الأحد 25 سبتمبر 2016 / 14:49

داعش يتكيف... جناح خطير وهرمية معقدة للضرب في الخارج

تناولت بريجيت مورينغ، محللة مخاطر في فالينس غلوبال في واشنطن، شركة استشارية تركز على تهديدات دولية تمثلها جهات متشددة غير حكومية، مسألة تواصل داعش مع عملاء له في الخارج لتنفيذ هجمات، قائلة إنه على رغم تعرضه لهزائم متلاحقة، وفقدانه مساحات واسعة من الأراضي، أثبت داعش أنه تنظيم يستطيع التكيف بسرعة مع أية تحولات طارئة، مستخدماً أساليب عدة رداً على ضغوط خارجية.

رغم القليل المعروف عن ذلك الجناح الخطير، فقد استدل محللون، شيئاً شيئاً، على هرمية قيادته

وتشير الكاتبة إلى أنه مع فقدانه عدداً من أبرز قياداته في ضربات جوية أمريكية، بدأ داعش، وبشكل متزايد، في الاعتماد على "مخططيه الافتراضيين"، أي عناصر يعملون في فضاءات معتمة عبر الإنترنت، لتنسيق هجمات خارجية.

عمليات كبرى
وتلفت مورينغ إلى أنه منذ بداية عام 2015، بدأ التنظيم التخطيط لعمليات كبرى ضد الغرب، حيث يصب اهتمامه الرئيسي على أوروبا. وكما اتضح بمرور الوقت، لم تكن استراتيجية داعش بشأن عملياته الخارجية عشوائية، بل كانت أساليبه محكمة ومدبرة ومنظمة بدقة وفق توجيهات أحد أجنحته، الأمن الخارجي.

ورغم القليل المعروف عن ذلك الجناح الخطير، فقد استدل محللون، شيئاً شيئاً، على هرمية قيادته.

قادة ميدانيين
وتنقل الكاتبة عن أبو خالد، منشق عن داعش، أن أبو محمد العدناني، المتحدث سابقاً باسم التنظيم، والذي قتل مؤخراً، كان رئيساً للأمن الخارجي. وأما قائد العمليات الخارجية فهو أبو سليمان الفرنسي، ولا يعرف عنه سوى أنه فرنسي الهوية. وتأتي بعد الفرنسي مجموعة من القادة الميدانيين الذين يتولون تنفيذ مهام خارجية بدءاً من أوروبا وصولاً إلى جنوب شرق آسيا. وتوكل عادة إلى قادة ميدانيين مهمات خاصة من أبناء مناطق خارجية يجيدون لغاتها، ما يساعد داعش على تكوين صورة أوسع عن طبيعة المكان المستهدف ورسم خططهم الجهنمية.

كادر أقل شهرة
وهناك، كما تقول مورينغ، كادر خارجي أقل شهرة من قادة الأمن الخارجي، ويضم المخططين الفعليين، من المسؤولين عن رسم وتوجيه عدد من المكائد التي صنفت خطأ على أنها هجمات "ذئاب متوحدة".

وافترض محللون أن عمليات نفذها مهاجم أو اثنان، هي من نوعية العمليات التي وجَّه العدناني بتنفيذها في سبتمبر( أيلول) 2014.

افتراض شائك
وترى الكاتبة أن تلك الفرضية صعبة التصديق، بل هي شائكة، لأنها تؤدي للتقليل من أهمية استراتيجية داعش الخارجية الأوسع، وتتجاهل التركيبة المعقدة التي يتم عبرها تنظيم عملياته. وفي هذا السياق، لا يتوفر أي دليل على أن أحمد خان رحماني، الذي نفذ الهجوم الأخير في نيويورك، مرتبط بداعش، أو أنه مرتبط بخلية أوسع.

توفير تقنيات ومعلومات
واستنجت مورينغ أن ثمة مخططين افتراضيين يخدمون داعش، داخل سوريا العراق، وهم يطلبون النصيحة والدعم من أنصار لهم يقيمون في دول بعيدة، ممن عبروا عن رغبتهم بتنفيذ هجمات، ولكنهم يفتقرون للمعرفة التقنية، أو العملاتية.

ولفتت إلى أن تعبئة وتحريك أنصار داعش، ممن يعيشون في الغرب، له فوائده البينة، لأنه يوفر للتنظيم الفرصة لتوجيه مؤيديه عبر تطبيقات مشفرة، مثل تيليغرام وواتس آب، ما يجنب مخاطر مرتبطة بتدريبات وإرسال عملاء خارج سوريا.

مكون رئيسي
وترى مورينغ أن هذه الاستراتيجية تحولت لمكون رئيسي لأهداف التنظيم دولياً. فقد ادعى أحد المنشقين عن داعش بأن التنظيم وصل إلى درجة ثني مقاتلين أجانب عن الالتحاق بقوات التنظيم في الشرق الأوسط أو أفريقيا، وتوجيههم "للبقاء حيث هم في بلدانهم بانتظار شيء ما سيتم تنفيذه هناك".

نصيحة
وتلفت الكاتبة إلى أن تلك النصيحة قدمها أحد أخطر مخططي داعش الافتراضيين، رشيد قاسم، وهو جهادي فرنسي (29عاماً) يعمل على استقطاب وتوجيه أنصار داعش في أوروبا من مكانه في منطقة خاضعة لحكم التنظيم.

وظهر قاسم في فيلم دعائي، وقال لأنصار داعش: "مزقوا بطاقات سفركم إلى تركيا، فإن الجنة تحت أقدامكم".

وثبت أنه كان لقاسم صلات مع منفذي هجمات باريس في العام الماضي، وبلجيكا في ربيع العام الجاري. ويعتقد أنه ما زال يوجه أنصار التنظيم في فرنسا، كما ثبت مؤخراً عند اعتقال السلطات الفرنسية لمجموعة من النساء كن يخططن لتفجير سيارة بالقرب من كاتدرائية نوتردام في باريس، بأمر من قاسم.