لاجئون في أوروبا(أرشيف)
لاجئون في أوروبا(أرشيف)
الإثنين 26 سبتمبر 2016 / 15:28

هل تنجح أوروبا في إقامة مدينة للاجئين على الساحل الليبي؟

24 ـ القاهرة ـ أكرم علي

على الرغم مما شهدته ليبيا طوال السنوات الخمس الماضية من هشاشة في الأمن والاقتصاد والسياسة، إلا أن بعض الدول الأوروبية اقترحت إنشاء مدينة ضخمة للائجئين على الساحل الليبي، فهل يمكن أن تقبل حكومة وبرلمان ليبيا أو الدول العربية المجاورة والمنخرطة هذا الحل؟

الاقتراح جاء تحديداً، من رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الذي يبدو أنه أراد أن يتخلص من أزمة اللاجئين بتصديرها للجانب الليبي، وإبعادها عن القارة التي يحلم بدخولها ملايين المهاجرين، إلا أن الاقتراح اعتبره مراقبون للوضع في ليبيا صادماً، ويكشف عن النظرة الأوروبية للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط.

ومن جانبه، أكد مجلس النواب الليبي محمد الرعيض، أن هذا الاقتراح الخاص بإنشاء مدينة للاجيئن على الساحل الليبي لن يلقى قبول أحد في ليبيا إطلاقاً ولا في الدول العربية الاخرى، لأنه يزيد العبء على الدولة التي تسعى لإعادة الإعمار وترتيب النظام السياسي الحاكم في البلاد.

وأوضح الرعيض في تصريحات لـ24، أن مجلس النواب الليبي وحكومة الوفاق الوطني لن تتعامل مع تلك الفكرة إطلاقاً، لأن هناك أولويات أمامها تجعلها مشغولة عن حل أزمة تعاني منها الدول الأوروبية، التي يؤى أنها يجب أن تتعامل معها بدلاً من وضع أعباء جديدة على الدولة الليبية.

فيما أكد مسؤول في الخارجية المصرية، أن الجانب المصري لن يدعم هذه الفكرة إطلاقاً والتي لا تلائم الوضع في ليبيا حالياً، موضحاً أن هناك أفكاراً كثيرة أخرى يمكن أن يلجأ لها الاتحاد الأوروبي.

وأوضح المسؤول في تصريحات لـ24، أن الجانب الأوروبي يمكنه تقديم التمويل اللازم لايجاد فرص عمل للمهاجرين الراغبين في التوجه لأوروبا، وأن تعمل على زيادة فرص العمل داخل بلادهم أولى من التفكير في الهجرة، كما أنه يمكن زيادة فرص المنح الدراسية والهجرة الشرعية خاصة في البلدان الأوروبية التي تعاني من الانخفاض السكاني من فئة الشباب.

ودعت المجر إلى إنشاء مدينة ضخمة للاجئين على الساحل الليبي، للتعامل مع طالبي اللجوء الأفارقة قبل وصولهم إلى أوروبا.

وفي كلمة له أمام قمة اللاجئين في فيينا أمس الأول، اقترح رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، أن تدير الحكومة الليبية الجديدة هذه المدينة، مطالباً ببذل الجهد من أجل إخراج اللاجئين من أراضي الاتحاد الأوروبي، مشدداً على أن بلاده لم تغير موقفها تجاه اللاجئين بطريقة غير شرعية، مؤكداً ضرورة حماية حدود بلاده وتعزيز الأسلاك الشائكة لمنع دخول اللاجئين للأراضي المجرية.

وخرجت قمة اللاجئين التي استضافها رئيس وزراء النمسا كريستيان كيرن، برسالة واضحة مفادها انتهاء سياسة الترحيب باللاجئين في أوروبا إلى غير عودة، واستبدالها بتوجه جديد هدفه تشديد الرقابة على حدود منطقة شينجن الخارجية، ومنع تسرب اللاجئين عبر طريق غرب البلقان، وتقديم المساعدات إلى الدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين والعراقيين ودول عبور اللاجئين.

وبعد انتهاء أعمال القمة كانت هناك إشارة واضحة على التحول الذي طرأ على سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه اللاجئين، حيث أكد الزعماء أن "القمة حققت تقدماً في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية"، وكشفوا عن العمل على تحقيق وقف الهجرة غير الشرعية بقدر الإمكان.