الثلاثاء 18 أكتوبر 2016 / 15:16

الموصل بعد دابق... بداية نهاية داعش

مع انطلاق معركة تحرير الموصل، توقعت تقارير صحفية عدة نهاية وشيكة لتنظيم داعش الإرهابي في العراق، ثم في سوريا، وخاصة أنه هزم، قبل ساعات من بدء العملية، فجر الاثنين، في مدينة دابق السورية، التي تكتسب أهمية رمزية للتنظيم.

هذا أكثر من انتصار عسكري جديد ضد التنظيم الوحشي. لقد ارتكب داعش في دابق مجازر يصعب ذكرها. كما أطلق على مجلته الناطقة بالإنجليزية اسم المدينة، وهزيمته فيها ستعطي زخماً جديداً لمعركة طرده من سوريا

وكتبت الصحفية المخضرمة روبن رايت في مجلة نيويوركر عن إطلالة رئيس الوزراء العراقي، حيدرالعبادي، بزي قوات النخبة العراقية لمكافحة الإرهاب على التلفزيون العراقي، قائلاً: "يا أبناء شعبنا العزيز، يا أبناء محافظة نينوى الأحبة، لقد دقت ساعة الانتصار، وبدأت عمليات تحرير الموصل. أعلن اليوم بدء هذه العملية البطلة لتحريركم من بطش وإرهاب داعش، وإن شاء الله، سنلقتي قريباً في أرض الموصل لنحتفل جميعاً بتحريرها وبخلاصكم".

هزيمة جديدة

وتلفت روبن إلى خسارة داعش لبلدة دابق في شمال سوريا، على بعد 10 كيلومترات فقط عن الحدود التركية، والتي تمثل قيمة رمزية للتنظيم، ومشهورة في نبوءات إسلامية هامة، بأنها ستكون ساحة معركة نهاية العالم بين المسلمين وأعدائهم الروم.

وكان محمد اموازي، الذي يُعتقد أنه البريطاني الذي انضم للتنظيم واشتهر باسم "الجهادي جون" أطل في فيديو وبدت خلفه مدينة دابق، وتحت قدميه رأس الرهينة الأمريكي عبدالرحمن كاسيغ، الجندي الأمريكي السابق، وقال: "ها نحن ندفن أول أمريكي صليبي في دابق وننتظر بفارغ الصبر وصول بقية جيوشكم".

أكثر من انتصار عسكري
وتقول الكاتبة إن مسؤولين في الإدارة الأمريكية، استخلصوا بعد هزيمة داعش في دابق، وانطلاق عملية الموصل أن "داعش قد انهزم أخيراً". وقال وزير الدفاع الأمريكي، آش كارتر:" هذا أكثر من انتصار عسكري جديد ضد التنظيم الوحشي. لقد ارتكب داعش في دابق مجازر يصعب ذكرها. كما أطلق على مجلته الناطقة بالإنجليزية اسم المدينة، وهزيمته فيها ستعطي زخماً جديداً لمعركة طرده من سوريا".

لا زخم ولا مصداقية
وأشارت روبين لتقارير عن هروب مقاتلي داعش من دابق، عندما تقدمت قوات معارضة سورية مدربة وموجهة أمريكياً، وثم دعمتها تركيا، نحو البلدة، ما دفع مسؤول أمريكي للقول: "هرب مقاتلوا داعش".

وقال حسن حسن، مشارك في وضع كتاب "داعش: داخل جيش الإرهاب": فقد داعش زخمه ومصداقيته. إن خسارته لدابق تعد بمثابة ضربة كبرى. وقد سخر الجميع في المنطقة، من مسلمين عاديين إلى إسلاميين وجهاديين من داعش بسبب هزيمته في البلدة، وخاصة أنها جاءت على أيدي المعارضة السورية، ما سبب له إرباكاً فعلياً".

اختبار بقاء
وبرأي حسن حسن، شكلت بداية معركة الموصل بعداً آخر لخسائر التنظيم، قائلاً: "يواجه التنظيم اختبار بقاء. وقد يتسنى له إثبات ادعاءاته في حال طالت المعركة أو تم الاعتداء على مدنيين".

ولفت مسؤولان أمريكيان لحادثتين حصلتا خلال الشهرين الأخيرين أدتا لقلب الطاولة على رأس داعش. كانت الأولى عند شن الهجوم النهائي، في أغسطس( آب) الماضي، لتحرير منبج في شمال سوريا، والتي يقطنها أكثر من 75 ألف نسمة. فقد مثلت المدينة محوراً رئيسياً لوارادت داعش من السلع المستوردة من خارج سوريا، ولاستقبال الإرهابيين القادمين من أوروبا، وحاول داعش التمسك بمنبج حتى آخر رجل، ولكنه خسرها نهائياً. وقد كسرت العملية ظهر داعش في محيط منبج، وحيث تقع دابق".

وأما نقطة التحول الثانية، بحسب مسؤولين أمريكيين، فقد تمت عبر التدخل التركي. وفي بدايته، لم يكن هناك تنسيق كامل مع التحالف بقيادة أمريكية، ولكن القوات الخاصة الأمريكية بدأت في العمل مع الأتراك لتنسيق جهودهم مع قوات سورية مدربة ومدعومة أمريكياً. وكانت دابق هدفاً مشتركاً. وقال المسؤول الأمريكي: "قاوم داعش في المدينة، ولكنه انهار بسرعة. يواجه الآن التنظيم ضغطاً يفوق ما تعرض له في أي وقت مضى، وسيتسارع هذه الضغط خلال الأسابيع المقبلة".

تراجع هائل لقوته
وقال ديفيد غارتينشتاين روس، مسؤول رفيع في مركز الدفاع عن الديموقراطيات إن "داعش اليوم في خطر، واسمه إلى زوال. وقبل عامين، ظن قادته أنهم أقوياء، ولا يستطيع أي كان أن يقف في وجههم، واجتذبوا أتباعاً، وخاصة من الجهاديين الشباب. ولكن اليوم، ورغم امتلاك التنظيم لمصادر قوة، ومنها نجاحه في تنفيذ عمليات إرهابية خارج حدوده، لكن يواجهه اليوم خطراً كبيراً، ليس بسبب هزائمه في العراق وسوريا، وحسب، بل بسبب هزيمته الكبرى في دابق". وختم: "سنرى إذا استطاع خصوم داعش استثمار تلك الانتصارات، إلا أنها أثبتت هشاشة التنظيم، وتراجع هائل لقوته".