السبت 22 أكتوبر 2016 / 17:27

مراقبون: حزب جديد لإخوان الأردن تعبير عن أزمة الجماعة

24- عمان- ماهر الشوابكة

يعد تقديم مراقب عام سابق لجماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة في الأردن وهو، سالم الفلاحات، وعدد من القيادات، سواء كانت مستقيلة أو مازالت في الجماعة، طلباً إلى وزارة التنمية السياسية، الخميس الماضي، لتأسيس حزب سياسي جديد باسم "الشراكة والإنقاذ"، تعبيراً صريحاً عن الأزمة والخلافات التي تعيشها قيادات الجماعة، سيما وأن الجماعة لديها حزب سياسي مرخص باسم حزب جبهة العمل الإسلامي.

ورغم تصريحات صحفية للفلاحات بأن "الحزب الجديد لن يكون انشقاقاً عن الجماعة وبديلاً لحزب العمل الاسلامي"، إلا أن الواقع المزري أو الخلافات التي تعصف بالجماعة، لن تسمح له بأن يبتعد عن المنافسه ومحاولة إلغاء الآخر، خاصة وأن معظم مؤسسي الحزب الجديد كانوا استقالوا من حزب العمل الإسلامي، على إثر خلافات مع قياداته على قضايا سياسية وتنظيمية كثيرة.

وتتجلى الأسباب المستقبلية في التنازع المتوقع داخل أروقة الجماعة في أن الحزب الجديد، وبحسب الطلب الذي تقدم به سيكون "برامجياً مدنياً غير أيدولوجي"، وهو ما سيوسع الهوة بين القيادات التقليدية للجماعة، وبعض القيادات التي تعتبر نفسها مجددة ومتنورة، خاصة أن جدلاً واسع يحتدم حالياً داخل الجماعة وحزبها حول تبني الحزب لمفهوم الدولة المدنية.

وكان المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، سالم الفلاحات، قدم صباح الخميس الماضي إخطاراً أولياً إلى مديرية شؤون الأحزاب في وزارة الشؤن السياسية والبرلمانية، لتأسيس حزب سياسي مع 28 آخرين من الأعضاء. وحمل الإشعار مسمى "الشراكة والإنقاذ" للحزب المزمع تأسيسه.

ويأتي تقديم الإشعار بموجب المادة 7 من قانون الأحزاب السياسية النافذ، الذي يمنح 5 من الأردنيين على الأقل الراغبين في تأسيس حزب إخطاراً رئيس لجنة شؤون الأحزاب خطياً بتلك الرغبة على أن يبين الإخطار المبادئ والأفكار الأولية للحزب لتمكينهم من ممارسة أنشطتهم السياسية التحضيرية والترويج لتأسيس الحزب.

ويوجب القانون التقدم بطلب التأسيس رسمياً عند استكمال الشروط المنصوص عليها في القانون خلال مدة لا تزيد على سنة واحدة من تاريخ الإخطار.

منعطف دقيق
وتعتبر مجموعة "الحكماء"، النواة الرئيسية لحزب "الشراكة والإنقاذ" والتي تضم قيادات تاريخية وكبيرة في جماعة الإخوان، وعلى رأسهم سالم الفلاحات، وعبد اللطيف عربيات، وحمزة منصور، وجميل أبو بكر، ومحمد القضاة وغيرهم، وهم يلقون تأييداً من قبل مئات الأعضاء في الإخوان والحزب.

وكما قالت مصادر مطلعة على شؤون الإخوان لـ24 فإن "هذه الأزمة المركبة للجماعة، تعد منعطفاً حساساً ودقيقاً، ينذر بتغيير عميق في خريطة القوى والتيارات داخل الحركة، ويفتح مستقبلها على أكثر من احتمال وتطور، قد يكون عنوانه الرئيسي تشظي وتفتت الحركة بهيكلها الذي اعتدنا عليه لعقود عديدة مضت، وبروز واجهات سياسية عديدة ومتنوعة، تطرح نفسها كوريث شرعي للجماعة والحركة".

وأضافت أن "هذه الخطوة تؤشر إلى وصول "الحكماء" وأغلبهم ينتمون إلى تيار"الحمائم" إلى طريق مسدود مع القيادة الحالية التي تنتمي لتيار "الصقور" في الجماعة، ما يعني عدم وجود أي أرضية للتصالح بين هذين التيارين مستقبلاً.

وأبرز عناوين الحزب الجديد هو فصل العمل الدعوي عن السياسي كما هو الحال بمصر وتونس وغيرها من البلدان، بحسب الفلاحات الذي أوضح أن وجود الأحزاب القوية المتعددة سيبث الحياة الحيوية في المسيرة.

وقال الفلاحات إن "القيادة المؤقته للجماعة حالياً متفهمة، وليست بعيدة عن قناعاتنا، بل ستدرك أن الحزب الجديد رافعة قوية ومساندة للعمل الوطني".