الأحد 23 أكتوبر 2016 / 15:11

أوباما وترامب متفقان... حلب ستسقط!

24- زياد الأشقر

تناول الكاتب في صحيفة واشنطن بوست جوش روجن تعامل دونالد ترامب خلال المناظرة الثالثة والاخيرة في لاس فيغاس مع الملف السوري، قائلاً إن المرشح الجمهوري أكد بطريقة خاطئة أن مدينة حلب سقطت في أيدي النظام السوري وشركائه الروس وتوصل إلى نتيجة مفادها أن الولايات المتحدة لم يعد في إمكانها فعل شيء.

وعلى غرار ترامب، يبدو ان أوباما توصل إلى استنتاج مفاده أنه ليس في وسع الولايات المتحدة فعل شيء حيالها

وقال ترامب إن "حلب مأساة. إنها كابوس إنساني، لكن من أي وجهة نظر فإن المدينة باتت ساقطة، ماذا تريدون وثيقة موقعة؟".

ولكن روجن لفت إلى أن هذا ليس صحيحاً اليوم، لكن نظراً إلى قرار البيت الأبيض تأخير أي رد على الأزمة، فإن الرئيس باراك أوباما يضمن بذلك أن رؤية ترامب عن سقوط حلب، باتت واقعاً. وعلى غرار ترامب، يبدو ان أوباما توصل إلى استنتاج مفاده أنه ليس في وسع الولايات المتحدة فعل شيء حيالها.

أولوية أمريكية للموصل
والجمعة الماضي، وضع المسؤولون الكبار في إدارة أوباما كل القرارات على الطاولة في ما يتعلق بما إذا كان يجب تصعيد الرد الأمريكي على القصف الجوي السوري والروسي للمدنيين في حلب. لكن الإدارة أعطت الأولوية لمناقشة الهجوم العراقي الجديد على داعش في الموصل والهجوم المقبل على الرقة الذي بدأ وضع الخطط له.

ورغم ما قاله وزير الخارجية جون كيري عن جرائم الحرب السورية والروسية في حلب، لم يتخذ أي قرار من الخيارات التي تمت مناقشتها على مستويات دنيا، بما في ذلك توجيه غارات محدودة ضد القوات الجوية السورية أو زيادة كمية أو نوعية الأسلحة التي تزود بها المعارضة السورية المعتدلة في المنطقة.

تقييد الرئيس المقبل
ولمح أحد المسؤولين الكبار في الإدارة إلى أن الخطوات البطيئة للرد على أزمة حلب تشير إلى أن البيت الأبيض قرر أنه لا يمكن إنقاذ حلب، ولذلك يجب أن لا تحاول الولايات المتحدة.

ونسب روجن إلى هذا المسؤول قوله: "إنهم يمنحون الروس وقتاً لإنهاء المهمة في حلب، وأحد الأسباب هي من أجل تقييد أيدي الرئيس المقبل".

إنقاذ حلب
وترفض إدارة أوباما رسمياً أي افتراض بأنها أقفلت الباب على إنقاذ حلب. وعقب الإنهيار المتوقع لوقف النار الأمريكي-الروسي الذي أمضى كيري أشهراً في الإعداد له، بدأت وزارة الخارجية مبادرة ديبلوماسية جديدة نهاية الأسبوع الماضي بعقد اجتماع في لوزان حول سوريا ضم ممثلين عن روسيا وإيران والسعودية.

وبعد الإجتماع رفض كيري كشف الأفكار الجديدة التي يمكن أن يكون قد تمخضت عنها جلسة "العصف الفكري". ثم سافر إلى لندن وناقش المسألة السورية مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وأعلنا أنهما يدرسان فرض عقوبات جديدة بسبب الوضع السوري.

وقال كيري: "دعوني أكون واضحاً، إن إدارة الرئيس أوباما لم تتخل عن أي خيار على الطاولة في هذه المرحلة".

كيري
ولكن من خلال تأخير النقاش وعدم التوصل إلى قرار نهائي حول كيفية وقف الهجوم على حلب أو حماية المدنيين، فإن البيت الأبيض حرم كيري من أي رافعة في ما يتعلق بسوريا وروسيا، مما جعل المحادثات الجديدة محكومة بالفشل كما سابقاتها.

ويتشارك أوباما مع ترامب في عدم الثقة بفعالية التدخل الأمريكي في حل المشاكل المعقدة والقلق من توظيف قدرات أمريكية في قضايا يعتقد أنها تقع خارج المصالح الأساسية للأمة.