الإثنين 26 سبتمبر 2016 / 15:26

كلينتون "ستمسح الأرض" بترامب ولكن...

لم يتبقَّ إلّا وسيلة واحدة فقط كفيلة بمنع دونالد ترامب من الوصول إلى البيت الأبيض، بحسب اعتقاد الصحافي جوناثان فريدلاند.

إذا استطاع ترامب التكلم من خلال "جمل مترابطة ومبهمة، ولم يرسل شتيمة مهينة للنساء إلى كلينتون"، عندها سيقول المدافعون عنه إنّه بدا "رئاسياً" ومستحقاً للفوز

فاللحظة الحاسمة في هذا السباق بالنسبة إلى الكاتب في صحيفة غارديان البريطانية، قد تحلّ ليلة الإثنين. حينها، سيواجه دونالد ترامب منافسته هيلاري كلينتون في "ما يُتوقّع له أن يكون واحداً من أكثر الأحداث متابعة في تاريخ التلفزيون". لذلك، يترقّب فريدلاند أن تكون النقاشات المتلفزة الفرصة الأخيرة لكلينتون كي تقنع الأمريكيين بأنّ هذا الرجل "غير مؤهل وغير مستحق" للرئاسة.

ويعترف الصحافي بكون مصدر القلق لا يتأتى من الاستطلاعات الوطنية، حيث تتقدم كلينتون ببضع نقاط، إنما من مسح الآراء في الولايات التي تقرر نتائجها مصير الرئاسة. وأشار إلى أن استطلاعات الرأي التي جرت الأسبوع الماضي، وضعت ترامب في المقدمة داخل كلّ من أوهايو، نيفادا، كارولاينا الشمالية وفلوريدا.

هل يكفيه عدم الشتم كي ينجح؟

يذكر فريدلاند أنّ التوقعات بشأن أدائه يوم الإثنين هي متدنية بشكل عام، حيث ستقوم منافسته، "مناظِرة متمرّسة، بتمسيح الأرض به". لكن على الرغم من ذلك، إذا استطاع ترامب التكلم من خلال "جمل مترابطة ومبهمة، ولم يرسل شتيمة مهينة للنساء إلى كلينتون"، عندها سيقول المدافعون عنه إنّه بدا "رئاسياً" ومستحقاً للفوز.

نصيحة لكلينتون
ويشير الصحافي من جهة أخرى، إلى أن كلينتون تتجه إلى النقاش الأهم لها، لكنه نقاش غير خال من العوائق. وأسديت النصائح إليها كي لا تقاطع ترامب كثيراً أو تتحدّث في نفس الوقت الذي يتحدّث فيه، إذ سيكون رد الفعل لدى الناخبين سلبياً عندما يرون امرأة تتصرّف بهذا الشكل. وهذا أمر لم يكن ليقلق منه باراك أوباما أو زوجها بيل. ومع ذلك، يسأل فريدلاند عن الكيفية التي ستتعامل كلينتون من خلالها مع مرشح "يكذب ويكذب ويكذب".

الغريزة قد تسعف ترامب
إذا وصفته بالكاذب، سيردّ عليها عبر تذكيرها بقضية بريدها الإلكتروني، ويصفها بكونها "غير صادقة" وهو يعلم أنّ حوالي 60% من الأمريكيين يعتقدون بأنها غير أهل للثقة بحسب الكاتب. وأضاء الأخير على مشكلة أخرى تتعلق باستخدام ترامب لتجربتها وخبرتها ضدّ مصلحتها بحيث يصورها كالشخص "الممل" الذي يظنّ أنه يعرف كل شيء في مواجهة الرجل "المسلي" الذي يعتمد على "حسن الغريزة المعوية القديمة".

عنصر الشباب.. مُقلق
ويقارن فريدلاند المشهد الإنتخابي الحالي بذاك الذي حصل سنة 2000، حيث كان آل غور أكثر جهوزية من جورج بوش الابن لمنصب الرئاسة، إلّا أن بوش حينها قدّم أداء أفضل على الشاشة. من جهة أخرى، يلفت الكاتب النظر إلى أنّ استطلاعات الرأي تظهر أنّ ملايين الناخبين، وخصوصاً الشبان، يجدون ترامب عنصرياً وجندرياً وغير أهل للرئاسة الأمريكية، ولكنهم يرفضون دعم كلينتون. وينقل عن استطلاع رأي أجرته جامعة كوينيبياك الأمريكية أشار إلى أنّ الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً يؤيدون كلينتون بنسبة 31% وغاري جونسون عن الحزب الليبيرالي بنسبة 15% ومرشحة حزب الخضر جيل ستاين بنسبة 15%. ويجزم الكاتب بأن ترامب سيفوز لو تطابقت هذه الأرقام مع تلك التي ستصدر يوم الانتخابات.

والمقارنات مع العام 2000 مقلقة أيضاً
ويعود فريدلاند إلى سنة 2000، ليذكّر بأنّ كتلة من اليسار، صغيرة لكن مؤثرة، صوتت لصالح رالف نادر عوضاً عن آل غور. أكثر من 90 ألفاً صوتوا لنادر في فلوريدا، الولاية التي خسرها غور بفارق 537 صوتاً. حتى لو صوّت قسم صغير من الذين اختاروا نادر لصالح غور "لما كانت هنالك رئاسة بوش – ولا حرب العراق". إنطلاقاً من هنا، يشير فريدلاند إلى كون القاعدة الأساسية واضحة في بلد ثنائي الأحزاب كأمريكا. "إن أردتم أن توقفوا ترامب، فلن يفي صوتٌ لجونسون أو لستاين بالغرض. فقط، صوتٌ لكلينتون يمكنه تفادي أن يكون متعصب قومي أبيض رئيساً مقبلاً للولايات المتحدة".

هي كلّ ما يقف بينكم وبين الكابوس
يصف فريدلاند هذه الانتخابات ب"الإستثنائية" لأن دونالد ترامب يمثّل "تهديداً إستثنائياً" لأمريكا والعالم. "إنّها بالفعل إستفتاء على ترامب، والطريقة الوحيدة للتصويت بلا هي بالتصويت لكلينتون". وأضاف الكاتب: "قد لا تكون مرشحة أحلامكم، لكنّها كل ما يقف بينكم وبين كابوس أمريكي".