الأحد 23 أكتوبر 2016 / 15:11

كيف تفيد دراسة الأسواق المالية في كشف حظوظ ترامب الرئاسية؟

في وقت تشير الإحصاءات المختلفة داخل الولايات المتحدة إلى ترجيح شبه محسوم لصالح فوز هيلاري كلينتون في الانتخابات الأمريكية المقبلة، على حساب منافسها الجمهوري دونالد ترامب، كان لمراسلة صحيفة الإندبدنت البريطانية راشيل ريفيز رأي آخر تدحض فيه النزوع نحو الحسم في هذه المسألة.

لا نعلم متى سيحدث البركزيت. يمكن أن يحصل السنة المقبلة، ويمكن ذلك سنة 2019 – البعض يقول إنه يمكن ألا يحدث أبداً. لكن نملك تاريخاً حاسماً عن الزمن الذي سيطأ الرئيس المقبل للولايات المتحدة البيت الأبيض: 20 يناير (كانون الثاني) 2017

وكتبت في الصحيفة عينها تنصح الذين ينكرون احتمال وصول ترامب إلى الرئاسة الأمريكية بإلقاء نظرة إلى البركزيت (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) وإلى كيفية تفاعل أسواق رأس المال مع الحدث وتداعياته.

ردّ الفعل المتطرف
ريفيز ذكّرت بأنه خلال أقل من 24 ساعة على قرار المملكة المتحدة بمغادرة الاتحاد الأوروبي، شهد العالم خسارة 3 تريليونات دولار من قيمة أسواق رأس المال. وهبط الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له في خلال ثلاثة عقود، كما قفز المؤشر الرئيسي للتقلبات العالمية (فيكس) من 17 إلى 25 نقطة. وفي شرح مبسط لأسباب ما حصل، تكتب ريفيز أنّ ردّ الفعل كان متطرفاً جداً لأن النتيجة النهائية لم تؤخذ في الحسبان لدى التقييم المالي في الأساس. فغالبية المشترين والبائعين لم تتوقع ذلك، تماماً كعدم توقّع الإحصاءات حينها لتلك النتيجة.

الناس يصدقون "ما يريدون تصديقه"
تنتقل الصحافية لتشبّه الأسواق المالية بالانتخابات عموماً. فهذه الأخيرة كالأسواق، يحركها الأشخاص الذين يغيّرون آراءهم "بسرعة، حتى في الدقيقة الأخيرة". وتشير إلى أنّ العواطف هي التي تقود الأفراد إلى تحديد موقفهم، بالإضافة إلى المعلومات التي تُقدّم إليهم أو تلك التي "يريدون تصديقها". وأضافت ريفيز أنه بالإمكان توظيف المحللين الأكثر اِطلاعاً وجامعي الأوراق المالية ومديري الصناديق الذين تُدفع إليهم الملايين للانخراط في رهانات كبيرة، لكنهم أيضاً يتحملون مخاطر كبرى. "في نهاية المطاف، لن يعلموا أبداً نتيجة أي حدث حتى فوات الأوان". أتى ذلك، قبل أن تصف الناس بكونهم "جوهرياً غير عقلانيين ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم".

التذبذب سيد الاستطلاعات؟
ريفيز تؤكد أن لا أحد بإمكانه أن يجادل في أنّ "السيد بركزيت" كما وصف دونالد ترامب نفسه، "لن يستطيع النجاح بالدخول إلى البيت الأبيض". فنتائج الاستطلاعات تتذبذب كل الوقت، لكنها تؤشر حالياً إلى أن هيلاري كلينتون في الطليعة بفارق 11 نقطة وفقاً لآخر قراءة من شبكة أن بي سي نيوز وصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكيتين. وتضيف أن الولايات المتأرجحة، بما فيها أوهايو وفلوريدا أعطت ترامب مؤخراً الأفضلية، لكنها ما زالت تشكل "أرضية هشة". وعلى الرغم من ذلك، هنالك إحصاءات أيضاً تقترح العكس. تقرير مؤسسة راسموسن وجد أن ترامب تقدم بثلاث نقاط بين 17 و 19 من الشهر الحالي.

هل تستحق كلينتون التقدم ب... 50 نقطة؟
ذكرت ريفيز أن كلينتون كانت قد توجّهت إلى عمال الاتحاد العالمي لشمال أمريكا بالسؤال التالي: "لماذا لست متقدمة بخمسين نقطة، قد تسألون". وصفت ريفيز السؤال ب"الجيد"، لكنّه سؤال يبقى بدون جواب على حدّ تعبيرها. ورأت أنه في عالم يخاف من "الآخر"، حيث تتحول أمريكا وبريطانيا باطراد إلى دولتين "اِنعزاليتين"، يلعب ترامب على ورقة رابحة لدى سكان "يبحثون عن كبش فداء لمشاكلهم". ولفتت ريفيز النظر إلى أن البيانات في أمريكا تعكس ما تم نشره في بريطانيا لمدّة سنة، من عملية ترويج للخوف والشائعات. وأعطت كمثل على ذلك، ما حصل مع عمدة لندن الجديد صادق خان حين اتهمه البعض بصلاته مع التطرف، وربْط المهاجرين القادمين من رومانيا بالجريمة.


على خطى برلوسكوني
ودعت ريفيز قرّاءها إلى نسيان الصواب والباطل في توقع نتيجة الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) لأن ذلك لا علاقة له بفساده واعتداءاته الجنسية وعنصريته وقلة معرفته الواضحة بالسياسة الخارجية. فهو استطاع تحقيق ما لم يكن أحد يفكر به وهو نيله ترشيح حزبه. "لقد حصلنا على أمثال سيلفيو برلوسكوني، حصلنا على نايغل فاراج (زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة)، ويمكن أن يصل العالم إلى دونالد ترامب".

فارق واحد
كتبت ريفيز عن "فارق جوهري واحد" بين البركزيت وإدارة أمريكية بقيادة ترامب: "لا نعلم متى سيحدث البركزيت. يمكن أن يحصل السنة المقبلة، ويمكن ذلك سنة 2019 – البعض يقول إنه يمكن ألا يحدث أبداً. لكن نملك تاريخاً حاسماً عن الزمن الذي سيطأ الرئيس المقبل للولايات المتحدة البيت الأبيض: 20 يناير (كانون الثاني) 2017".