الخميس 20 أكتوبر 2016 / 15:03

ترامب انطلق قوياً ثم .. الخطأ القاتل

عندما انطلقت المناظرة الرئاسية الثالثة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، بدا أنها ستكون الأفضل بالنسبة للمرشح الجمهوري. ولكن كبير مراسلي صحيفة واشنطن بوست دان بالز كتب أنه في النهاية لم تكن المناظرة إلا صورة مصغرة لحملة ترامب لعام 2016، أي سلسلة من التعابير الغاضبة والمقاطعات والإهانات التي أدت إلى تقويض كل الأمور الجيدة التي كان حققها في وقت سابق.

المناظرة الثالثة كما توقع الجميع، تكراراً لما حصل قبل. ومن المستبعد أن تؤثر في تغيير مسار الحملة، وهو ما يترك ترامب في موقف صعب

وقال دان بالز إنه في الدقائق الافتتاحية ليل الأربعاء، بدا ترامب مرشحاً مختلفاً عنه في المناظرتين الأوليين. كان أكثر هدوء وتركيزاً على السياسة والمضمون وفاعلاً في عرض أفكاره ومعارضة خصمه. بدا أنه ضبط أسوأ غرائزه.

يغضب وينتقد ويقاطع

لكن الصحافي يلفت إلى أن ذلك كان لوقت قصير فحسب، قبل أن يعود إلى عادته فيغضب عندما ينتقد ويرفض قبول تقييم الاستخبارات في شأن التدخل الروسي في الانتخابات، وينفي اتهامات تسع نساء قلن إنه تحرش بهن أو قبلهن بالقوة، ويحمل بقوة على منافسته. وأخيراً، استعاد ما كرره في الأيام الأخيرة عن نظام انتخابي مزور. وعندما سأله المعقب كريس والاس من فوكس نيوز ما إذا كان سيقبل نتيجة الانتخابات بأنها قانونية إذا خسر، تملص من الإجابة، قائلاً إنه سيقرر ذلك في حينه "وسنترككم في التشويق".

خطأ كبير
هذا الأمر في رأي والاس يعتبر سابقة في تاريخ الولايات المتحدة، إلا أنه أيضاً بحسب بالز خطأ كبير من ترامب، وإن يكن هذا الأخير لم يأبه لذلك.

وفي هذا المعنى كانت المناظرة الثالثة كما توقع الجميع، تكراراً لما حصل قبل. ومن المستبعد أن تؤثر في تغيير مسار الحملة، وهو ما يترك ترامب في موقف صعب.

كلينتون والأسئلة الصعبة
وفي المقابل، حضرت كلينتون إلى المناظرة الثالثة متقدمة في الاستطلاعات وتتطلع إلى توسيع خريطتها الانتخابية. إلا أن الدقائق التسعين لم تكن سهلة بالنسبة إليها، فهي لم تتلق السهام من ترامب فحسب، وإنما أيضاً واجهت أسئلة صعبة من والاس في مسائل لم يتم التركيز عليها في المناظرتين الأوليين.

وفي بعض الحالات، عندما كانت المناظرة تركز على مسائل على غرار الإجهاض أو الهجرة أو الضرائب أو الانفاق، يمكن القول إنها كانت الأفضل بين المناظرات الثلاث.

الشرق الأوسط
وكانت لافتة مناقشة الإثنين بجدية بعض المسائل، مثل التعامل مع الشرق الأوسط ووضع قانون الرعاية الصحية ، ثم الانتقال إلى الأمور الشخصية كعندما قال ترامب في النهاية تقريباً "امرأة بغيضة" عندنا كانت كلينتون تتحدث عن أوباما كير.

وخلال مسار المناظرات، وسعت كلينتون تقدمها على ترامب، وزاد هامشها في الاستطلاعات الوطنية ثلاث نقاط تقريباً قبيل المناظرة الأولى إلى نحو سبع نقاط قبل دخول المرشحين إلى المناظرة الثالثة في جامعة نيفادا في لاس فيغاس.وحصل الأمر نفسه لصالحه في المجمع الانتخابي.

طي صفحة
ويضيف الصحافي أن المناظرات طوت صفحة مهمة من الحملة، وسيواصل المرشحان مهاجمة بعضهما خلال الأيام الفاصلة عن يوم الانتخاب، لكن نافذة الفرصة لإقناع الناخبين تقفل بسرعة. فمع بدء التصويت في سلسة من الولايات، سيتحول التركيز على المنافسة على كل صوت.

وهنا أيضاً في رأي الصحافي، تبدو حملة ترامب في وضع غير مناسب، وهي تعتمد إما على قدرة مرشحها في جذب جيش من الناخبين الصامتين الذين بقوا على الحياد في انتخابات أخيرة، أو على جهود اللجنة الوطنية الجمهورية.