة هذا الاختلاف إلى منزلقات الخلاف والنزاع، فلم نشهد امرأة هندية في مدينة «برايتون» الانجليزية تصر على السباحة في مايوه مستوحى من «الساري» وهو الزي النسوي الشعبي الهندي وقد أطلقت عليه اسم «ساركيني» على غرار بوركيني!

****

لا يسبح الإنسان أو يغتسل بالماء وهو يرتدي ملابسه الاعتيادية، لذلك اتفق عموم البشر على ثياب مخصصة للعوم وهي التي ترتديها الأكثرية الكاثرة من الناس في القارات الخمس (ومنهم المسلمون العرب وخاصة الرجال) أما الناس الذين لديهم تعاليم دينية او اجتماعية أو نحوها تمنعهم (أو تمنعهن) من فعل ذلك، فعليهم أن يضحوا بمتعة السباحة أو أنهم يمارسون قناعاتهم في أماكن خاصة بعيدة عن الاصطدام بالمجتمع وجعل معتقداتهم مضغة في أفواه البشر، مثلما يجري اليوم في اوروبا.

****

يحقق العوم للإنسان الشعور بالتحرر والراحة، وقيل ان مصدر هذا الشعور نزعة الحنين إلى الماضي (نستولوجيا) حين كان الإنسان جنينا في رحم أمه، لهذا فإن الملابس تحد من الشعور بالتحرر والراحة «الجنينية» وبالتالي تحد من متعة السباحة.

كما لا تجوز مقارنة زي الغواصين بالبوركيني، ذلك ان وظيفة زي الغواص تختلف عن وظيفة مايوه السباحة، ويمكن ملاحظة الغواصين حين ينتهون من الغطس فإنهم يسارعون إلى نزع ملابس الغوص والاكتفاء بالمايوه لمواصلة السباحة.