الأربعاء 28 سبتمبر 2016 / 21:09

بتوجيهات رئيس الدولة: محمد بن راشد يعتمد "استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل"

بتوجيهات من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، اعتمد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اليوم الأربعاء، "استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل" بوزارة شئون مجلس الوزراء والمستقبل، والتي تهدف للاستشراف المبكر للفرص والتحديات في كافة القطاعات الحيوية في الدولة وتحليلها ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى لها على كافة المستويات لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة مصالح الدولة.

وتأتي استراتيجية المستقبل الجديدة لتحقيق رؤية رئيس الدولة ونائبه ليكون التغيير الوزاري الأكبر في هيكلية الحكومة الذي تم إعلانه في فبراير (شباط) الماضي، خطوة رئيسية في تشكيل حكومة المستقبل التي تسعى لتبني كافة الفرص العالمية الجديدة واستباق التحديات الاقتصادية والاجتماعية القادمة.

وتشمل الاستراتيجية بناء نماذج مستقبلية للقطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية والتنموية والبيئية ومواءمة السياسات الحكومية الحالية بالإضافة لبناء قدرات وطنية في مجال استشراف المستقبل وعقد شراكات دولية وتطوير مختبرات تخصصية وإطلاق تقارير بحثية حول مستقبل مختلف القطاعات في الدولة.

وتهدف الاستراتيجية التي تم الإعلان عنها بحضور ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ونائب حاكم دبي الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير شئون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ووزير شئون مجلس الوزراء والمستقبل محمد بن عبدالله القرقاوي، لوضع أنظمة حكومية تجعل من استشراف المستقبل جزءاً من عملية التخطيط الاستراتيجي في الجهات الحكومية وإطلاق دراسات وسيناريوهات لاستشراف مستقبل كافة القطاعات الحيوية ووضع الخطط والسياسات بناء على ذلك.

وتتضمن الاستراتيجية الجديدة مجموعة من المبادرات منها إنشاء كلية متخصصة للمستقبل في الدولة وإرسال بعثات تخصصية للجامعات الدولية الرئيسية في مجال التخطيط الاستراتيجي، وإطلاق تقرير دوري من مجلس الوزراء حول استشراف مستقبل الدولة يتم تحديثه كل سنة بناء على التطورات ويكون مرجعاً لكافة خطط استشراف المستقبل بالإضافة لبناء شراكات مع أهم المنصات الدولية وإطلاق مختبرات حكومية متخصصة في بناء سيناريوهات المستقبل وتشكيل فرق عمل وزراية في القطاعات ذات الأولية لمتابعة واستشعار أهم التطورات في قطاعاتهم والعمل على الاستغلال الأمثل لهذه التطورات خدمة لمصالح وتوجهات واستراتيجيات الدولة.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال اعتماده للاستراتيجية "نحن دولة كنا منذ البداية مغرمين بالمستقبل ومتطلعين له، وهذا أحد أهم أسرار نجاحاتنا التي نراها اليوم".

وقال "نسعى لخلق نظام حكومي متكامل لاستشراف المستقبل في كافة القطاعات التي تهمنا، والهدف هو استباق التحديات واستغلال الفرص".

وأضاف "المستقبل يحمل فرصاً وتحديات ومعرفة، وتحديد هذه الفرص والتحديات بشكل مبكر هي الخطوة الأهم للتعامل معها".

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دولة الإمارات تنظر للمستقبل كأحد مكونات الحاضر وأن التطور الذي تشهده اليوم هو نتاج لتجارب غنية امتدت عبر عقود طويلة مستندة بذلك إلى رؤى مستقبلية واضحة.

وتابع "إن استراتيجية حكومة الإمارات للمستقبل التي نطلقها اليوم شاملة وتركز على كافة القطاعات دون استثناء، وهي نتاج لجهود وفكر ورؤية أبناء الإمارات لمستقبل دولتهم لتعبر بالإمارات إلى المستقبل بأمان ما يجعلها وثيقة مهمة تتعهد فيها الحكومة بتحقيق مرحلة جديدة من العمل الوطني المبني على التفكير الاستباقي، فهي منهج عمل قريب ومتوسط وبعيد المدى إلى مستقبل يرتقي بجودة حياة ومستوى رفاه المواطنين وسعادتهم ويحقق المصالح العليا لدولتنا وشعبنا".

وقال إن "الهدف من هذه الاستراتيجية هو تأصيل فكر حكومة المستقبل في العمل الحكومي وتوحيد الجهود وحشد الطاقات باتجاهه في إطار واضح يسهل على الجميع التعامل مع المستقبل ضمن محاور محددة وأسلوب عمل واضح فهي ترسم آليات التفكير والعمل لبناء المستقبل الذي يتطلب منا جميعاً العمل كفريق واحد نتشارك فيه الأدوار والمسؤوليات للوصول إلى حكومة المستقبل التي نصبو إليها، والتي نريدها نموذجاً لعمل حكومي واقتصادي وتنموي مستدام لخدمة المواطن، ونموذجاً يحتذى لجميع دول العالم".

وأضاف "أبناء الإمارات هم أهم قدرات المستقبل وقد وجهنا بوضع بنية تحتية تنظيمية ومادية قوية لبناء المستقبل والاستثمار في الكوادر الوطنية لتحقيق الاستدامة في مجال استشراف المستقبل"، مشدداً على أهمية تجاوز أساليب ووسائل التفكير النمطية والتقليدية إلى الأساليب المستقبلية".

وتابع "في الوقت الذي يتغير فيه العالم في كل لحظة لا بد أن تتغير أساليب التفكير التقليدية إلى أخرى حديثة وعصرية نابعة من روح العصر، وهذا يجب أن يترجم في الخطط والمبادرات والمشاريع والسياسات الحكومية فعلى الحكومات مواءمة خططها وبرامجها وسياساتها وتشريعاتها مع التوجهات المستقبلية وحكومتنا ستكون السباقة في تبني وترسيخ هذه الثقافة ونشر الوعي بأهميتها بين المجتمع".

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "سأتابع بنفسي وبشكل شخصي التزام الجهات بتطبيق الاستراتيجية والمبادرات المنبثقة عنها، والنتائج التي تحققها ما يضمن أن تكون حكومتنا رائدة المستقبل ومرجعية لحكومات العالم في تحويله إلى نموذج عمل حكومي، ما يعود على مجتمعنا بالنفع والخير ويحقق له السعادة والرخاء وأن يعم الخير على المنطقة والعالم".

وأضاف أن دولة الإمارات تمكنت من تحقيق مكانتها الريادية عالمياً بفضل الابتعاد عن التفكير التقليدي والتركيز على الاستشراف المبكر للمستقبل ووضع سيناريوهات واستراتيجيات استباقية له، والاستفادة من التقنيات الحديثة لرصد المعلومات وتحليل البيانات والتوظيف الأمثل للكفاءات البشرية، فتمكنت من تحويل التحديات إلى فرص وإطلاق المبادرات الاستباقية القادرة على رسم ملامح المستقبل وإيجاد الحلول لمواجهة التحديات والتغييرات التي تواجهنا في مسيرتنا نحو الريادة العالمية.