الجمعة 21 أكتوبر 2016 / 14:45

تعبئة غير مسبوقة في واشنطن ضد سياسة أوباما في سوريا

كتب محرر شؤون البيت الأبيض في صحيفة واشنطن بوست غريغ جيف إن مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن تتعامل مع الرحيل المنتظر للرئيس باراك أوباما والوصول المحتمل لهيلاري كلينتون الأكثر تشدداً إلى البيت الأبيض بارتياح نسبي.

النظام العالمي بقيادة أمريكا والذي ساد منذ الحرب العالمية الثانية بخطر...السؤال يكمن في كيفية إعادة إرسائه وتجديده

وقال إن الجمهوريين والديموقراطيين الذي يشكلون نخبة السياسة الخارجية يعدون الأرضية لسياسة خارجية أمريكية أكثر جزماً، من خلال سلسلة من التقارير التي يضعها مسؤولون يعتقد أنهم سيضطلعون بدور بارز في البيت الابيض بإدارة كلينتون.

إجماع لافت
ولأنه ليس غريباً أن يطلق مجتمع السياسة الخارجية في واشنطن دراسات رئيسية في الأشهر الأخيرة للإدارة لتصحيح الأخطاء المفترضة لرئيس أو للتأثير بخلفه، يقول جيف إن طبيعة التوصيات الأخيرة الصادرة من الحزبين في وقت تشهد البلاد استقطاباً حاداً لا سابق له، تشكل إجماعاً لافتاً بين نخبة السياسية الخارجية. ويحرك هذا الإجماع رد واسع على رئيس أكد مراراً أخطار التوسع والحاجة إلى ضبط النفس، وخصوصاً في الشرق الأوسط.

تدخل أكبر
ويقول فيليب غوردون، المستشار البارز لأوباما في السياسة الخارجية حتى 2015، إن ثمة اقتناعاً واسعاً بأن عدم التحرك بما يكفي أو الإقرار بحدود القوة الأمريكية له ثمن، "لذا فإن البديل الطبيعي هو تدخل أكبر".

وفي أمثلة أخرى، يعكس هذا النشاط الأمريكي خوفاً من نداءات ترامب للولايات المتحدة للانسحاب من دورها التقليدي كضامن عالمي للأمن.
ويقول مارتن أنديك الذي يشرف على فريق من مسؤولين كبار عملوا في إدارات أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون في معهد بروكينغز إن "النظام العالمي بقيادة أمريكا والذي ساد منذ الحرب العالمية الثانية بخطر...السؤال يكمن في كيفية إعادة إرسائه وتجديده".

كبح إيران والفوضى
ويتوقع صدور التقرير الذي بدأ العمل على وضعه منذ سنة في ديسمبر (كانون الأول). وهو يدعو مع سلسلة من دراسات أخرى إلى تحرك أمريكي أكثر حزماً لكبح إيران ووضع حد للفوضى في الشرق الأوسط وضبط روسيا في أوروبا.

وتختلف هذه الدراسات التي تعكس الآراء المعلنة لكلينتون بقوة مع سياسة أوباما في سوريا. وعملياً، تدعو هذه الجهود، بما فيها تقرير صدر الأربعاء عن مركز التقدم الأمريكي، وهو ليبرالي، إلى عمل عسكري لردع نظام بشار الأسد وروسيا في سوريا. وتشمل الإجراءات العسكرية المقترحة دعوات لمناطق آمنة لحماية الثوار المعتدلين من القوات السورية والروسية. ويقترح أكثر الدراسات غارات أمريكية محدودة تشمل صواريخ كروز لمعاقبة الأسد إذا واصل مهاجمة المدنيين بالبراميل المتفجرة، على ما يحصل في حلب، علماً أن إدارة أوباما عارضت أي عمل عسكري ضد نظام الأسد.

لا قوات برية وإنما...
وتقول وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت التي ترأس فريقاً من الحزبين ينظر في استراتيجية أمريك في الشرق الأوسك في أتلانتيك كاونسيل: "الأمر الفوري الواجب القيام به هو تخفيف الرعب الممارس على المواطنين. نعتقد أن ثمة حاجة إلى مزيد من التحرك الأمريكي، لا قوات برية ولكن بعض المساعدة الإضافية من حيث الجانب العسكري".

وحذر ستيفن هادلي، المستشار السابق لمجلس الأمن القوي في إدارة بوش وشريك أولبرايت في تقرير أتلانتيك كاونسيل من أنه إذ واصل الأسد قصف المدنيين، على الولايات المتحدة أن تفكر جدياً باستخدام "أسلحة، مثل صواريخ كروز لتعطيل سلاح الجوي ومنعه من التحليق".