الأربعاء 31 أغسطس 2016 / 10:59

بالصور: فلسطينيات يحتملن لسع النحل لمواجهة ظروف الحياة

24 - علي عبيدات

وسط قرية كفر مالك الفلسطينية شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المُحتلة، تربي مجموعة من النساء النحل في مزرعة صغيرة، لينتجن منه العسل ويسوقنه ما يشكل لهن مصدر دخل يعينهن على الظروف الصعبة.

وتجتمع النساء متفاوتات الأعمار بشكل يومي يتفقدن نحلاتهن ويجنين ما أنتجنه من عَسل، يرتدين ملابس خاصة ويتبعن طريقة تدربن عليها للتعامل مع النَحل وإن كانت لا تجنبهن لسعات النحل التي فضلنها على لسعات الحياة.

وتقول نداء سلامة، إحدى النساء العاملات في المشروع لـ 24: "استلمنا هذا المشروع قبل ثلاث سنوات، وأعمل فيه مع خمس من زميلاتي، وجميعنا ربات بيوت اشتركنا في المنحلة بحثاً عن ما يساعدنا في معيشتنا الاقتصادية ويساعد عائلاتنا".

وأضافت: "مع انطلاق المشروع كان الوضع من جيد جداً إلى ممتاز، وساعد ما جنيناه من ربح عائلاتنا، فجميعنا لدينا أطفال وطلاب في المدارس والجامعات، وبالتالي أي دخل إضافي من شأنه أن يدفع عجلة الحياة".

وأشارت سلامة إلى "أن مردود المشروع تراجع في العامين الماضيين لأكثر من عامل، ولم ينتج المشروع ما يكفي لسد احتياجات العاملات فيه، رغم أنه غطى مصاريفه ولوازمه، ولكن هذه حال المزارع والاستثمارات من هذا النوع".

دعم عائلي
وتلقى السيدات الست في منحلة كفر مالك دعما وتشجيعاً من عائلاتهن وتحديداً من أزواجهن الذين دعموهن نحو تطوير شخصياتهن وأخذ أدوار ريادية إلى جانب مساهمتهن في تأمين دخل إضافي لأسرهن.

وقالت سلامة في هذا السياق: "كسيدات نتلقى الدعم من عائلاتنا وأزواجنا، فهم يحبون أن نعمل ونخطط ونختلط بالمجتمع، ونعتمد على أنفسنا، وهو ما زاد ثقتنا بأنفسنا ودفعنا لتحقيق نجاحات متميزة بشهادة الجميع".

وأضافت: "إلى جانب المردود المادي، وتحسين الوضع الاقتصادي، ساهمت المنحلة في صقل شخصياتنا وتطويرها إلى جانب تقوية علاقاتنا ببعضنا البعض فنحن نتعامل كأسرة واحدة ونشارك بكل المناسبات التي تخص أي سيدة منا".



جهد كبير
وعلى عكس ما توقعت سيدات العسل في كفر مالك، فإن النحل كان بحاجة لجهد أكبر وأطول مما توقعنه، فهن يمضين ساعات طوال في متابعة نحلاتهن وبيوتهن وملكاتهن، ويبذلن جهداً كبيراً في جني العسل ومتابعة تسويقه.

وتقول النحالة نعمة حمايل: "اخترنا برنامج النحل لاعتقادنا أنه بحاجة لجهد بدني أقل كوننا سيدات متفاوتات الأعمار ونبحث عن مشروع بجهد أقل، لكننا اكتشفنا أن العسل والنحل بحاجة لجهد ووقت أكثر مما توقعنا".

وأضافت: "يتفاوت إنتاج العسل حسب العوامل الجوية والظروف التي يمر بها النحل لا سيما الجوية والرطوبة، إلى جانب المخاطر والأمراض، فنحن هنا في فلسطين نعاني بشكل كبير من من مرض الفاروا المحتاج لعلاج ومتابعة كبيرة".



بصيص أمل
ولفتت حمايل إلى أن مشروع النحل كان بصيص أمل ولا زال لها ولزميلاتها ولعائلاتهن وتقول: "أنا عندي 8 أولاد في المدارس والجامعات، وهو ما يجعل حملي ثقيلاً في مجال ترتيب وقتي بين أولادي والمنحلة".

وقالت: "عندي ثلاثة طلاب في جامعة بيرزيت، لم أشاهد أبني منذ ثلاثة أيام فهو معتصم في الحرم الجامعي احتجاجاً على رفع الاقساط، وأنا هنا أبحث عن ما يساعدني لأساعده وهو الحال الذي ينطبق عى كل زميلاتي هنا".

وتبحث سيدات العسل في كفر مالك عن أي مساعدة ويد تمتد لهن لتطوير مشروعهن والمضي قدماً به، تحسباً لأي لسعة قد تنهي أحلاماً بنينها منذ سنوات ثلاث، لإنتاج عسل حلو يخفف عنهن مرارة الحياة نتيجة الظروف الصعبة وأولها ظرف الاحتلال.