أليسيا ماشادو
أليسيا ماشادو
الأربعاء 28 سبتمبر 2016 / 00:53

ملكة جمال سابقة: ترامب وصفني بـ"الخنزيرة" و"آلة الأكل"

24 - راما الخضراء

أصبحت ملكة جمال الكون السابقة الفنزويلية الأصل أليسيا ماشادو مواطنة أمريكية في الوقت المناسب، لتستخدم جنسيتها بالتصويت ضد المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب.

وأثناء مناظرة ترامب مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وقع الملياردير الذي كان ينظم مسابقات ملكة جمال الكون في فخ نصبته له منافسته الشرسة، عندما ذكرت أنه انتقد الفائزة باللقب لعام 1996 بسبب ازدياد وزنها، وأطلق عليها عبارة "الآنسة بيغي" وهو اسم خنزيرة في "استعراض الدمى"، للدلالة على حبها للطعام.

وقالت كلينتون خلال المناظرة "الفتاة تملك اسماً وهو إليسيا ماشادو، وأصبحت مواطنة أمريكية، وتأكدوا أنها ستصوت في نوفمبر (تشرين الثاني)"، وفي الأثناء كان فريقها ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي شريط فيديو تحدثت فيه مشادو.



وعوضاً عن تجاهل الجدل، رد ترامب على قناة "فوكس نيوز" الثلاثاء بقوله "كان الأمر مستحيلاً، كان وزنها ازداد كثيراً وشكل ذلك مشكلة حقيقية".

والتقت صحيفة "غارديان" البريطانية، ملكة الجمال السابقة، لتحكي قصتها "المهينة" مع الملياردير.

أصول المشكلة
في مايو (أيار) عام 1996، كانت ملكة جمال فنزويلا في 19 من العمر فقط، عندما توجت بلقب ملكة جمال الكون في المسابقة التي كانت تم شراؤها مؤخراً من قبل قطب الأعمال في مانهاتن دونالد ترامب.

وتلك السنة كان ينبغي أن تكون الأسعد في حياة إليسيا، وعن ذلك تقول "أتذكر عناق أمي وأني قلت لها حينها إن حياتنا تغيرت إلى الأبد".



لكن كل ذلك تحطم بعد وقت قصير من الفوز، إذ اكتسبت الفتاة بعض الكيلوغرامات، مما دفع ترامب لتحويل ما كان ينبغي أن يكون "عامها الذهبي" إلى أكثر الأعوام اضطراباً في حياتها.

ووفقاً لماشادو فإن الأمر لم يتوقف على مجرد فضحها عبر وسائل الإعلام حول اكتساب الوزن، ووصفها "بالخنزيرة" و"آلة الأكل" و"البدينة" علانية، إلا أنه أجبرها على اتباع نظام غذائي قاسٍ والتقاط صور أثناء التمارين الرياضية وإلا فإنه سيجردها من اللقب والمزايا المرافقة.



ووفقاً للصحيفة، فإن العدالة تحققت أخيراً للحسناء الفنزويلية، إذ أن تصريحات المرشح الجمهوري العنصرية حول وزن ماشادو لاحقته إلى المناظرة، وقد تكون سبباً يحول دون آماله بدخول البيت الأبيض.

ورقة رابحة
خلال مناظرة وصفت بأنها الأكثر مشاهدة في تاريخ الرئاسة، لفتت هيلاري إلى أن وصف ترامب ماشادو بـ"ملكة جمال الخادمات"، في إشارة إلى أصولها اللاتينية، كمثال ساطع على نظرته المهينة للمرأة.

وكانت ورقة هيلاري الرابحة، مشاهد تظهر أليسيا في الحضيض في يناير (كانون الثاني) عام 1997، عندما أجبرها ترامب على اتباع نظام غذائي وممارسة نظام صارم، وأدخل عليها داخل صالة للرياضية في مدينة نيويورك عشرات المصورين دون علمها، الذين تجمعوا لالتقاط صورها تقفز على الحبل وترفع الأثقال وتمارس التمارين الشاقة، فيما يظهر ترامب بدور الأب الاستعراضي، يقبل ماتشادو على وجنتيها بينما كانت تخفي إهانتها خلف ابتسامتها.



وعن ذلك تقول: "شعرت كأني فأر داخل قفص، يركض على عجلة من أجل إمتاع الآخرين، كنت في الصالة الرياضية مثل الفأر تماماً، كانوا يصرخون أنظروا كيف تتمرن، كيف تقفز على الحبل، وكيف تمارس الرياضة!".

وقال ترامب في تصريحات لوسائل الإعلام حينها "كان وزنها 118 أو 117 باوند، والآن يصل إلى 170 باوند، من الواضح أنها شخص يحب الأكل".



وذكرت ماشادو أن الأرقام التي ذكرها ترامب غير صحيحة، وأنها لم تكسب سوى جزء ضئيل من هذا الوزن، لكنها لم تجرؤ على التصحيح له، إذ كانت خائفة بالفعل من تجريدها من لقبها إذا لم تتبع طريقته في تخسيس الوزن.

ولم تفقد ماشادو لقبها أبداً، لكنها فقدت صحتها لبعض الوقت، ورغم من أنها لم تعاني من اضطرابات أكل قبل اشتراكها في المسابقة، إلا أنها كافحت بعد تصريحات ترامب المهينة من فقدان الشهية والشره المرضي، واستغرق الأمر 5 سنوات قبل أن تعافى تماماً، والآن تأمل في تساهم قصتها بمساعدة المراهقين على الاقتناع بأجسادهم.



دعم كلينتون
وتوضح ماشادو "لا يهم ما يقوله الآخرون لك عن شكلك، أنت أكثر من بعض الوزن، ربما ازداد وزنك قليلاً، أو كنت قصيراً أو طويلاً، أو أنك أسود أو أبيض البشرة، أو نحيفاً أو سميناً، أيا يكن، قيمتك تكمن في عملك، وكيف يشعر الآخرون من حولك".

وأضافت "في هذه اللحظة بعد 20 عاماً، الشيء الوحيد الذي أريد أن أقوله هو أني شخص سعيد حقاً، أنا شخص ناجح جداً ولدي عائلتي وابنتي ومسيرتي وأحلامي وأفكاري"، وأردفت "ترامب لا يمكن أن يكون رئيساً للولايات المتحدة".



وتعهدت ملكة الجمال السابقة بالتصويت إلى كلينتون، كما تحاول استغلال نجوميتها بين الناخبين اللاتينيين، لدفعهم للتصويت للمرشحة الديمقراطية.

وقال متحدث باسم كلينتون "إليسيا ماشادوا شهدت بعينيها التأثير الخطير لخطاب ترامب البغيض على الناس".



وأردف "ونظراً لذلك، ولكونها تحظى باحترام في مجتمع لاتيني لعملها مع المنظمات الحقوقية والإنسانية، أصبحت أليسيا صوت لا يقدر بثمن في حملتنا للمساعدة في حشد اللاتينيين ضد برنامج ترامب الانتخابي المتعصب، ولتثقيف المجتمع حول خطط هيلاري لبناء أفضل مستقبل لهم".