الإثنين 24 أكتوبر 2016 / 15:20

استراتيجية داعش في الموصل: حرق آبار النفط وتفخيخ طرق و...

حدد الصحافي التركي تولغا تانيس بعض ملامح الاستراتيجية التي يعتمدها داعش في معركة الموصل والتي بدأت في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

المسألة الأساسية الأخرى هي الموقف المحتمل للسكان خلال الحصار. ولم تتضح اتجاهات هؤلاء حتى الان، علماً أن بعضهم قد يدعم داعش

ونقل عن مسؤول عسكري أمريكي يتابع تحركات التنظيم أنه حتى هذه اللحظة لا يزال ثمة مستوى متوسط من المقاومة، إذ إن المعركة لا تزال في بدايتها، ولكن "الاشتباكات ستصير أكثر شراسة مع اقتراب البشمركة والجيش العراقي من الموصل"، لأن التنظيم كان يستعد للحصار منذ وقت طويل، فحفر خنادق وأعد العدة لإشعال آبار النفط لعرقلة الغارات وزرع أفخاخاً على الطرق وشيد أنفاقاً للتحرك الآمن.

بين 3 و5 آلاف

وقال الصحافي إن ثمة ما بين ثلاثة وخمسة آلاف مقاتل في الموصل، بينهم نحو ألف مقاتل أجنبي أحرقوا جوازات سفرهم وليس لديهم أي مكان يذهبون إليه وهم مستعدون للقتال حتى الموت. وبعض المقاتلين الآخرين من العرب السنة الذي تربطهم صلات أضعف بالتنظيم، أما البقون فهم النواة الأساسية لداعش ويتحركون وفقاً لتكتيكات قادتهم.

وثمة أيضاً فتيان تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة ويتمسكون بعقيدة الجهاديين أيضاً.

إلى أي مدى سيقاومون؟
والسؤال الأبرز في رأي تانيس هو إلى أي مدى سيقاوم هؤلاء. فمع وجود مليون منزل في الموصل، يتعذر محاصرة المدينة في شكل كامل، فيما بقي الطريق إلى تلعفر مفتوحاً، ويمكن مقاتلو التنظيم سلوكه للخروج من المدينة. وفي الواقع، تحدثت معلومات عن مغادرة بعض قادة التنظيم المدينة، وإن يكن أولئك الذين يديرون الحرب لا يزالون داخلها.

كيف سيتصرف السكان؟
أما المسألة الأساسية الأخرى فهي الموقف المحتمل للسكان خلال الحصار. ولم تتضح اتجاهات السكان حتى الان، علماً أن بعضهم قد يدعم داعش. وهذا التوازن قد يشكل العامل الأكثر أهمية في تحديد مدة الحرب، وخصوصاً إذا قرر هؤلاء شن هجمات خارج المدينة خلال الحصار وتشتيت انتباه القوات المحاصرة وإرغامها على الرحيل وإضعاف الحصار.

الورقة التركية
ويلفت الصحافي إلى أن داعش قد يلعب الورقة التركية أيضاً في محاولة لجر أنقرة إلى المواجهات بتنفيذه هجمات في مواقع حساسة في المنطقة.

ومع أنه يقول إن داعش ستخسر الموصل عاجلاً أم آجلاً، يؤكد أن الأمر لن ينتهي عند هذا الحد لأن التنظيم سيعود إلى ممارساته الإرهابية الكلاسيكية كالاغتيالات والتفجيرات والعمليات الانتحارية. وسيتمسك مقاتلوه  بفكرتهم القائمة على السيطرة على أراض في سوريا حيث ثمة جماعات راديكالية مختلفة بعضها يقاتل داعش، وهو ما سيشكل عقبة أخرى للتنظيم.

التمويل
ويؤكد الصحافي أن خسارة الموصل ستشكل ضربة كبيرة لداعش لناحية التمويل، إذ إنه يجني 500 مليون دولار من بيع النفط الذي يبيعونه للسكان القاطنين في المنطقة التي يسيطرون عليها. كذلك، يجني التنظيم 360 مليون دولار من العائدات الضريبية، وعندما يخسر المدينة الكبرى التي يسيطر عليها، ستتراجع هذه العائدات، وهو ما يقلص قدرته على التحرك.

قدرات كيميائية
ويلفت تانيس إلى أن داعش يطور قدرات عسكرية كيميائية في جامعة الموصل. ولهذا السبب وزع الأمريكيون 24 ألف قناع واق من الغاز للجيش العراقي والبشمركة. وفي المقابل، لا خطر من إنتاج التنظيم قنبلة نووية، ومن المستبعد أن يلجأ إلى تفجير سد الموصل، إذ إنه يحتاج إلى كميات ضخمة من المتفجرات ولا معلومات عن استعدادات كهذه.

ليست معركة سهلة

ويخلص الصحافي إلى أن الموصل لن تكون معركة سهلة، فعلى غرار العراقيين والبشمركة والتحالف، كذلك، استعدت القوات الحمراء جيداً لهذه الحرب. وحتى الآن، لا تزال تركيا خارج اللعبة، ولم يمكن التوصل إلى أي اتفاق مع العراق، وليس متوقعاً إحراز تقدم في هذا الشأن قريباً. ولكن إذا تدخلت تركيا على رغم كل ذلك، فلن يحصل ذلك بناء على دعوة من العراق وإنما نتيجة لاستفزازات داعش.