فاز رابين وبيريز وعرفات بجائزة نوبل للسلام، "للجهود التي بذلوها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط" بعد عام من اتفاق أوسلو (أرشيف)
فاز رابين وبيريز وعرفات بجائزة نوبل للسلام، "للجهود التي بذلوها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط" بعد عام من اتفاق أوسلو (أرشيف)
الأربعاء 28 سبتمبر 2016 / 16:20

تقرير: ما هو اتفاق أوسلو الموقع بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

كان الرئيس الإسرائيلي السابق شيمعون بيريز الذي توفي فجر اليوم الأربعاء عن 93 عاماً، بعد أسبوعين على إصابته بجلطة دماغية أحد أبرز مهندسي اتفاقات أوسلو للسلام مع الفلسطينيين في 1993 والتي أصبح بفضلها من حملة جائزة نوبل للسلام.

وكان من المفترض أن تؤدي هذه الاتفاقات التي وقعت في أوائل التسعينيات إلى "سلام شامل ودائم" بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأثنى العالم في حينه على الاتفاق "التاريخي".

إنجاز تاريخي 

 تم توقيع اتفاقات أوسلو في واشنطن عام 1993 وفي طابا المصرية عام 1995، وكان أول اتفاق سلام رسمي بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية، وتحمل الاتفاقات اسم المدينة النروجية التي جرت فيها المفاوضات السرية، وكانت عبارة عن 14 جولة بين يناير (كانون الثاني) وأغسطس (آب) 1993 في مناطق عدة من النروج وبرعاية الولايات المتحدة.

وأدى الاتفاق الأول إلى إنشاء السلطة الفلسطينية وكان من المفترض أن يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وقسمت الاتفاقية عام 1995 الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق، أ و ب و ج.

وكان من المفترض نقل المنطقة ج -التي تشكل قرابة 60% من مساحة الضفة الغربية- "بشكل تدريجي" لتصبح تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، ولكنها لا تزال تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة.

ولم يكن من المفترض أن تتجاوز مدة تنفيذ الاتفاق أكثر من 5 سنوات.

ولم يتفق الجانبان على قضايا الحل النهائي، مثل وضع القدس والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وقيل أن هذه القضايا سيتم الاتفاق عليها في مفاوضات مقبلة، لكن كل المفاوضات التي حصلت خلال السنوات الماضية لم تحرز أي تقدم.

مصافحة تاريخية
 ولتوقيع الاتفاق، التقى الرئيس الأمريكي في حينه بيل كلينتون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، مع بيريز الذي كان يشغل في حينه منصب وزير الخارجية، في حديقة البيت الأبيض.

وفي لحظة تاريخية، مد عرفات مبتسماً يده إلى رابين الذي قبل مصافحتها بعد تردد.

وقوبلت صورة العدوين اللدودين المتصافحين بثناء من كافة انحاء العالم، ووصفت وقتها بإنجاز كبير في نزاع متواصل منذ 50 عاماً.

وبعد عام على ذلك، فاز رابين وبيريز وعرفات بجائزة نوبل للسلام، "للجهود التي بذلوها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".

وأكد بيريز عند تسلمه الجائزة أن "جيوش الاحتلال أصبحت من الماضي".

وعارض اليمين الإسرائيلي توقيع اتفاق أوسلو بشدة، بينما وصفها ادوارد سعيد، أحد ابرز المفكرين الفلسطينيين، بأنها "صك استسلام فلسطيني، ومعاهدة فرساي الفلسطينية".

ما بعد اتفاق أوسلو
بعد عامين فقط من المصافحة التاريخية وبعد أشهر من توقيع اتفاق أوسلو الثاني، اغتال يهودي متطرف معارض للاتفاقات إسحاق رابين عبر إطلاق الرصاص على ظهره مرتين عندما غادر تجمعاً من أجل السلام.

وتوفي رابين بعدها بساعات في المستشفى، ويعتبر الكثير من الإسرائيليين أن اتفاقات أوسلو ماتت مع رابين.

وتولى بيريز بعدها منصب رئاسة الوزراء إلا أنه خسره بعد عام في الانتخابات التشريعية لصالح اليميني بنيامين نتانياهو- الذي لطالما عارض الاتفاقات.

وتوفي ياسر عرفات في عام 2004.

وبعد أكثر من 20 عاماً على توقيع الاتفاقات التي كان من المفترض أن تكون مؤقتة، ما زالت تشكل أساساً للعلاقات بين المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية.

وما زال الإسرائيليون والفلسطينيون يستخدمون كلمة "أوسلو"، ولكن لا يوجد أي تفاؤل بتحقيق أهدافها على أرض الواقع.

وقال استطلاع رأي أجري الشهر الماضي أن 51% فقط من الفلسطينيين و53% من الإسرائيليين اليهود ما زالوا يدعمون حل الدولتين.

وقال بيريز في وقت سابق هذا العام "إنه ما زال يؤمن بالسلام"، ولكنه قال إن الجانبين ينظران إلى "العوائق" بشكل مختلف.