الإثنين 3 أكتوبر 2016 / 14:59

بين حرب سوريا وحرب اليمن.. أين المصالح الأمريكية؟

24- زياد الأشقر

تساءلت أماندا تروب في صحيفة نيويورك تايمز لماذا بعض الحروب مثل تلك الدائرة في سوريا تحظى باهتمام أكثر من حروب أخرى مثل تلك الدائرة في اليمن. وقالت إنها حقيقة عالمية يعترف بها كل مراسل حربي أو عامل إغاثة وديبلوماسي غربي: إن بعض الحروب مثل سوريا تحظى باهتمام واسع من الرأي العام، الأمر الذي يترجم بممارسة ضغوط لاتخاذ قرار. لكن حروباَ أخرى، مثل اليمن لا تزال تستعر ويتم تجاهلها.

أن مستوى الحرب في سوريا كارثي وأسوأ بكثير من اليمن، غير أن الانتباه يتعين أن يتجاوز الأعداد

وفي رأيها أن بعض الأسباب واضحة، ذلك أن مستوى الحرب في سوريا كارثي وأسوأ بكثير من اليمن، غير أن الانتباه يتعين أن يتجاوز الأعداد. فالنزاع في شرق الكونغو، على سبيل المثال أسفر عن مقتل ملايين الأشخاص وتشريد ملايين آخرين، من دون أن يثير ذلك إهتماماً عالمياً.

الاخبار الأمريكية
وكل دولة في العالم تملك نسختها من هذه الديناميكية، لكنها تكتسب طابعاً مهماً في الولايات المتحدة. فأمريكا هي الدولة العظمى الوحيدة الوحيدة في العالم. إلا أن الأمريكيين يبدون أكثر الأوقات متوجهين باهتماماتهم إلى الداخل أو على الأقل إلى الإقليم. ويستغرب الأجانب دائماً قيام شبكات التلفزة الأمريكية مثلاً بتخصيص دقائق قليلة لتغطية الأخبار العالمية فيما شبكات التلفزة العالمية تخصص وقتاً أكبر لتغطية الأخبار الأمريكية.

لماذا نسيت أمريكا اليمن!
وكنتيجة لذلك، ترى تروب أن الانتباه الأمريكي حيوي ومحبط في الوقت عينه. وعندما يسأل العالم لماذا نسيت أمريكا اليمن ونزاعات أخرى، فإن الحقيقة هي أن اللامبالاة الأمريكية هي القاعدة لا الإستثناء. فالنزاعات تحظى باهتمام أمريكي فقط عندما تتوافر فيها عناصر إجبارية تخاطب الرأي العام والسياسيين، ولأسباب تتجاوز أعداد القتلى. وهذا يتطلب في أكثر الأحيان مزجاً بين علاقة مباشرة بالمصالح الأمريكية وتناغماً مع النقاش السياسي الأمريكي أو القضايا الثقافية، وربما أكثر من هذا كله إطاراً من التعريف العاطفي الواضح بين الخير والشر .
إن معظم الحروب، بما في ذلك في جنوب السودان وسريلانكا ونعم في اليمن، تواجه تجاهلاً، وسوريا هي الاستثناء، ولأسباب تتجاوز الوحشية.

الحرب السورية
وتوضح الكاتبة أن الحرب السورية تعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر، بما في ذلك حياة مواطنيها، مما يجعل للأمريكيين حصة مباشرة فيها. فداعش قتل رهائن أمريكيين ونفذ هجمات في الغرب. وتقدم الحرب رواية إجبارية عن الضحايا الأبرياء من جهة والأوغاد الأشرار من جهة ثانية. فداعش تنظيم إرهابي ينفذ أعمال الصلب وقطع الرؤوس. وبشار الأسد وحلفاهء في إيران هم معادون للولايات المتحدة ومسؤولون عن مجازر وحشية. والآن تقاتل روسيا إلى جانبهم.

سجال سياسي داخلي

وتضيف أن رفض إدارة باراك أوباما قصف سوريا في 2013 ، وتالياً رفضها التدخل بشكل أكثر فاعلية، أثار جدلاً سياسياً أمريكياً محلياً، مانحاً السياسيين على الجانبين حافزاً للبناء عليه. وهذا ما وفر نقطة جذب للنقاشات السياسية في سنة الإنتخابات الرئاسية في ما يتعلق بسياسات أوباما الخارجية وإلى من يجب توجيه اللوم في الانهيار بالشرق الأوسط. هذه النقاشات تصاعدت وركزت الاهتمام المحلي على سوريا، ووفرت لكل من الرأي العام والسياسيين سبباً للإهتمام بسوريا.

أعداد القتلى

وإلى ذلك فإن أعداد القتلى في اليمن أقل مما هي في سوريا، على رغم أن تنظيم القاعدة ينشط هناك، ومع ذلك فإن النزاع ليس له تأثير على المصالح الأمريكية والأوروبية مثل التأثير الذي يتركه النزاع السوري.