الأربعاء 31 أغسطس 2016 / 16:04

بوتين يحضر مفاجأة كبيرة في أكتوبر ... استغلال لمفترقات خطيرة

توقّع الكاتب دانا ميلبنك أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طور الإعداد لمفاجأة سياسية كبرى في الخريف المقبل.

الحملات الروسية في نشر المعلومات الخاطئة تعود إلى زمن الحرب الباردة

وعبّر ميلبنك عن الأسباب التي جعلته يطلق مثل هذا التوقع في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، حيث كتب أنّ الروس "أعطونا لمحة في أغسطس (آب) عن مفاجأة محتملة في أكتوبر (تشرين الأول)". ولفت إلى أنّ الأمريكيين علموا في بداية هذا الصيف، أنّ قراصنة سيبيريين، يُعتقد بكونهم على صلة وثيقة بالكرملين، قد سرقوا البريد الإلكتروني للجنة الوطنية الديموقراطية. ونقل ما ذكرته ليل الإثنين الماضي، زميلته في الصحيفة نفسها إيلين ناكاشيما، عن قراصنة إلكترونيين من روسيا إستهدفوا أنظمة تسجيل الناخبين في أمريكا، لافتة إلى أنه "في جهد ظاهر لتعزيز الترشح الرئاسي لدونالد ترامب، هم يسرّبون ما يعتقدون أنه أكثر الوثائق ضرراً عند مفترقات خطيرة في الحملة".

الهفوة التي ارتكبها القراصنة

وتطرق ميلبنك أيضاً إلى كيفية تلاعب الروس بالمعلومات المسروقة قبل إعادة نشرها. وفي هذا المجال، نقل عن الكاتب إلياس غرول في مجلّة فورين بوليسي الأمريكية تأكيده أنّ القراصنة أخطأوا الأسبوع الماضي: لقد نشروا النسخ الأصلية لثلاثة مستندات على الأقل ونسخها المعدّلة. و "هذه المستندات التي سُرقت من مؤسسات المجتمع المفتوح التابعة لجورج سوروس، عُدّلت من قبل قراصنة لخلق الإنطباع الخاطئ بأنّ الناشط الروسي المناهض للفساد ألكسي نافالني كان يُموَّل من سوروس". وأضاف أنّ مجموعة قراصنة مقربة من روسيا تُدعى سيبر بيركت أقحمت اسم نافالني وكميات وهمية من الدولار ثمّ لفّقت الصياغة.

سؤال وأجوبة محتملة
بالنسبة إلى الصحافي، ترفع هذه الحوادث نسبة "احتمال مثير للإهتمام" طرح انطلاقاً منه السؤال التالي: "هل تحضّر تعاونيات بوتين لنشر الوثائق المعدّلة للّجنة الديموقراطية الوطنية عشية الإنتخابات الرئاسية؟" يجيب ميلبنك أنّ قراصنة بوتين قد يُظهرون أنّ مؤسسة كلينتون كانت تموّل داعش، أو تبيان المستندات أنّ كلينتون لم تبالِ بشأن الأمريكيين الذين ماتوا في بنغازي. وربّما ستظهر أنّها فقدت معظم وظائفها الدماغية منذ عدّة سنوات وهي تتكل على أنتوني ونير لاتخاذ جميع قراراتها.

روسيا.. تاريخ طويل من التضليل

يشدّد ميلبنك على أنّ الحملات الروسية في نشر المعلومات الخاطئة تعود إلى زمن الحرب الباردة. "تصوير السوفيات على أنّ الأيدز (مرض نقص المناعة المكتسب) هو مؤامرة من السي آي آي (وكالة المخابرات المركزية الأمريكية) كان مسألة كلاسيكية. لكنّ هذا النمط من الحرب السيبيرية – قرصنة البريد الإلكتروني، والآن، تعديل ونشر الوثائق المستخدمة - هو تصعيد روائي". وأضاف أنّه من المغري التساؤل عن اختلاف سيرورة الحرب الباردة لو عاش قراصنة اليوم في ذاك العصر. "لن نعرف أبداً، طبعاً، لأنّ الاتحاد السوفياتي قد اِنهار قبل اختراع آل غور للإنترنت".

جنود الأطلسي سيغتصبون الأسوجيّات!
ويبدي الكاتب تأكده من أن "حروب التضليل" الروسية تنشط أكثر من أي وقت مضى. ويستشهد بما كتبه نيل ماكفاركوهار في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن محاولات روسية لتقويض شراكة أسوج (السويد) العسكرية مع دول حلف شمال الأطلسي(الناتو). فالحملة تنشر معلومات خاطئة عن وجود مخزن لأسلحة نووية سرية في أسوج وأن جنود الأطلسي يستطيعون اغتصاب النساء الأسوجيات من دون عقوبة.

القرصنة في روسيا.. باب للوظيفة؟
من ناحية أخرى، أشار ميلبنك إلى أنّ بوتين تدخل في السياسات الداخلية الفرنسية والهولندية والبريطانية، بالإضافة إلى دول أخرى، عبر مساعدة الأحزاب السياسية المتطرفة لزعزعة هذه الدول. "يبدو أنه يفعل الآن الشيء نفسه في الولايات المتحدة"، ليس فقط عبر قرصنة بريد اللجنة الوطنية الديموقراطية أو أنظمة تسجيل الناخبين، بل أيضاً عبر توظيف متصيّدين على الشبكة العنكبوتية وفرضهم على التويتر ومواقع تواصل اجتماعي أخرى، على أنهم مؤيدون أمريكيون لترامب، كما نقل الصحافي عن بعض التقارير.

دليل واحد على الأقل
وبعد إشارته إلى أنّ البيئة الإعلامية التنافسية الواسعة في أمريكا تجعلها عرضة للتقنية التي استخدمها القراصنة الروس في قضية سوروس، ركّز ميلبنك على أنّه إذا قرصن هؤلاء وثائق تتعلق بكلينتون ثمّ زيّفوها ونشروها في أواخر أكتوبر، على افتراض، فلن يكون هنالك أي فرصة للتحقيق في إمكانية أن تكون تلك الوثائق قد تعدّلت أم لا. وأضاف أنّه لا يعلم ماذا خطّط قراصنة بوتين لهذا الخريف، أو إذا ما كانوا قد خطّطوا لأي شيء في الأساس. "لكنّ وثائق سوروس المتلاعب بها يمكن أن تكون دليلاً".