الثلاثاء 30 أغسطس 2016 / 15:09

القوات الأمريكية في مرمى نيران الجيش التركي

حذرت مارغريت كوكر، مراسلة صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في الشرق الأوسط، من أن القتال الدائر على الحدود السورية ـ التركية يعرض القوات الأمريكية هناك لخطر كبير.

الصدامات الأخيرة تسلط الضوء على تعقيدات تواجهها حملة التحالف من أجل طرد داعش من مناطق خاضعة لسيطرته في سوريا

عقب مقتل جندي تركي وسط أحدث المعارك الجارية في الشمال السوري، تتصاعد التوترات بين أكبر حليفين لأمريكا في المنطقة، الجيش التركي، ومتمردين أكراد سوريين. وقالت مجموعة مراقبة سورية إن القصف التركي أدى، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى مقتل ما لا يقل عن ٧٠ سورياً، غالبيتهم من المدنيين.

تجاهل تركي
وتشير كوكر إلى تجاهل الجيش التركي الرد على الأنباء بشأن مقتل مدنيين سوريين، بل ركز في بيانه على الادعاء بأنه قتل ٢٥ إرهابياً، باستثناء التأكيد على أن القادة العسكريين يتخذون جميع الإجراءات الضرورية لحماية غير المقاتلين.

وتلفت المراسلة إلى تكثيف الجيش التركي لغاراته الجوية وقصفه المدفعي بعد مقتل جندي تركي، وجرح ثلاثة آخرين، عندما تعرضت دبابته لهجوم من مقاتلي وحدات واي بي جي الكردية.

صمت أمريكي
ومن جهة أخرى، تقول كوكر إنه لم يصدر عن مسؤولين أمريكيين أي تعليق بشأن تصعيد القتال بين الجانبين، وكلاهما حليف لأمريكا. ولم يتضح أي دور، إن كان هناك دور، للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، والذي تعتبر تركيا عضواً فيه، في العملية العسكرية الجارية في الشمال السوري.

وضع معقد
وتلفت المراسلة إلى أن الصدامات الأخيرة تسلط الضوء على تعقيدات تواجهها حملة التحالف من أجل طرد داعش من مناطق خاضعة لسيطرته في سوريا. فقد انضمت قوات أمريكية خاصة لوحدات واي بي جي، في بداية الشهر الحالي، من أجل المساعدة في طرد داعش من مدينة منبج، على بعد أقل من ٣٥ كيلومتراً، عن مناطق جرت فيها الاشتباكات الأخيرة. وبحسب مطلعين على الوضع الميداني هناك، تتواصل قوات خاصة أمريكية مع نظيرتها التركية التي توفر لهم خطوط إمداد خلفية.

دعم آخر
وتشير كوكر إلى أن دعم الولايات المتحدة للحملة التي أطلقتها تركيا، في الأسبوع الماضي، بمساعدة مقاتلين عرب سوريين، ضد خصومهم من المقاتلين الأكراد، يهدف خصوصاً إلى تحرير مدينة جرابلس، على الحدود السورية ـ التركية، من داعش، ومطاردة جميع المقاتلين الذين هربوا من منبج، والتي تبعد مسافة ٣٥ كيلومتراً إلى الجنوب.

توقيت
وتقول المراسلة إن مسؤولين أتراك يدعون بأن توقيت ما بات يعرف باسم" عملية درع الفرات"، مرتبط بخرق قوات واي بي جي لتعهد أعطوه للأمريكيين والأتراك بسحب وحداتهم من منبج حال تحريرها من داعش، والسماح لسكانها، ومعظمهم عرب، بالسيطرة على المنطقة. ولكن، وبحسب مسؤولين أمريكيين وأتراك، عوضاً عن تراجعهم إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات خارج منبج، تحرك مقاتلو واي بي جي، خلال الأسابيع الأخيرة، للتوسع غرباً.

اعتبارات

وتلفت كوكر لاعتبار تركيا واي بي جي كتنظيم إرهابي، وقد أعلنت عن هدفها الأمني القومي لمنع مقاتلي التنظيم من ربط عدة مناطق سورية متفرقة ضمن إقليم كردي يتمتع بحكم ذاتي. وترى تركيا في واي بي جي فصيلاً مسلحاً لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يحارب الدولة الكردية منذ عشرات السنين، من أجل تحقيق هدفه بإقامة دولة تتمتع بحكم ذاتي أيضاً.

منطقة فاصلة
ومن خلال حملتها الحالية، ترغب تركيا بنشر قوات عربية موالية على طول مسار منبج ـ جرابلس، والذي سيشكل منطقة فاصلة مانعة أمام مجموعات كردية. ويعمل قرابة ألف مقاتل سوري مع تركيا، التي نشرت ما لا يقل عن ٣٨٠ جندياً و٤٠ دبابة داخل الأراضي السورية. وقد سلمت تركيا السلطة على مدينة جرابلس لسكانها العرب بعد أن طردت داعش خارجها.

امتناع
وتلفت كوكر لامتناع مسؤولين أتراك عن الإجابة عن تساؤلات بشأن مواقع ضرباتهم الجوية داخل سوريا، أو عدد الغارات الجوية التي نفذت هناك. ولكن وكالة الانباء الرسمية أشارت إلى استهداف قوات المهام التركية العسكرية الخاصة وطائرات التحالف الدولي لمخزن أسلحة، وثكنات ومركز قيادة استخدمتها "مجموعات إرهابية" جنوب جرابلس.

وجاء في بيان صادر عن الجيش التركي، ونشرته وكالة أنباء الأناضول الرسمية، أن العملية التركية تتم بموجب القانون الدولي، وتماشياً مع شرعة الأمم المتحدة للدفاع عن النفس.

وقد تعرضت تركيا، خلال العام الجاري، لعدد من الهجمات الإرهابية، والتي يعتقد أن داعش وبي كي كي مسؤولان عنها.