قيادات الإخوان في السجن(أرشيف)
قيادات الإخوان في السجن(أرشيف)
الأحد 25 سبتمبر 2016 / 17:56

رسالة مسربة من سجن "العقرب" تطالب الإخوان بالاعتذار رسمياً عن العنف

24 ـ القاهرة ـ عمرو النقيب

كشفت مصادر خاصة أن عناصر جماعة الاخوان بالسجون المصرية، يعيشون حالة من الخلاف الشديد بينهم، نتيجة انقسامهم حول الوضع في الخارج بين مؤيد ومعارض لقرارات الجبهة التاريخية بقيادة القائم بأعمال المرشد الدكتور محمود عزت ، وخلافها المتصاعد مع جبهة الدكتور محمد كمال.

وأوضحت المصادر لـ24، أن "إخوان السجون" منقسمون بشدة حوال الكثير من القرارات التي اتخذتها قيادة الاخوان في القاهرة، وحول الأزمة الدائرة بين الجبهتين، والحرب المشتعلة بينهما، مع عدم مراعاة الظروف التي يمر بها "إخوان السجون"، وما يتم بشأنهم للوصول إلى اتفاق أو حوار مع النظام المصري، للإفراج عن هؤلاء بأي ضمانات.

وأكدت المصادر أن بعض "إخوان السجون" أرسلوا رسالة خاصة إلى القائم بأعمال المرشد، وجموع الإخوان داخل وخارج مصر، تم تسريبها من داخل سجن العقرب بالقاهرة، طالبوا فيها قيادات الجماعة داخل السجون وخارجها بتقديم اعتذار رسمي مكتوب وغير مشروط إلى الدولة المصرية شعبا وحكومة، والاعتراف بثورة 30 يونيو، والتأكيد على أنها ثورة حقيقية وامتداد لثورة 25 يناير.

وطالبت الرسالة التي حصل 24 علي نسخة منها، بضرورة احترام أحكام القضاء المصري، وأن يقدم الرئيس الأسبق محمد مرسي، اعتذاراً للشعب المصري عن الكوارث التي تسبب فيها، والفتنة التي لحقت بالشعب المصري والمنطقة العربية جراء استخفافه بما حدث من الجماعة وقياداتها، وأن يعلن أن شرعيته المزعومة سقطت بخروج الشعب المصري عليهم

كما طالبت الرسالة المسربة من داخل سجن العقرب، القيادة الحالية للإخوان بالكف عن الصراع عن سلطة الجماعة، وضررة خروجها على الملأ لتعلن للشعب المصري اعتذارها بشكل رسمي عن اللجوء للعنف، وأن الدماء التي سالت في رابعة في رقبتهم، وأنه لولا استعلائهم لما سالت علي أرض مصر نقطة دماء واحدة.

وأفادت المصادر أن الخلاف داخل السجون مشتعل حول قرارات المصالحة مع النظام المصري، وحول فكرة عودة مرسي للحكم، وحول مشاركة التنظيم في الحياة السياسية، وحول ضرورة إقصاء الوجوه القديمة عن سدة الجماعة وسلطتها، لاسيما أنها تعتبر سببا رئيسيا في الحالة التي وصلت لها الجماعة من الانهيار والفوضي .

وأشارت المصادر إلي أن "إخوان السجون" منقسمون إلي عدة فرق، منهم من يطالب بالمصالحة ومنهم من يرفضها بشكل تام، ومنهم من يعترف بشرعية مرسي، ومنهم من يقر بأخطاء الجماعة في حق الشعب المصري، ويعترف بشرعية ثورة 30 يونيو، وأن منهم من يقدر تحركات الجبهة التاريخية ، بقيادة محمود عزت وإبراهيم منير، ومنهم من يقر بشرعية جبهة محمد كمال ومواجهة قوات الجيش والشرطة المصرية .

من جهته، أشار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية محمد كامل، إلى أن الإخوان داخل السجون ليسوا بعيدين عن الخلافات الدائرة في الخارج، وحالة التخبط الشديدة التي يشهدها التنظيم منذ سقوط حكم الجماعة.

وأكد كامل لـ24، أن هذه الرسالة ليست الأولى لكنها متكررة بشكل مستمر، حيث أرسل الكثير من الإخوان داخل السجون العديد من الرسائل التي يعاتبون فيها قادتهم علي ما وصلوا إليه من انهيار، مع انشغالهم بالخلاف عنهم، وعن ظروف أسرهم خارج السجون.

وأفاد كامل أن غالبية الرسائل المسربة تؤكد دائماً، حتمية المصالحة مع النظام المصري حتى يتسنى لهم الخروج من السجون والمعتقلات، وأنه لا يجب أن يدفعوا وحدهم فاتورة العنف الذي لجأ اليه التنظيم في الدفاع عن حقه في الاستمرار في الحكم حتي ولو علي حساب الشعب المصري، وأن عليهم أن يتحركوا ويتركوا المكاتب المكيفة ويقدموا المبادرات التي تتيح لهم الخروج من خلف جدران السجون كي يستطيعوا ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

ولفت كامل إلى أن معظم الرسائل تذهب إلى محمود عزت وجبهته لتصدرهم السلطة داخل التنظيم، ولاعتمادهم فكرة الهدنة مع الدولة المصرية، على العكس من جبهة محمد كمال التي تسعى لإشعال المواقف، ومن ثم دائماً يهيب "إخوان السجون" برجال محمود عزت في تنفيذ مبادرات الصالح مع النظام المصري، ولم يبعثوا برسائلهم إطلاقاً عبر الوسطاء من داخل السجون إلى جبهة الشباب المتمرد على الوضع الحالي داخل الجماعة.