الأحد 25 سبتمبر 2016 / 14:55

أوباما أخفى عن البنتاغون الدفعات النقدية لإيران

24- زياد الأشقر

كتب إيلي لايك في موقع بلومبرغ الأمريكي أنه من الممكن أن يعتقد المرء أن الرئيس باراك أوباما قد طلب من مسؤوليه العسكريين الكبار أن يقيموا قرار إدارته في يناير (كانون الثاني) الماضي إرسال 400 مليون دولار نقداً إلى إيران. فمع أن إيران هي الدولة الأكثر رعاية للإرهاب في العالم، يفضّل الإرهابيين الأموال النقدية على الدفع بوسائل أخرى، لأنه من الصعب ملاحقة هذه الأموال، والقوات المسلحة الإيرانية تهدد بشكل مباشر وغير مباشر القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.

أعضاء رئيسيين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بينهم رئيس اللجنة السناتور بوب كوركر لم يكونوا على علم بتحويل أموال إلى إيران عبر نظام الدفع الآلي

لكن لايك يؤكد أن أوباما ووزير الخارجية جون كيري لم يستشيرا وزير الدفاع آشتون كارتر ولا رئيس هيئة الاركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزف دانفورد في هذه المسألة.

نزاع قانوني
وأثيرت هذه المسألة الخميس خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي. ورداً على سؤال من السناتور تيد كروز عن دفع أموال لإيران، أكد كارتر أنه كان خارج هذه الحلقة، مضيفاً: "لم نكن جزءاً من هذا... كان ذلك جزءاً من تسوية نزاع قانوني عمره عقوداً بين الولايات المتحدة وإيران حول صفقات تسلح... أنا لا أعلم بكل هذه التفاصيل، ورئيس هيئة الأركان وأنا لم نكن جزءاً من هذا. إنه قرار اتخذ من أجهزة إنفاذ القانون والديبلوماسيين وأحيلك عليهم".

وعندما سئل دانفورد عن دفع الأموال النقدية، أجاب: "لا أحاول المراوغة لكنني لا أعلم بتفاصيل ذلك الترتيب، وكان في الحقيقة قراراً سياسياً اتخذ لدفع المال، ولا أعتقد أن من المناسب أن أعلق على ذلك".

وأبلغني الناطق الصحافي في البنتاغون كريستوفر شيرود بعد ذلك بالمعلومات ذاتها قائلاً: "لقد أُنجز ذلك بواسطة الإدارة. ولم يكن لوزارة الدفاع علاقة بذلك".

أهمية

وفي رأي لايك أن هذا الأمر يكتسب أهمية لأسباب عدة. فللذين لا يعلمون بالأمر، ورداً على الأسئلة المتكررة حول دفع الأموال، التي تصادفت مع صفقة معقدة لإطلاق أمريكيين محتجزين في إيران، فقد دافعت وزارة الخارجية الأمريكية عن القرار بالقول إنه قد اُتخذ عبر الوكالات. وفي إيجاز صحافي في 4 أغسطس (آب)، سئل نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر عما إذا كان تم دفع الأموال لإيران عبارة عن فدية، فأجاب قائلاً: "هناك دائماً نقاش بين الوكالات حول أي قرار مثل هذا، وكل وكالة لها علاقة بالأمر تجري تقويماً".

لجنة العلاقات الخارجية

وأوضح لايك أن الكشف عن أن البنتاغون لم يشارك في عملية اتخاذ القرار، أتى عقب تقارير تحدثت عن أن بعض المشرعين على الأقل لم تتم إستشارتهم في شأن دفع الأموال لإيران. وهذا الأسبوع، كشفت صحيفة ويكلي ستاندرد أن أعضاء رئيسيين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بينهم رئيس اللجنة السناتور بوب كوركر لم يكونوا على علم بتحويل أموال إلى إيران عبر نظام الدفع الآلي، حتى بعد إعلان أوباما الشهر الماضي أنه كان على الولايات المتحدة إرسال الأموال نقداً إلى إيران لأن نظام الدفع الآلي ليس متاحاً.

المصارف الإيرانية

ونشرت صحيفة بوليتيكو هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة تضخ أموالاً نقدية إلى المصارف الإيرانية قبل أن تنقل الأموال بالطائرة إلى إيران.

ورأى لايك أن الكشف عن هذه المسألة مثال آخر على الطريقة التي نأى بها القادة العسكريون الأمريكيون بأنفسهم عن ديبلوماسية كيري في الشرق الأوسط. وبالكاد يخفي قادة عسكريون معارضتهم لخطة كيري الأخيرة حول وقف النار في سوريا التي كان يفترض أن تؤدي إلى تعاون أمريكي مع روسيا في إنتقاء أهداف من أجل قصفها لو كان وقف النار قد صمد أسبوعاً. لكنه لم يصمد.

وقال دانفورد الخميس إنه ليست لدى البنتاغون خطط لمشاركة روسيا في أي معلومات استخباراتية.